تلازم الأزمة عملية تطور المؤسسات الاقتصادية في كافة مراحلها العمرية من النشأة إلى الانحدار مروراً بالارتقاء. وفي ظل سياق اقتصادي صعب، يمتاز بشدة التنافس وانفتاح الأسواق، تحولت الأزمة إلى مكون رئيسي في علوم الإدارة وتسيير الأعمال.
وبالتوازي، يزداد التوغل التكنولوجي في جميع مناحي إدارة المؤسسات، فقد توسعت استعمالات التكنولوجيا لتشمل سلسلة القيمة التي تجمع كل العمليات من شراء، تخزين، إنتاج، تسويق وبيع. ثم المسارات المهنية داخل المؤسسة المتعلقة بالبحث والتطوير، والنظام المعلوماتي والذكاء الاقتصادي، وإدارة العلاقة مع الزبون، والمالية والتجهيز و إدارة الموارد البشرية. وكذلك الأساليب الحديثة في التدبير المؤسساتي كالقيادة الاستراتيجية، وإدارة التغيير، والتسيير بالأهداف وإدارة الأزمات. وهنا، لا بد من توضيح مفهوم الأزمة، خصوصاً أنه يثير الكثير من اللبس بتداخله مع مجموعة من المفردات في حقل لغوي واحد، ونحتاج إلى التمييز بين الأزمات، المخاطر، الحوادث، الصراعات، الطوارئ والمشاكل.
يعتبر الخطر مجموعة من التهديدات المحتملة على المؤسسة، والتي تحدد وفقاً لاحتمالات وقوع حدث ما يتسبب في خلل تنظيمي له درجة من التأثير في أهداف ومسيرة العمل. أما الصراع فهو المواجهة والخلاف بين الإرادات الفردية أو الجماعية حول علاقات القوة وهوامش المناورة بغاية السيطرة وفرض السلطة. وتعبر الطوارئ عن حالات غير متوقعة تتطلب علاجاً فورياً، والحادث عن خلل عميق له تأثير شامل في المنظومة بأكملها. بينما المشاكل عبارة عن إكراهات وعقبات أمام تقدم الأوضاع وتحتاج إلى حلول لمواصلة الأنشطة.
على الجانب الآخر، تعرف الأزمة كحالة من عدم الاستقرار والتي ينجم عنها شلل في العمل وخسائر في الممتلكات، وفي كثير من الأحيان توقف تام وإنهاء لوجود المؤسسة. وعلى هذا الأساس، فإدارة الأزمات هي الأساليب والأدوات والتقنيات المستعملة لتجاوز الأزمة، معتمدة في ذلك على علم الإدارة للحفاظ على سلامة المؤسسة وتأمين مكتسباتها.
وفي هذا الصدد، نجد أن تكنولوجيا المعلومات والتواصل تلعب دوراً هاماً في مرافقة الأزمة عبر جميع مراحلها. خلال المرحلة الاستباقية لما قبل الأزمة. تساهم التكنولوجيا في تحديد أبعاد تلك الأزمة عبر إشارات الإنذار التي تشخص المؤشرات والأعراض، ويتم استخدام تقنيات متعددة كصور الأقمار الصناعية المستعملة في إطار العلاقات الاقتصادية لرصد وتحليل مجمل الأوضاع، كما تعمل المؤسسات المتطورة على برمجيات لإنشاء جهاز للتأهب يساعد خلية الأزمة على وضع التصورات الرئيسية للأزمات المحتملة وكيفية الوقاية منها. فضلاً عن قواعد البيانات التي تهم جمع وتنقية المعلومات ونظيرتها التي تحلل وتحول المعلومات إلى معارف داخلية في المؤسسة.
على المنوال ذاته، تمكن التكنولوجيا المؤسسات الاقتصادية من إدارة الأزمة عبر تقييم فرضياتها وسيناريوهاتها من خلال برامج التخطيط الزمني والتي توفرها العديد من المواقع الإلكترونية والبحثية، لكي يتم إعداد استراتيجية للأزمة.
داخلياً، تساعد تكنولوجيا الاتصال على احتواء الأزمة وطمأنة العاملين في المؤسسة عبر نشر القيم الإيجابية وتعبئة الفرق لاستعادة التوازن التنظيمي في العمل، خصوصاً من خلال منصات التعلم الإلكتروني التي يجب أن تسهل قبول الأزمة في الداخل وخلق فرص للمحاورة وللمشاركة في صنع واتخاذ القرارات المناسبة. فالتكنولوجيا تحشد الجهود البشرية وتقوي الجبهة الداخلية للمؤسسات، وتجعلها عصية على الاختراق والانكسار.
