أجرى الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الاثنين، الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، والتي أفضت إلى تكليف السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب بتشكيل الحكومة الجديدة.
وحاز الرئيس المكلف على أصوات رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وسعد الحريري وتمام سلام، وكتل "المستقبل" برئاسة الحريري، و"الوفاء للمقاومة" (تابعة لحزب الله)، و"التكتل الوطني" (من فريق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية)، و"اللقاء الديمقراطي" (تابع للحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط)، والكتلة الوسطية يرأسها ميقاتي.
كما حاز أديب على أصوات الكتلة "القومية الاجتماعية" (الحزب القومي السوري)، وتكتل "لبنان القوي" برئاسة جبران باسيل، وكتلة "التنمية والتحرير" برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، وكتلة "ضمانة الجبل" (من فريق تكتل لبنان القوي) برئاسة النائب طلال أرسلان، وكتلة النواب الأرمن وعدد من النواب المستقلّين.
في المقابل، سمّت كتلة "الجمهورية القوية" (التابعة لحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع) السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة، وأعلنت أنها لن تقبل بأي تسوية داخلية أو خارجية على حساب لبنان.
ومن النواب الذين لم يسمّوا أحدا لرئاسة الحكومة، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي، الذي كان يتمسك بترشيح الحريري ويراه أنه رجل المرحلة، فيما لم لا يجد أن مصطفى أديب قادر على أداء دور إيجابي في الظرف الراهن، كذلك لم يسمّ النائب جميل السيد أحداً، والحال نفسه بالنسبة للنائب المستقلّ أسامة سعد، وهو الذي كان سبق أن رفض تسمية حسان دياب سابقاً.
أما النائب ميشال ضاهر، الذي كان قد استقال من تكتل "لبنان القوي" وأعلن أنه سمّى ريا الحسن لرئاسة الحكومة باعتبار أنها كانت وزيرة مال ناجحة.
من جهته، لم يسمّ النائب شامل روكز (صهر رئيس الجمهورية)، الذي استقال من "تكتل لبنان القوي"، اسماً لرئاسة الحكومة، معلناً التعاطي بإيجابية مع الحكومة الجديدة في حال ضمت وزراء اختصاصيين.
كذلك، لم تسمّ كتلة "اللقاء التشاوري" (حليفة حزب الله) أحدا لرئاسة الحكومة. وعبّر نواب الكتلة عن امتعاضهم من عرف تسمية رؤساء الحكومات السابقين، وهم من الطائفة السنية، للرئيس المكلف، والذي يكون بالتالي رئيساً للوزراء.
وفي السياق نفسه، حظي السفير نواف سلام بصوت النائب المستقل فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، وسمى النائب المستقل جهاد الصمد المهندس فضل شلق.
وهناك 8 نواب تقدموا باستقالتهم من البرلمان عقب تفجير مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب، من ضمنهم نواب كتلة "الكتائب اللبنانية" التي يرأسها النائب سامي الجميل الذي غرد على حسابه عبر "تويتر"، بالتزامن مع الاستشارات النيابية الملزمة، كاتباً، "طبخة بحص في بعبدا. مناورة جديدة للمنظومة الفاشلة لإعادة تعويم نفسها. الآلية واضحة: واحد بقرّر، جزء بنفّذ وجزء بغطّي. الهدف: استغباء الناس ومنع التغيير".
ويشغل مصطفى أديب منذ 18 يوليو/تموز 2013، منصب سفير الجمهورية اللبنانية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية، وبدأ حياته المهنية كمدرس للقانون الدولي العام والقانون الدستوري والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية في جامعات مختلفة في لبنان وفرنسا. بحسب ما أفادت به "الوكالة الوطنية للإعلام".
وأضافت الوكالة أنه "في العام 2000، بدأ التدريس في كلية بيروت الحربية، وأصبح أستاذاً متفرغاً في الجامعة اللبنانية. كما أنه رئيس الجمعية اللبنانية للقانون الدولي والجمعية اللبنانية للعلوم السياسية وعضو في جمعية خريجي الجامعات الفرنسية، والجمعية العربية للعلوم السياسية، والجمعية الدولية للقانون الدستوري، والمرصد من أجل السلم الأهلي الدائم، وتولى منصب مستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي منذ العام 2000 وحتى تعيينه سفيراً، ومثّل ميقاتي كرئيس حكومة في عامي 2005 و2006، أمام اللجنة الخاصة المكلفة بوضع قانون الانتخابات الجديد".