وكشفت المصادر لـ"العربي الجديد" أن نزلاء السجن استغلّوا عطلة الجمعة وتناقص عدد الحراس على السجن ليقودوا تمرداً كبيراً، تمكن خلاله ثلاثة منهم من الفرار، فيما قتل اثنان آخران على يد الحراس، مؤكدة أن قوة إسناد وصلت إلى مقر السجن لتتمكن من إعادة السيطرة عليه.
وفيما لم تشر المصادر إلى هوية الفارين قالت إن السجن الذي يعتبر من أكبر سجون المدينة يضم عدداً من مسؤولي النظام السابق وعدداً من مقاتلي تنظيم "داعش"، الذين قبض عليهم إبان عملية البنيان المرصوص في مدينة سرت العام الماضي، بالإضافة إلى قيادات من قوة سرايا الدفاع عن بنغازي لجأت إلى مصراته قادمة من منطقة الجفرة قبل أشهر، وجرى القبض عليهم مؤخراً من قبل جهاز مكافحة الجريمة وإيداعهم سجن الكلية.
وبحسب أحد هذه المصادر، فإن قوة جهاز مكافحة الجريمة تنامى نفوذها مؤخراً في المدينة، ضمن تقلّبات موازين القوى فيها، وتتألف هذه القوة من المجموعات السلفية المدخلية التي تعادي اتجاهات سرايا الدفاع عن بنغازي، وقد هاجمت منازل كان يقيم فيها قادة السرايا وأودعتهم سجن الكلية.
وأكد المصدر أن متنفّذين في سلطات البلاد من المدينة أطلقوا يد مسلحي جهاز مكافحة الجريمة ضد مسلحي سرايا الدفاع ومسلحي حكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطني الذين لا يزال عدد منهم موجوداً فيها.
ويعد جهاز مكافحة الجريمة السلفي بالمدينة المسؤول عن مقتل القيادي في سرايا الدفاع عن بنغازي، محمد باكير، داخل سجن الكلية مطلع الشهر الجاري، وبينما أعلن "مكافحة الجريمة" عن وفاة "باكير" نتيجة مرض مفاجئ أظهرت صور جثته التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي تعرضه للتعذيب، ما حدا بقيادات من ثوار البلاد لاتهام مكافحة الجريمة بقتله داخل السجن، معتبرين أن إعلان جهاز مكافحة الجريمة عن تعرض "باكير" لوعكة صحية ووفاته بالمستشفى يتعارض مع تقرير مستشفى مصراته الذي أكد أن "باكير" وصل إلى المستشفى جثة هامدة.
وإثر التمرد داخل السجن، أصدر جهاز مكافحة الجريمة بياناً مفاجئاً يؤكد فيه استمراره في ملاحقة من وصفهم بـ"داعمي الإرهاب" بالمدينة، مطالباً بوقف حملة التشهير ضده على وسائل التواصل الاجتماعي ومنابر المساجد في المدينة، كما أكد على مواصلته مواجهة العراقيل والصعوبات كافة التي دائماً ما يضعها بعضهم أمامه، باستخدام الأساليب التي وصفها بـ"الخبيثة"، ما يشير إلى وجود معارضة شعبية لتوجهات الجهاز داخل المدينة.
يذكر أن السلفية المدخلية نسبة إلى مؤسسها ربيع المدخلي في السعودية، تتبنى نهج متشدد لقراءة الدين وتوجه سهام النقد والتكفير للحركات الاسلامية الأخرى، بينما تتخذ مواقف ممالئة غالبا للأنظمة السياسية، ولها علاقات قوية مع الجنرال الليبي خليفة حفتر والمدعوم من أنظمة عربية أبرزها الإمارات.