لكن، ما إن أنهى ماكرون كلمته، قبل الساعة التاسعة مساءً بقليل، حتى راحت بعض المتاجر، في العاصمة باريس وفي أماكن أخرى، تكتظ بالزبائن الذين هرعوا للتبضّع قبل إغلاق المتاجر أبوابها، في حين توقفت أكثر الشركات عن تلقي طلبات الشراء على مواقعها الإلكترونية لوصولها إلى سقف طاقتها الاستيعابية منذ مساء الخميس. وأظهرت تقارير صحافية مصورة رفوف معكرونة وأرزّ وطحين شبه فارغة في بعض المتاجر، فيما أظهرت تقارير أخرى عشرات من الأشخاص وراء عربات التسوق الخاصة بهم ينتظرون دورَهم للوصول إلى صناديق المحاسبة.
كذلك، أظهر أحد المقاطع المصورة، المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، دخول فوج من الزبائن، وهم يدفعون عربات التسوق أمامهم، أحد المتاجر الكبرى ما إن فتح أبوابه عند الثامنة والنصف من صباح اليوم. وتأتي هذه الموجة الجديدة من "التبضّع الهلع" لتتوّج أسبوعاً شهد معدلات قياسية من التبضّع على الإنترنت وفي المتاجر، بحسب دراسة لمعهد "نيلسِن".
وسجّل المعهد، بين يومي 2 و8 مارس/ آذار الجاري، ارتفاعاً نسبته 10 في المائة في مبيعات قطاع السلع الاستهلاكية، في حين تأتي قفازات التنظيف في مقدمة السلع التي شهدت طلباً كبيراً (+ 174 في المائة)، تليها المعكرونة (+ 114 في المائة)، ومن ثم الأرز (+ 111 في المائة)، والحبوب (+ 106 في المائة)، والصابون (+ 102 في المائة).
على صعيد متصل، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، الجمعة، حظر التجمعات لأكثر من 100 شخص؛ في مسعى لاحتواء تفشي الفيروس. وجاءت كلمة فيليب غداة الكلمة المصورة التي ألقاها، مساء أمس الخميس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أعلن فيها إغلاق المراكز التعليمية في البلاد "حتى إشعار آخر"، داعياً الفرنسيين إلى التزام منازلهم وعدم التنقل إلاّ "للضرورة القصوى".
وقال فيليب، في مقابلة على قناة "تي أف 1"، إنّ هذا الإجراء جزء من "إجراءات كبح" تفشي الفيروس في البلاد، مستدركاً أنّ هذا المنع لا يمسّ "بأيّ شكل من الأشكال" متاجر الأغذية.