واصل الطيران الحربي والمروحي، منذ أمس الاثنين وحتى صباح اليوم الثلاثاء، قصفه لمناطق متفرقة في مدينة حلب وريفها، موقعاً مزيداً من الضحايا، كما قُتل مدنيون آخرون بغاراتٍ استهدفت الرقة ودير الزور شرقي سورية، بينما حاولت قوات النظام اقتحام سجن حماة المركزي، وسط حديثٍ عن استقدامها لتعزيزاتٍ جديدة، وتواصل المفاوضات بين السجناء، والحامية المسؤولة عن السجن.
وفي محافظة حلب، واصل الطيران الحربي شن غاراته بمدينة حلب وريفها لليوم الثاني عشر على التوالي، بعد يومٍ قُتل فيه نحو ثمانية مدنيين وأصيب آخرون، بالقصف الجوي والمدفعي الذي طاول عدة أحياءٍ بالمدينة، و بلدات واقعة بريفها.
وقالت مصادر محلية في حلب لـ"العربي الجديد"، إن "أربعة مدنيين قتلوا وجُرح عدد آخر، بقصفٍ لطيران النظام الحربي في قرية البويضة الصغيرة بريف حلب الجنوبي".
وطاول القصف الجوي، أمس، حيي بستان القصر وصلاح الدين، ومنطقة باب الحديد وطريق الكاستيلو، وهو الوحيد الذي يربط بين مناطق سيطرة المعارضة بالمدينة وريفها، كما قصفت المروحيات بالبراميل المتفجرة، أحياء الهلك، الحيدرية، وغيرها، وطاول قصفٌ مدفعيٌ وجوي بلدات بريف المدينة الشمالي والشمالي الغربي، حيث أدى لسقوط ضحايا في بلدة كفرحمرة، عند المدخل الشمالي للمدينة.
وكان المعهد السوري للعدالة، وثق مقتل 347 شخصاً خلال شهر نيسان في مدينة حلب، جراء قصف النظام لمناطق سيطرة المعارضة، لافتاً خلال تقريرٍ له، إلى أن الهجمات استهدفت 25 سوقاً شعبياً، و6 مستشفيات، وعدة نقاط طبية، ومساجد.
على صعيد متصل، ذكر الناشط الإعلامي، بدر الخلف، لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من عشرين شخصاً بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال، سقطوا جرّاء قصف من الطيران الحربي السوري على بلدة الجيعة، قرب مدينة دير الزور"، مشيراً إلى أنّ "عدداً من المدنيين أصيبوا أيضاً في قصف مماثل طاول قرية الحسينية في الريف الغربي"، لافتاً إلى أنّ، "حالات معظمهم مستقرة، كما قتل مدنيان اثنان في قصف لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في قصف بقذائف الهاون على الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام، داخل المدينة".
وفي آخر تطورات الوضع بسجن حماة المركزي، إذ سيطر سجناءٌ هناك، في وقت سابق فجر الأحد على أقسامٍ داخل السجن، احتجاجاً على محاولة نقل عدة سجناء منه لسجن صيدنايا، فقد حاولت قوات النظام اقتحام السجن، بعد رفضها تلبية مطالب السجناء.
وأكد "مركز حماة الإعلامي"، أن "قوات النظام حاولت الإثنين، اقتحام قسمي الإرهاب والمعتقلين السياسيين بأكثر من 27 قنبلة غازية مسيلة للدموع، ولكنهم فشلوا في عملية الاقتحام وما زال التفاوض مع السجناء في حين رفض السجناء التخلي عن مطالبهم حتى تحقيقها".
ويطالب المعتقلون بتدخل المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، من أجل تحويلهم للمحاكمة على أقل تقدير، أو إطلاق سراحهم ونقلهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وشهد السجن، صيف العام الماضي، اعتصاماً شارك فيه 1200 سجين، احتجوا على التعامل الأمني الوحشي، قبل أن يستجيب النظام لمطالب تغيير مدير السجن والعمل على تعديل اللجنة الأمنية المسؤولة هناك، كما نقل السجناء الذين كانوا معزولين في سجون انفرادية، وأعيدوا إلى زملائهم في السجون الجماعية.