28 ابريل 2017
تهويد القُدس: "بلطجة سياسيّة" أميركية
في مثل هذه الفترة تقريباً، من سنة 2016، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قراراً ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثاً إسلامياً خالصاً.
وكانت الولايات المتّحدة الأميركية وبريطانيا الدولتين الوحيدتين اللتين عارضتا هذا الإعلان في ذلك الوقت.
وكانت لجنة التراث العالمي قد أدانت في 2014 الحفريّات الصهيونيّة غير القانونيّة وانتهاكاتها ضد تراث البلدة القديمة بالقدس المحتلة، كما أدانت ما وصفته بـ"الاقتحامات الاستفزازية" التي يقوم بها صهاينة متطرفون بحق المسجد الأقصى بوصفه تراثاً ثقافياً عالمياً.
وكانت الولايات المتّحدة الأميركية وبريطانيا الدولتين الوحيدتين اللتين عارضتا هذا الإعلان في ذلك الوقت.
وكانت لجنة التراث العالمي قد أدانت في 2014 الحفريّات الصهيونيّة غير القانونيّة وانتهاكاتها ضد تراث البلدة القديمة بالقدس المحتلة، كما أدانت ما وصفته بـ"الاقتحامات الاستفزازية" التي يقوم بها صهاينة متطرفون بحق المسجد الأقصى بوصفه تراثاً ثقافياً عالمياً.
تلت هذه المواقف مواقف مماثلة عالميّاً في سنتي 2015 و2016 وجميعها تدين الممارسات الصهيونيّة في فلسطين وتجرّم الأفعال الإجراميّة التي تقوم بها ما تسمّى بـ"السلطة الإسرائيليّة" من قتل وهدم ومنع للمسلمين من أداء شعائرهم.
تمثّل هذه القرارات وغيرها من القرارات التي توالت طيلة السنوات الفارطة التي تعكس مواقف دولية مناهضة للكيان الصهيوني، إدانة لهذا الأخير وتأكيدًا لما يعلمه ويعلنه المسلمون على الدوام، بأنّ هذا الكيان هو كيانٌ خارج عن القانون والعرف الدولي والإنساني.
وعلى الرغم من أنّ القانون الدولي لم يكن يوماً قانوناً عادلاً أو منصفاً بالنسبة للمسلمين وللعرب المسلمين، إلّا أنّ هذا لا ينفي حقيقة أنّ دفاع أميركا عن الكيان الصهيوني في وجه كلّ الإدانات العالميّة الملموسة له يعتبر خروجاً عن العُرف والقانون الدولي وإعادة تأسيس لثقافة "البلطجة السياسيّة" التي عرفناها مع الرئيس بوش الابن والتي سيتحمّل العالم أجمع تبعاتها ما لم تتمكّن بقيّة الدول من وضع حدّ لعجرفة ترامب.
إنّ قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس إعلانٌ أميركي حقيقيّ لشرعيّة سياسة الغاب وإعلانٌ أميركي بأنّ الصوت الوحيد المسموع في العالم اليوم هو صوتُ القوّة، شرعيّة كانت أو غير شرعيّة، عادلة أو ظالمة، على حقّ أو على باطل، إنسانيّة أو غير إنسانيّة.
وبالنظر إلى مكانة الولايات المتّحدة الأميركية عالميّاً، وهي الدولة التي تقدّم نفسها على أنّها الراعي الرسمي لحقوق الإنسان والحافظ للنظام العالميّ الديمقراطيّ، فإنّ هذا الموقف يعدّ ضوء أخضر لكلّ الجماعات والدول والأفراد المؤمنين بثقافة العنف والقوّة لانتهاج ذاتِ النهج في افتكاكِ الحقوق أو سلبها. وهذا هو البُعد الأخطر في قرارِ دونالد ترامب: الاستفزاز.