ففي حلب، تضاربت الأنباء حول الجهة التي باتت تسيطر على حي الشيخ مقصود، الذي يشهد منذ أيام توتراً ملحوظاً بين قوات المعارضة السورية ومليشيا وحدات "حماية الشعب" الكردية.
اقرأ أيضا: "حماية الشعب" توسّع رقعة "الشريط الكردي" على الحدود التركية-السورية
وتشير المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد"، إلى أن مقاتلي "الجبهة الشامية" انسحبوا من الحي، اليوم، رغم أن الجبهة لم تصدر بياناً رسمياً حتى الساعة بهذا الخصوص.
وكان يوم السبت شهد وقوع اشتباكات بين الطرفين، تخلله استهداف الوحدات الكردية لطريق الكاستيلو، الأمر الذي دعا مقاتلي المعارضة لإغلاقه، بعد استهدافه من قبل المسلحين الأكراد ومقتل مدنيين اثنين أثناء عبورهما ذلك الطريق الحيوي بالنسبة لأهالي حلب.
وكان طريق الكاستيلو هو الوحيد الذي يصل مناطق المعارضة داخل المدينة بالريف الحلبي، تم إغلاقه عدة ساعات في الثاني والعشرين من هذا الشهر إثر اشتباكات نشبت بين مقاتلي المعارضة والوحدات الكردية التي تحاول فتح طريق من حي الشيخ مقصود إلى مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب، وهو ما ترفضه فصائل المعارضة.
وفي محافظة إدلب، ذكر سكان محليون لـ"العربي الجديد"، أن "طيران النظام الحربي شن، قبل ظهر اليوم، غارة على بلدة حيش أدت لسقوط أربعة قتلى، كما شن هجوماً مماثلاً على مناطق معرة حرمة والشيخ مصطفى بريف إدلب".
أما في جنوب البلاد، فقد أكدت شبكة "سورية مباشر" الإخبارية المعارضة، مقتل ضابط وأكثر من عشرين عنصرا بجيش النظام، خلال اشتباكات مع الثوار ضمن المعركة الجديدة التي أطلقت في الجبهة الجنوبية (بريف القنيطرة تحديداً) باسم "وبشّر الصابرين".
ونقلت الشبكة عن مصادرها في المنطقة، أن "جيش النظام رد باستهدافه مواقع وتجمعات للثوار، إضافة لبلدات ومدن درعا والقنيطرة، بألفي قذيفة من أنواع مختلفة".
وكانت فصائل في المعارضة السورية، أعلنت بدء هذه المعركة في الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول الحالي، وأوضح يومها المسؤول الإعلامي لألوية سيف الشام، أبو غياث الشامي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "تحالف عاصفة الحق، ويضمّ كُلّاً من ألوية سيف الشام، جبهة ثوار سورية، جبهة أنصار الإسلام، وجيش الأبابيل، بدأ اليوم، بالتعاون مع مجموعات من فصائل أخرى، معركة جديدة ضد قوات النظام في ريف القنيطرة، بهدف فتح الطريق إلى غوطة دمشق الغربية".
اقرأ أيضا: قوات النظام تدرب "حماية الشعب الكردية" وتنسق معهم بالحسكة
وفي سياق منفصل، قضى أحد المعتقلين لدى مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في مدينة تل أبيض (شمال الرقة) الحدودية مع تركيا، بعد تعرضه لتعذيب.
وأفاد الناشط في مجال التوثيق أحمد الحاج صالح عن وفاة أيمن الطحري، اليوم الأحد، في مستشفى تل أبيض "بعد تدهور وضعه الصحي بأقبية البوابة الحدودية نتيجة التعذيب الشديد".
وكانت الوحدات الكردية سيطرت على المدينة منذ عدة أشهر، بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسيطر عليها، حيث قامت بحملات تهجير كبرى لسكان المنطقة من العرب والتركمان، كما قامت باعتقال المئات تحت ذريعة الانتساب للتنظيمز ووثّق ناشطون وسكان محليون قيام الوحدات بالسطو على البلدات والقرى التي سيطرت عليها.