خطف تواجد رئيس وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، محمد عبدالسلام، وأعضاء من وفد الحكومة، كانوا قد غادروا الجمعة إلى السعودية، الأضواء من جلسات مشاورات السلام في الكويت، وسط أنباء عن تفاهمات سرية بين الرياض والحوثيين، من شأنها أن تساهم في تسريع خروج المشاورات باتفاق لحل الأزمة في البلاد.
وتتباين التسريبات الأولية حول تفاصيل الزيارة والنقاشات الجارية في السعودية، إذ تتحدث بعض المصادر عن مفاوضات جرت مع أعضاء في الوفد الحكومي، برعاية الرياض، بعيداً عن الأضواء للوصول إلى نقاط توافق رئيسية، من شأنها تحريك الجمود في المفاوضات. الأمر الذي استبعدته مصادر مقربة من وفد الجماعة، تفيد بأن الزيارة جاءت مفاجئة ولم يُشرك فيها وفد حزب "المؤتمر الشعبي"، المتحالف مع الجماعة، والذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وكان لافتاً زيارة عبدالسلام إلى السعودية بالتزامن مع زيارة أعضاء من الوفد الحكومي، أبرزهم، نائب رئيس الوزراء، وزير الإدارة المحلية، ونائب رئيس الوفد المفاوض، عبدالعزيز جباري، ووزير الصناعة والتجارة، محمد السعدي، ومستشار الرئيس، ياسين مكاوي. وكان الأعضاء الثلاثة، قد قدموا يوم السبت، ملخصاً عن تطورات المشاورات في اجتماع عُقد في الرياض، ضمّ الرئيس عبدربه منصور هادي ومستشاريه السياسيين، بحضور نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر.
وفيما كان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، قد أكد الجمعة زيارته إلى السعودية، وقال إنها إلى محافظة "ظهران الجنوب" الحدودية مع اليمن، يُرجّح مصدر مقرّب من الجماعة، أن يكون عبدالسلام قد قام بزيارة إلى محافظة صعدة (على الحدود مع السعودية)، وذلك للقاء زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وإطلاعه على مستجدات المشاورات والمقترحات المطروحة عن قرب.
يشار إلى أن رئيس وفد الحوثيين وفي نفي ضمني للشق السياسي المرتبط بالزيارة، أفاد بأن الزيارة تمّت في "ظهران الجنوب" للقاء "قيادات سياسية" وكذلك لـ"الاستفادة من عطلة الأسبوع"، غير أن الزيارة تواصلت، ودفعت المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى عقد اجتماع منفرد مع وفد حزب "المؤتمر"، بغياب الحوثيين وذلك للمرة الأولى.
وشهدت المشاورات حالة من الجمود مع توجه الأنظار نحو زيارة ناطق الحوثيين إلى السعودية واستمرار الجلسات منفصلة غير مشتركة، باستثناء لجنة الأسرى والمعتقلين، والتي تواصل اجتماعاتها اليومية، من دون أن تتوصل إلى اتفاق، بخصوص إطلاق سراح أعداد من الأسرى والمعتقلين قبل رمضان.
يشار إلى أن أغلب النقاشات باتت محتدمة حول المقترحات الأممية لحل الأزمة في البلاد، بعد أن جرى الاستماع خلال الفترة الماضية لرؤى الطرفين في الجانب السياسي والأمني تحديداً، قبل أن يتوجه المبعوث الأممي منذ أكثر من أسبوع، إلى جلسات منفصلة مع كل وفد على حدة، للتشاور حول الأفكار المطروحة لتقريب وجهتي نظر الوفدين.