قبيل بدء احتفالات الإيرانيين بمراسم عيد النيروز، والتي تنطلق بإجراء طقوس ما يسمى "الأربعاء الأحمر" أو "أربعاء النار" الذي يوافق ليلة الأربعاء الأخيرة من العام الفارسي الذي ينتهي في 21 مارس/آذار، ارتفعت وتيرة التحذيرات الموجهة للمواطنين من خطورة الألعاب النارية وإشعال النيران ليلا في الشوارع وفوق أسطح المنازل.
وأصدرت الشرطة الإيرانية بيانات رسمية عدة، جاء فيها أن كل من يحاول الإخلال بالنظام العام طيلة فترة عطلة عيد النيروز والتي تصل إلى أسبوعين، أو يتسبب بأذية الآخرين خلال إحياء هذه المراسم، فسيتم اعتقاله.
ودعت وزارة الصحة إلى التنبه وتوخي الحذر خلال إشعال النيران، وقالت في بيان اليوم الثلاثاء، إنه من الضروري الامتناع عن تصنيع المفرقعات يدويا، حيث إن 250 غراما من المواد التي تستخدم في تصنيعها، كفيلة بتفجير منزل، والتسبب بأضرار لمنازل مجاورة.
وتأتي التحذيرات بعد وقوع انفجار ضخم في أحد مباني مدينة أردبيل شمال غربي إيران، تسبب بمقتل ثمانية أشخاص وجرح آخرين، فضلا عن وقوع حرائق في عدد من المنازل في عدة مدن إيرانية خلال الأيام الأخيرة، حيث كان بعض الأفراد يجهزون مفرقعات للاحتفال بليلة الأربعاء الأحمر، ومنهم من كان يجهزها للبيع.
وحذرت السلطات الإيرانية الباعة الجوالين من بيع المفرقعات، والتي يتم استيراد غالبيتها من الصين، ومنها ما هو مصنع محليا، قائلة إن "هؤلاء لا يملكون تراخيص قانونية، وعلى من يريد الاحتفال أن يتوخى الحذر ويحصل على المفرقعات من المحال والمتاجر".
ويستعد الإيرانيون لإحياء الطقوس اعتبارا من مساء اليوم الثلاثاء، وهي تتسبب سنويا في إصابات وحروق، ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن النقابة الطبية لدعم المصابين بالحروق، أن "210 آلاف شخص تقريبا يصابون سنويا بحروق بدرجات متفاوتة إثر مراسم الأربعاء الأحمر".
ويساهم بعض الإيرانيين بالتوعية حول مخاطر هذه الاحتفالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما يشارك في حملات التوعية فنانون وسياسيون، ويدعو هؤلاء إلى احترام فرق الإطفاء ومساعدتها تكريما لأرواح رجال الإطفاء الذين فقدوا حياتهم إثر حادثة انهيار برج بلاسكو، قبل شهرين تقريبا، والتي تسبب بها حريق ضخم اندلع في طوابقه العليا.
ودعمت اللجنة الاجتماعية في البرلمان الإيراني، حملة بعنوان "لا لخطر أربعاء النار"، ودعا أعضاؤها خلال تصريحات تناقلتها المواقع الإخبارية الإيرانية، إلى العودة للطقوس القديمة، فلطالما احتفل الإيرانيون على مدار قرون بهذا اليوم دون التسبب بأذى.
وفي إيران قديما، كانت النار ترمز إلى الطهارة والحكمة، وكان القفز فوقها طقسا رئيسا خلال الاحتفالات، وفي القدم كان السكان يعتقدون أن القفز فوق النار يطهر الشخص من الذنوب ليبدأ عامه الجديد دون ذنب، ومازال البعض يواظبون على هذا الطقس الذي بات يحمل نوعا من التحدي.
وكان إشعال النار فوق الأسطح أو وسط البلدة من طقوس الاحتفالية، ويترافق مع قراءة دعاء خاص يطلب فيه الإيرانيون التخلص من المرض والسقم والتعب، والحصول على الصحة والنشاط التي يرمز لها لون النار الأحمر، ومن كان لديه حاجة يقدم نذوره في ليلة الأربعاء الأخيرة، وكانت العائلات التي تطلب شفاء مريض تجهّز حساء لتوزعه على الأقارب وأهالي الحي والفقراء.