أما خارجياً، فالمؤسسات الاقتصادية تحاول صياغة خطاب دقيق، واضح وموزون يحفظ الصورة الرسمية للمؤسسة، ويجعل الأزمة عادية عند المتلقي بتهوين آثارها والاعتذار عن الأخطاء المرتكبة، كنوع من مد الجسور بين المؤسسة وعملائها، وذلك بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلان الإلكتروني والموقع الرسمي للمؤسسة على الشبكة العنكبوتية.
وأخيراً، إن إدارة الأزمات أصبحت ضرورة واجبة على المؤسسات الاقتصادية لمواجهة التحديات العصيبة، ولا بد من الإشارة إلى أن الأزمة تحمل في طياتها الخطر كما الفرص، فالتعلم من الأزمة مطلوب لمراجعة أوجه الخلل والقصور وبلورة الضوابط المانعة لتكرارها.
(باحث وأكاديمي مغربي)
يعتبر الخطر مجموعة من التهديدات المحتملة على المؤسسة، والتي تحدد وفقاً لاحتمالات وقوع حدث ما يتسبب في خلل تنظيمي له درجة من التأثير في أهداف ومسيرة العمل. أما الصراع فهو المواجهة والخلاف بين الإرادات الفردية أو الجماعية حول علاقات القوة وهوامش المناورة بغاية السيطرة وفرض السلطة. وتعبر الطوارئ عن حالات غير متوقعة تتطلب علاجاً فورياً، والحادث عن خلل عميق له تأثير شامل في المنظومة بأكملها. بينما المشاكل عبارة عن إكراهات وعقبات أمام تقدم الأوضاع وتحتاج إلى حلول لمواصلة الأنشطة.
على الجانب الآخر، تعرف الأزمة كحالة من عدم الاستقرار والتي ينجم عنها شلل في العمل وخسائر في الممتلكات، وفي كثير من الأحيان توقف تام وإنهاء لوجود المؤسسة. وعلى هذا الأساس، فإدارة الأزمات هي الأساليب والأدوات والتقنيات المستعملة لتجاوز الأزمة، معتمدة في ذلك على علم الإدارة للحفاظ على سلامة المؤسسة وتأمين مكتسباتها.
وفي هذا الصدد، نجد أن تكنولوجيا المعلومات والتواصل تلعب دوراً هاماً في مرافقة الأزمة عبر جميع مراحلها. خلال المرحلة الاستباقية لما قبل الأزمة. تساهم التكنولوجيا في تحديد أبعاد تلك الأزمة عبر إشارات الإنذار التي تشخص المؤشرات والأعراض، ويتم استخدام تقنيات متعددة كصور الأقمار الصناعية المستعملة في إطار العلاقات الاقتصادية لرصد وتحليل مجمل الأوضاع، كما تعمل المؤسسات المتطورة على برمجيات لإنشاء جهاز للتأهب يساعد خلية الأزمة على وضع التصورات الرئيسية للأزمات المحتملة وكيفية الوقاية منها. فضلاً عن قواعد البيانات التي تهم جمع وتنقية المعلومات ونظيرتها التي تحلل وتحول المعلومات إلى معارف داخلية في المؤسسة.
على المنوال ذاته، تمكن التكنولوجيا المؤسسات الاقتصادية من إدارة الأزمة عبر تقييم فرضياتها وسيناريوهاتها من خلال برامج التخطيط الزمني والتي توفرها العديد من المواقع الإلكترونية والبحثية، لكي يتم إعداد استراتيجية للأزمة.
داخلياً، تساعد تكنولوجيا الاتصال على احتواء الأزمة وطمأنة العاملين في المؤسسة عبر نشر القيم الإيجابية وتعبئة الفرق لاستعادة التوازن التنظيمي في العمل، خصوصاً من خلال منصات التعلم الإلكتروني التي يجب أن تسهل قبول الأزمة في الداخل وخلق فرص للمحاورة وللمشاركة في صنع واتخاذ القرارات المناسبة. فالتكنولوجيا تحشد الجهود البشرية وتقوي الجبهة الداخلية للمؤسسات، وتجعلها عصية على الاختراق والانكسار.
أما خارجياً، فالمؤسسات الاقتصادية تحاول صياغة خطاب دقيق، واضح وموزون يحفظ الصورة الرسمية للمؤسسة، ويجعل الأزمة عادية عند المتلقي بتهوين آثارها والاعتذار عن الأخطاء المرتكبة، كنوع من مد الجسور بين المؤسسة وعملائها، وذلك بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلان الإلكتروني والموقع الرسمي للمؤسسة على الشبكة العنكبوتية.
وأخيراً، إن إدارة الأزمات أصبحت ضرورة واجبة على المؤسسات الاقتصادية لمواجهة التحديات العصيبة، ولا بد من الإشارة إلى أن الأزمة تحمل في طياتها الخطر كما الفرص، فالتعلم من الأزمة مطلوب لمراجعة أوجه الخلل والقصور وبلورة الضوابط المانعة لتكرارها.
(باحث وأكاديمي مغربي)