يبدو أن قواعد المواجهات المسلحة في محافظة تعز (جنوب اليمن)، قد تغيرت. وبحسب مراقبين يمنيين، لم تعد مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح هي من تقرر كيف تبدأ المعركة وكيف تنتهي. وباتت جماعة الحوثي في تعز تعلم أن المعارك لم تبق على الهوامش، بعد أن أصبحت المناطق الغربية والشرقية والشمالية جبهة واحدة لتمدد المقاومة الشعبية الداعمة للحكومة اليمنية.
وعلم "العربي الجديد"، من مصادر سياسية وقبلية، أن شخصيات اجتماعية من محافظتي تعز وإب لعبت دورا في إيقاف إطلاق النار في تعز، وبذلت مساعي حثيثة لإقناع المقاومة الشعبية بقبول تهدئة إنسانية، لانتشال جثث القتلى من مناطق المواجهات المسلحة.
وذكرت المصادر أنه تم انتشال جثامين نحو 70 قتيلا من الحوثيين من مناطق المواجهات، من مناطق الحوض، والمرور، وشارع الأربعين، في شرق وغرب تعز.
جاء ذلك بعد التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لأغراض إنسانية، بدأ من مساء اليوم الثلاثاء، وذلك بعد نجاح الوساطة التي قادتها شخصيات اجتماعية في تعز، وفقا للمصادر.
وقبل ساعات من دخول الهدنة الإنسانية، التي تصل مدتها يوما واحدا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للرئيس هادي، وبين مليشيات التمرد الحوثي وقوات المخلوع صالح، في منطقة وبئر باشا في الجهة الغربية.
وقال شهود عيان إن إطلاق النار بين المقاومة الشعبية المسلحة، ومليشيات وقوات التمرد الحوثي، المتمركزة في المدخل الجنوبي لمحافظة تعز، استمر حتى الساعة الأخيرة من المساء، وبدء سريان التهدئة.
في المقابل، قال مصدر في قيادة المقاومة، إن هذه الأخيرة تمركزت في منافذ المدينة لقطع الإمدادات العسكرية التي تدفع بها سلطات الانقلاب إلى تعز من المحافظات الأخرى. وأوضح أن المقاومة تمكنت، عصر اليوم الثلاثاء، من التصدي لتعزيزات الحوثي في منطقة البرح الواقعة على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة تعز ومحافظة الحديدة، وكانت قادمة من مدينة المخا (115 كيلومترا غرب تعز)، مشيرا إلى مقتل 7 أشخاص من عناصر مليشيات الحوثي.
اقرأ أيضا: ترتيبات لتشكيل نواة "مقاومة" في صنعاء لمواجهة الحوثيين