استطلع باحثون من "مركز ييل للذكاء العاطفي" و"مركز ييل لدراسات الأطفال" في الولايات المتحدة الأميركية 21.678 تلميذاً في المدارس الثانوية الأميركية، من الجنسين، وكشفوا أنّ نحو 75 في المائة منهم يحملون مشاعر سلبية تجاه المدرسة.
تعترف خبيرة الدراسات، زورانا إيفشيفيتش برينغل، المؤلفة المشاركة لهذه الدراسة، أنّ النسبة كانت مفاجئة، بحسب تقرير من موقع "إيديوكيشن ويك". وتعلق: "كانت النسبة أعلى مما افترضنا، فنحن نعلم من التحدث إلى التلاميذ أنّهم يشعرون بالإرهاق وكذلك الضجر، لكنّنا فوجئنا بمدى قوة هذا الشعور".
تفسر إيفشيفيتش برينغل: "في الإجابات المفتوحة، كان الشعور الأكثر انتشاراً لدى التلاميذ هو الإرهاق، بنسبة 58 في المائة". وفي حين لم تحاول الدراسة إثبات أنّ الإرهاق قد يسبب مشاعر سلبية لدى التلاميذ، تلاحظ الباحثة أنّه "من بياناتنا، يمكننا أن نقول إنّها مترابطة".
وجدت الدراسة أيضاً أنّ هناك فارقاً في وجهة النظر بين الذكور والإناث. فقد أبلغت الفتيات عن مشاعر سلبية أكثر من الفتية عموماً، وجاء ذلك خصوصاً في ما يتعلق بالضغط أو الإجهاد العصبي. وتقول إيفشيفيتش برينغل إنّ الضغط ليس سلبياً دائماً، وعلى المسؤولين في المدارس مساعدة التلاميذ في تفسيره باعتباره تحدياً، وتمكينهم من التعامل معه، وهكذا فإنّ الضغط قد يشكل حافزاً إيجابياً، على الرغم من أنّ التلاميذ يفسرونه باعتباره تهديداً خارجاً عن سيطرتهم.
تضيف: "المشاعر مهمة لقدرتنا على التركيز، وقدرتنا على اتخاذ قرارات منطقية وجيدة، وهي مهمة بخصوص نوعية علاقاتنا، بالإضافة إلى أهميتها على صعيد عمليتي التعلم، والإنتاج". تتابع: "الرسالة التي نرغب في إيصالها إلى المسؤولين في المدارس الأميركية، هي أن يدركوا أنّ لمشاعر التلاميذ أهميتها التي يجب التعامل معها، بدلاً من تجاهلها، أو الأسوأ اللجوء إلى السيطرة عليها عن طريق قمعها. فكيفية التعامل مع مشاعر التلاميذ سيكون لها أثر كبير على المناخ المدرسي العام، وعلى نتائج التلاميذ". أما في خصوص الإرهاق عموماً فتوصي إيفشيفيتش برينغل وزملاؤها، من خلال الدراسة، أن تفكر إدارات المدارس بتأخير بداية اليوم المدرسي ببساطة، كي يأخذ التلاميذ كفايتهم من النوم.