وبحسب التقرير الذي نشره مختص الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة رونين بيرغمان، بالاستناد إلى شهادة مسؤول سابق في الاستخبارات الإسرائيلية، أشار إليه باسم مستعار "روبين"، فإنّه خلافاً لاعتقاد شعب الاستخبارات العسكرية، وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، فإنّ الطيار الإسرائيلي ظل في الأسر داخل الأراضي اللبنانية ولم يغادرها مطلقاً، بل مات فيها في خريف العام 1989.
ووفقاً للتقرير ولرواية المسؤول الإسرائيلي، فإنّ أراد قتل في لبنان في عملية انتقام لمقتل أربعة دبلوماسيين إيرانيين تم اختطافهم من قبل وحدات تابعة لـ"الكتائب اللبنانية"، ثم تم قتلهم بعد تحقيق مطول معهم لم يخل من أقسى صنوف التعذيب. وبحسب هذه الرواية، فقد تم اختطاف الدبلوماسيين الأربعة بينما كانوا في طريقهم إلى دمشق، في الرابع من يوليو/ تموز 1982.
وبحسب ما نقلت الصحيفة، فإنّ إيران بذلت جهوداً كبيرة لمعرفة مكان الإيرانيين المختطفين، خاصة في المرحلة الأولى عندما اعتقدت أنه قد تم اختطافهم من قبل "الكتائب" وتسليمهم لإسرائيل، وذلك بالركون إلى حالات مشابهة وقعت في تلك الفترة.
وتختلف هذه الرواية مع تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال التي تعتقد أن أراد احتجز بداية من قبل "حركة أمل"، وأن الشيخ مصطفى ديراني كان مسؤولاً عنه، ثم تم نقله لإيران لعدة سنوات أعيد بعدها للبنان حيث قضى بفعل المرض بين عامي 1995 و1996.
ويؤكد التقرير الإسرائيلي أنّ رئيس "الشاباك" السابق يوفال ديسكين، كان من الذين قالوا إن أراد لم يغادر الأراضي اللبنانية مطلقاً ولذلك عارض مقترحات رئيس "الموساد" مئير داغان، القيام بعملية عسكرية للحصول على معلومات ضرورية ومحاولة استعادة الطيار المفقود.
وبحسب التقرير، فإنّ الإيرانيين كانوا على استعداد بين عامي 1988 و1989 لإتمام عملية تبادل مع إسرائيل لاستعادة الدبلوماسيين الأربعة الذين كان الإيرانيون يعتقدون أنهم في قبضة إسرائيل، مقابل إعادة الطيار الإسرائيلي، وكذلك تحرير مئات الأسرى من "حركة أمل" و"حزب الله" المحتجزين في دولة الاحتلال، مقابل تحرير رهائن غربيين في لبنان.
لكن الموقف الإيراني، بالرغم من اتصالات مكثفة عبر موفد الأمم المتحدة، في تلك الفترة، المحامي جياندومينيك بيكو، تغيّر 180 درجة، إذ طلب المسؤولون الإيرانيون وقف أي اتصالات بهذا الخصوص مع إسرائيل، والتنصل من أي علاقة بملف أراد بعدما تأكد لهم أن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة قد فارقوا الحياة، وليسوا في الأسر الإسرائيلي.
وعند هذا الحد يصل ضابط الاستخبارات الإسرائيلي إلى القول: "استنتاجي هو أن أراد قتل انتقاماً لمقتل الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، وأن قتله تم في خريف العام 1989".