وقالت مصادر من وزارة الداخلية إن "المتهمين تم ضبطهم وهم يقومون بأعمال حفر في أحد القصور الرئاسية السابقة بمنطقة الأعظمية، وبعد التحقيق معهم قالوا إن أحد المنجمين أخبرهم عن كنز يوجد في مكان داخل القصر".
وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "المتهمين قاموا باستشارة مشعوذ أخبرهم بوجود كنز من الذهب والياقوت في ساحة أحد القصور الرئاسية، وبعدها توجهوا إلى المكان منتحلين صفة مستثمرين، ليتم إلقاء القبض عليهم بعد متابعة أمنية".
من جانبها، كشفت السلطات القضائية العراقية في بيان رسمي، عن توثيق اعترافات المتهمين بعد صدور مذكرة اعتقال قضائية بحقهم، وقال قاضي محكمة الأعظمية، مصطفى سامي، في البيان، إن "قوة أمنية خاصة دهمت أمس الأربعاء، ساحة تابعة لأحد القصور الرئاسية في منطقة الأعظمية ببغداد، وألقت القبض على أشخاص كانوا يحفرون في مساحة تقدر بنحو دونمين".
وأوضح البيان أن "المتهمين دخلوا إلى المكان بحجة أنهم مستثمرون بعد التعاون مع آخرين، ثم تجولوا في المكان بعد أن اتفقوا مع حارسين على تسهيل دخولهم مقابل 10 آلاف دولار و15 في المائة من قيمة الكنز".
وتابع البيان "قام أحد الحراس بالاتصال بأحد المشعوذين لاستشارته في الأمر، ثم جرى التواصل مع مشعوذ آخر عبر الهاتف خلال عملية الحفر، وتم تزويدهم بصورة عن الموقع من قبل المتهمين ليدلوهم على مكان الكنز".
وأضاف القاضي أن "أدوات بدائية استخدمت في عملية الحفر، لكن عمليات الحفر الأولية لم تسفر عن شيء، فقام المتهمون بإدخال حفار كبير إلى المكان بالاتفاق مع الحراس مقابل مبلغ مالي، وبدأ الحفر من السابعة مساءً حتى الثانية عشرة والنصف ليلاً".
وأوضح أن "المحكمة تلقت معلومات دقيقة حول عمليات الحفر في القصر الرئاسي، فأصدرت أمراً قضائياً بمداهمة المكان فوراً، ليتم القبض على المتهمين وبحوزتهم الحفار والمبلغ الذي اتفقوا عليه مع الحراس".
وبين أنه "تم القبض على أحد المشعوذين الذين تمت استشارتهم من قبل المتهمين خلال عملية الحفر بحثاً عن الكنز، وتم توثيق أقوالهم قضائياً بتهمة الشروع في سرقة أموال الدولة".
وتعتبر الحادثة من أغرب عمليات نبش الآثار والكنوز في العراق، كونها تمت عبر معلومات مستندة إلى مشعوذين بعد أن تصاعدت فيه جرائم الشعوذة في البلاد بشكل غير مسبوق بعد عام 2003، حتى أن بعض العسكريين والسياسيين عرفوا بشراء التعاويذ والتمائم التي يزعم المشعوذون أنها تحميهم من الاغتيال أو الإصابة بالرصاص والشظايا خلال المعارك.
وتصاعدت وتيرة جرائم الشعوذة والتنجيم في العراق إلى حد بث برامج تلفزيونية خاصة بها على بعض القنوات التلفزيونية المحلية وتعليم الناس السحر والتنجيم على الهواء مباشرة وهو ما استنكره مثقفون ورجال دين وناشطون.
وكشف "أبو خرزة"، وهو خمسيني عمل في السحر والشعوذة وعمل التعاويذ والتمائم لنحو ثلاثين سنة، عن تفاصيل يقوم بها السحرة والمشعوذون لخداع الناس للحصول على أموالهم، قائلا لـ"العربي الجديد"، إن "بعض السحرة يزعمون أنهم يستعينون بعفاريت من الجن للاستدلال على أماكن الكنوز في المواقع الأثرية والأماكن المهجورة، ولكن المضحك أن هؤلاء المنجمين لم يتمكنوا يوماً من استخراج كنز من الكنوز بأنفسهم".