وقال الناشط الإعلامي، عامر هويدي، لـ"العربي الجديد": "إن شاباً من حي الجورة المحاصر من تنظيم الدولة، فقد حياته نتيجة إصابته بجرثومة في المعدة". وأضاف "يقوم النظام عبر مؤسسة المياه بضخ المياه كل أربعة أيام، بمعدل أربع ساعات في اليوم الرابع لحي الجورة، وأربع ساعات لحي القصور، حيث يتحجج بعدم وجود مادة المازوت لتشغيل مضخات المياه".
ولفت إلى أنه "حتى عندما يتم الضخ فإنه يكون ضعيفاً ولا يصل لأغلب المناطق، حيث تصل المياه بحي الجورة للحارات الواقعة بالقرب من محطة مياه الجورة والحارات الواقعة بين الشارع العام وشارع الوادي".
ولا تصل المياه للحارات الواقعة بين شارعي الوادي والسجن ولا طب الجورة وضاحية الجورة، وهذا حال حي القصور أيضاً، حيث لا تصل المياه لمعظم مناطقه، كما لا تصل المياه لحي الموظفين، حيث يقوم سكانه بجلب المياه من المناطق التي تصلها المياه في حي القصور.
ويعتمد الأهالي في نقل المياه على الطرق البدائية من حمل عبوات بلاستيكية بالأيادي أو بالدراجات الهوائية والعربات، ويتكبدون، في الأيام التي لا يتم ضخ المياه بها، أعباء جلب المياه من محطة مياه الجورة بذات الطرق البدائية.
وذكر الناشط الإعلامي أن "بعض الأهالي يضطرون لشراء المياه وسعر خزان المياه 5 براميل بـ8 آلاف ليرة سورية، في حين يدفع الأهالي 500 ليرة في الساعة لتشغيل مولدات ضخ المياه المنزلية لتعبئة الخزانات الموجودة على أسطح الأبنية".
وبيّن أن "المياه التي تقوم محطة مياه الجورة بضخها للأهالي بأحياء الجورة والقصور هي مياه غير صالحة للشرب، حيث تقوم محطة المياه الواقعة بالقرب من صالة سومر على فرع النهر عند جسر الجورة بتزويد محطة الجورة بالمياه، ومياه هذا الفرع من النهر راكدة وفيها كثيرٌ من الأوساخ والحشرات، ولون المياه فيها مائل للأخضر".
وتابع "عندما تصل هذه المياه لأحواض محطة المياه بالجورة، يتم إضافة كميات من مادة الكلور فقط، وضخها للأهالي دون تصفيتها أو معالجتها بمواد كمياوية أخرى أو ترسيبها وإزالة الأوساخ منها، فتصل المياه للأهالي وفيها كل أنواع الأوساخ والحشرات، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي المحاصرين، في ظل غياب الرعاية الصحية بمناطق سيطرة النظام وفقدان أغلب الأدوية، وخروج أغلب الأطباء الاختصاصيين، ومنع النظام الأهالي المحاصرين والمرضى من مغادرة مناطق سيطرته".
وقال هويدي "قام عدد من الأهالي بمبادرات أهلية بحفر آبار بدائية، إحداها بالقرب من جامع التوبة للحصول على المياه وتم حفر بئر أمام جامع المهاجرين بطب الجورة إلا أن مياه الآبار التي تم حفرها طعمها مائل للملوحة أو للمرار، فهي غير صالحة للشرب"، لافتاً إلى أن "القوات النظامية في ظل هذا العوز للمياه تقوم بإرغام محطة مياه الجورة على ضخ المياه وبكميات كبيرة لحي الرشدية لتعبئة الأنفاق بالمياه".