أخذ حقل قمح بريف حمص الشمالي في سورية يميل إلى اللون الأصفر، ما قد يبدو للناظر من بعيد أنه نضج مبكراً، إلا أن الحقيقة تقول إن هذا الحقل أصيب بوباء وبات على حافة الهلاك.
وخلال تواجده في هذا الحقل، يشكو المزارع بشار العبيد في حديث مع "العربي الجديد" ضياع محصوله من القمح ومعظم محاصيل منطقة ريف حمص الشمالي المحاصر من النظام السوري بسبب الأمراض والأوبئة والجفاف.
يضيف العبيد: "كان المحصول أخضر والوضع كان جيداً، ولكن فجأة ومنذ شهر بدأ المحصول يتحول إلى اللون الأصفر أدركنا أن هناك مرضا قد أصابه، لكن الأوان قد فات على علاجه".
وحاول المزارع إنقاذ محصوله بالأدوية والمبيدات ولم يترك أي طريقة متاحة إلا وسلكها، لكنه لم ينجح في إنقاذ ذلك المحصول، كما اشتكى المزارع من الوباء الفطري الذي أصاب محاصيل أخرى غير القمح، مضيفا أن الجفاف في هذا العام غير مسبوق، والمحاصيل التي رُويت بالماء قليلة جدا.
ولم يخسر محصوله فقط بل خسر تكاليف الفلاحة وثمن البذور، ولا يوجد أي مؤسسة في المنطقة معنية بتعويضه وغيره من الفلاحين عن هذه الخسارة.
وبات الجوع يُهدد ريف حمص الشّمالي، وذلك إثر فقدان المنطقة لأكثر من 90% من إنتاج القمح والشعير نتيجة الأمراض والأوبئة والجفاف، حسب مختصين بالمجال الزراعي.
وفي هذا الإطار، قال المهندس الزراعي عبدالله مطر لـ"العربي الجديد" إن الشعير والقمح هذا العام في ريف حمص أصيبا بمرض "التبقع السبتوري" الفطري، نتيجة الظروف المناخية، إضافة إلى أن نسبة الأمطار كانت قليلة، ومعالجة تلك الفطريات تكون في العادة متاحة عن طريق المبيدات والأدوية، إلا أن الظروف التي تحيط بالمنطقة من حصار ومعارك مسلحة منعت الحصول على تلك الأدوية.
وأكد مسؤول بشركة "إكثار البذار" أن أمن المنطقة الغذائي مهدد وخاصة مع الجفاف وتلف كبير في محاصيل القمح، حيث تكون الإنتاجية في العادة ما بين 6 و8 آلاف طن، إلا أن هذا العام اقتصر الإنتاج على الحقول المروية فقط بسبب الجفاف والمحصول المتوقع هو 800 طن فقط يُحسم منها 600 طن كبذور للعام القادم، مؤكدا على أن ذلك قد يصيب المنطقة بالجوع في حال لم يدخل قمح من خارج المنطقة.