هيمنت أجواء المقابلة التلفزيونية التي أجرتها القناة الإسرائيلية الثانية، يوم الإثنين، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في برنامج "الحقيقة" مع الصحافية إيلانا ديان، على تعليقات الإعلام العبري ووسائل التواصل الاجتماعي في دولة الاحتلال.
وكان واضحاً مستوى الانزعاج الإسرائيلي من حقيقية عدم تراجع أردوغان عن مواقفه، المعروفة ضد الاحتلال، وتحديداً في جريمة أسطول الحرية "مافي مرمرة"، رغم اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل في يونيو/حزيران الماضي.
وعنونت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية تقاريرها ومقالاتها حول المقابلة بالإشارة إلى عدم تراجع أردوغان عن تصريحاته في عام 2014، والتي شبّه فيها وحشية الاحتلال الإسرائيلي بوحشية الزعيم الألماني النازي، أدولف هتلر.
وبثت قناة "i24 News" الناطقة بالفرنسية، تقريراً بعنوان "الصلة بين إسرائيل وهتلر.. أردوغان في مقابلة مع تلفزيون إسرائيلي". كما شددت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" على "عدم اعتذار أردوغان عن تصريحاته التي جمع فيها بين إسرائيل والزعيم النازي".
وأشارت الصحيفة إلى أن المقابلة كان "يفترض أن تكون ودية، لإعلان بداية جديدة بين البلدين. وبالفعل، بدأت المقابلة بطريقة مهذبة، لكن أردوغان هاجم إسرائيل مرات عدة، وخاصة بشأن سياساتها تجاه الفلسطينيين".
أما صحيفة "جيروزاليم بوست"، فنشرت مقالاً، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "أردوغان لم يتغيّر، لا يزال معادياً لإسرائيل ويدعم حركة حماس".
وانعكس الرأي نفسه على موقع "تويتر"، فمدح الإعلامي الإسرائيلي، ياكوف أهيمير، الصحافية التي أجرت الحوار، إيلانا ديان، معتبراً أنها "أجرت مقابلة عظيمة مع أردوغان في بداية جديدة، لكنه يبقى معادياً لإسرائيل".
وانتقد مستخدمون إسرائيليون على موقع "تويتر" مضمون المقابلة الأولى التي يجريها الرئيس التركي مع قناة إسرائيلية، منذ حوالي ثلاثة عشر عاماً، وبلغت مدتها 45 دقيقة، معتبرين أنها يفترض أن تكون "بداية للعلاقات الودية بين البلدين، لكن أردوغان يصرّ على وسم إسرائيل بالوحشية"، وانتقد بعضهم أداء ديان التي أظهرت "ليونة مبالغ بها" خلال المقابلة، ولم توجّه للرئيس التركي أسئلة صعبة عن سياساته في الداخل التركي، وفقاً لهم.
في المقابل، أجرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقابلة مع ديان للحديث عن كواليس المقابلة، كشفت فيها أن أردوغان لم يشترط عليها عدم طرح أسئلة معينة قبل اللقاء، و"لكنني شاهدت لقاءات سابقة أجريت معه، وقرأت عنه الكثير، ولكن من أبرز الأمور خلال مقابلتي معه أنني عندما تجرأت على مقاطعته أو حاولت طرح السؤال التالي، كان يقول لي: يجب أن نحدد قواعد لاستمرار المقابلة إذا رغبت في أن تستمر"، معتبرة أن الحديث حول أسطول الحرية "مافي مرمرة" كان "أحد أكبر اللحظات توتراً".