معظم التلاميذ حريصون على مغادرة المدرسة يوم الجمعة (مع نهاية الأسبوع المدرسي في معظم الدول الغربية) حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، لكنّ الأمر لا ينطبق على مدرسة "ويست سايد" الثانوية في الولايات المتحدة الأميركية. هذه المدرسة التي تقع في مدينة نيوارك، بولاية نيو جيرسي في الشمال الشرقي للبلاد، ابتكرت ما لم تسبقها إليه مدرسة أميركية، إذ احتفظت بالتلاميذ، وهم بالمئات، طوال بعد ظهر الجمعة ومسائه، بعد انتهاء الفصول الدراسية، لكن ليس في فصولهم، بحسب تقرير من موقع "غود نيوز نت وورك" الأميركي.
في البداية لا بدّ من الإشارة إلى أزمة السلاح المنتشر في شوارع الولايات المتحدة الذي يمتد إلى الصغار أحياناً، وقد اخترق المدارس نفسها، ناهيك عن محيطها. هذه القضية شهدت تفاعلات كبيرة في السنوات الأخيرة خصوصاً في ظلّ رئاسة دونالد ترامب للبلاد، مع ما أبداه من معارضة لحظر بيع السلاح، مؤكداً الحق الدستوري للمواطنين الأميركيين في اقتنائه، متغاضياً عن جميع الحوادث التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء ومن بينهم تلاميذ داخل المدارس وفي محيطها وبعيداً عنها، وعن وقوع السلاح في أيدٍ خاطئة في معظم الأحيان.
المدرسة التابعة للولاية، قررت التصدي لذلك، وإن بفكرة بسيطة وبإمكانات ضعيفة، إذ بات تلاميذ الثانوي يمضون أمسيات الجمعة (وربما تمتد إلى السبت لاحقاً) في المدرسة كوسيلة للبحث عن الأمان من العنف ونشاط العصابات في الشوارع. يقول المدير الرئيس، أكبر كوك، إنّه منذ إطلاقه برنامج "أضواء على ما بعد المدرسة" لأول مرة منذ أربعة أعوام، كان له تأثير كبير على الوضع المعيشي والترفيهي للتلاميذ.
وبحسب البرنامج، يتولى متطوعون تنظيم وإدارة الأنشطة والأندية المختلفة طوال الأمسيات التي يمضيها التلاميذ في المدرسة. ويمتد البرنامج إلى فصل الصيف، إذ يستضيف التلاميذ في ثلاث ليال أسبوعياً، ويقدم لهم المتطوعون وجبات ساخنة مجانية للحفاظ على صحتهم. ليس هذا فحسب، بل إنّ كوك، أضاف خصائص مبتكرة إلى البرنامج، وأبرزها غرفة الغسيل، إذ أتاح مكاناً للتلاميذ المشردين والفقراء لغسل ملابسهم مجاناً أيضاً. ومنذ افتتاح غرفة الغسيل في العام الماضي، يؤكد كوك أن نسبة حضور التلاميذ قد تحسنت بنسبة 10 في المائة. يعلق بفخر: "لم أفقد تلاميذ بسبب العنف المسلح منذ بداية العام الدراسي".