تقدُّم للمعارضة بحماة وإطلاق أربع نساء من رهائن عدرا

02 سبتمبر 2014
تشهد جوبر معارك عنيفة في الفترة الأخيرة (أحمد علي/الأناضول/Getty)
+ الخط -
تواصل كتائب المعارضة المسلّحة تقدمها في ريفي حماة الشمالي والغربي، وأسقط مقاتلو "الجيش الحر" طائرة حربية على مدرج مطار حماة العسكري، بينما أطلقت المعارضة سراح أربع نساء من رهائن عدرا العمالية، الذين تحتجزهم في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لأسباب وصفتها بـ"الإنسانية".

وبعد ساعات من استعادة كتائب المعارضة السيطرة على منطقة بطيش، في ريف حماة وطرد القوات النظامية من هناك، أكد مدير "مركز حماة الإعلامي" يزن شهداوي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "قوات المعارضة دمّرت طائرة حربية لقوات النظام على أحد مدارج المطار، إثر استهداف مكثّف بصواريخ من طراز غراد". وأفاد عن "مقتل عدد من عناصر المطار، وسط مشاهدة سيارات الإسعاف في المكان".

وقُتل ثلاثة عناصر من قوات النظام، فيما أصيب عدد من مقاتلي المعارضة، خلال تجدّد المواجهات بين الطرفين على جبهة بطيش في ريف حماة، إثر استعادة المعارضة السيطرة الكاملة على منطقة بطيش، ودحر قوات النظام.

تأتي المعارك إثر سلسة من الانتصارات التي حققتها المعارضة خلال الأسابيع الماضية، بعد إطلاق سبعة فصائل معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، تمكنت خلالها من السيطرة على موقع خطاب، وضرب مبنى قيادة المطار وشلّ قسم كبير منه، إضافة إلى السيطرة على عدد من المواقع الإستراتيجية.

وفي ريف دمشق، أطلق "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، أحد الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، سراح أربع نساء من العائلات المحتجزة لديه، لأسباب وصفتها بـ"الإنسانية".

وكشف المتحدث باسم "الاتحاد الإسلامي" وائل علوان لـ"العربي الجديد"، بأن النساء اللواتي تمّ إطلاق سراحهن، أمس الإثنين، هن: ناجية القصير (مواليد 1945) من مدينة السلمية، وفتاة قموحي (1959) من مدينة مصياف، ولطيفة شهيب من السويداء من منطقة صلخد، ومطيعة جلعود من مدينة اللاذقية.

وأوضح علوان أنه "تمّ تأمين طريق آمن لخروج النساء الأربع، ليصلن إلى ذويهن سالمات، وأن عملية إطلاق سراحهن كانت لدواعٍ إنسانية، تتعلّق بتقدمهن بالسن وإصابتهن بأمراض مزمنة، ما تعذّر العناية بهن في ظروف الحصار التي يفرضها النظام على الغوطة الشرقية".

وكان "جيش الإسلام" أطلق في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الماضي، إحدى الرهائن دون مقابل، وتمّ تسليمها إلى الهلال الأحمر في مخيم الوافدين، لأسباب تتعلق بحاجتها الماسة للعلاج، وعدم توفر الإمكانات في الغوطة الشرقية.

وأحبط النظام قبل أقل من شهر عملية إطلاق سراح السيدة ماجدة الحرفوش الحامل في شهرها التاسع، ومنع وفداً من مفوضية الأمم المتحدة في سورية وشخصيات أهلية من تسلّمها من أحد الفصائل المعارضة المسلّحة في الغوطة الشرقية.

وتحتجز ثلاثة من الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، هي "جبهة النصرة" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"جيش الإسلام"، نحو 1500 عائلة من أسر الضباط واللجان الشعبية والعاملين لدى النظام، وذلك بعد سيطرتهم على مدينة عدرا العمالية نهاية السنة الماضية.

وتشترط الفصائل لإطلاق سراحهم، الإفراج عن المعتقلين من الغوطة الشرقية لدى النظام، لكن جهود العديد من الوسطاء فشلت في إقناع النظام بالتفاوض على إخراجهم.

وتعيش الغوطة الشرقية حصاراً خانقاً منذ سنة ونصف السنة ما ترك آثاراً سلبية على السكان، وبدرجة أقل على الفصائل.

ووصف أحد ناشطي الغوطة الشرقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، ظروف السكان بـ"الجحيم" بسبب الحصار والقصف اليومي، وارتكاب النظام للمجازر، الواحدة تلو الأخرى، غير آبه لحياة المدنيين، ولا حتى لحياة الرهائن المحسوبين عليه، والذين سقط عدد منهم جراء القذائف والصواريخ التي طالت مدينة دوما الشهر الماضي.

ويرى الناشط أن "الأمر لا يتعلق فقط بصعوبة تأمين الطعام، وارتفاع الأسعار بل أصبح سكان الغوطة الشرقية يعانون أعراضاً مرضية لم يسلم منها أي شخص، وتفتك بالصغار قبل الكبار، كنقص التغذية والتهاب الأمعاء، والتهاب الأعصاب وضعف الأسنان بسبب نقص الفيتامينات، وعدم توفر الحليب ومشتقاته".

وفي حي جوبر في ريف دمشق أيضاً، شنّ طيران النظام 25 غارة جوية، اليوم، وهي الأعنف في إطار العملية العسكرية التي يقوم بها منذ ستة أيام في الحي الاستراتيجي الواقع شرقي دمشق العاصمة، حسبما ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان".

وأفاد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، أن الطيران الحربي نفّذ أكثر من 25 غارة على مناطق في حي جوبر منذ صباح الثلاثاء". ولفت إلى أن "عدد الغارات على جوبر هي الأكثر منذ بدء الهجوم على الحي"، الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة.

وتقوم القوات النظامية المدعومة بعناصر من "حزب الله" اللبناني منذ يوم الجمعة الماضي، بأكبر هجوم على الحي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ صيف عام 2013.

وأشار عبد الرحمن إلى "مقتل العشرات من مقاتلي المعارضة" دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة دقيقة.

ويحاول عناصر "حزب الله" المتموضعون على مشارف الحي التقدم "إلا أنهم لم يتمكنوا رغم القصف العنيف" بحسب عبد الرحمن.

ويسعى النظام لاستعادة الحي وطرد المقاتلين من أجل إبعاد الخطر عن دمشق والتقدم نحو منطقة الغوطة.

المساهمون