اضطرت بلدية قرمدة، إحدى الضواحي الشمالية لمدينة صفاقس، في الوسط التونسي إلى نقل رفات المدفونين بمقبرة المعموري لمقبرة بلدية جديدة، ولكن كانت المفاجأة في انتظار العمال، عندما فتحوا أحد القبور ووجدوا جثمان شيخ دفن منذ 24 عاما سليما، وكأنه دفن لتوه.
صاحب القبر، هو الشيخ محمد المكي سحنون، والذي تناقلت حكايته جل وسائل الإعلام المحلية في تونس، والتي وصفته بأنه "رجل ضرير، كان حافظا للقرآن الكريم، ومؤدبا يقوم بتحفيظ الأطفال القرآن، ومعروفا في كامل أرجاء المحافظة بأخلاقه العالية، وتسامحه الى أن توفي ودفن في العام 1992".
ويقول عون بلدي، يدعى مصطفى شرف الدين، لـ"العربي الجديد"، إنهم فتحوا عديد القبور، وأغلب الجثث تحللت، ولكن بمجرد أن فتحوا قبر الشيخ سحنون، انبعثت رائحة طيبة عمت المقبرة، وكانت تنتشر حتى في القبور المجاورة لقبر الشيخ.
وأضاف أنه لم يسبق له أن شم رائحة طيبة مماثلة، مبينا أن المفاجأة تعاظمت عندما وجدوا القدمين سليمتين، وكأن الجثمان دفن حديثا، كما أن لون البشرة ظل على حاله، وكأنه يعود لشخص نائم، رغم أن الشيخ مدفون منذ أكثر من 24 عاما.
من جهته، أكّد منير بن رمضان، موظف ببلدية قرمدة لـ"العربي الجديد" أنه انتقل إلى المقبرة، بعد يومين من انتشار الخبر في محافظته، مؤكدا أن الرائحة الطيبة كانت لاتزال منتشرة في المقبرة. وأشار إلى أنه خلافا لبقية القبور، فقد تم فتح القبر بأكمله لإخراج الرفات، لأن الجثمان كان كاملا.
في السياق ذاته، قال رئيس بلدية قرمدة، سامي كريشان لـ"العربي الجديد"، إنّها ليست المرة الأولى التي تضطر فيها البلدية لنقل الجثامين الى مقابر جديدة بحكم التوسع العمراني، وتواجد بعض المقابر وسط تجمعات سكانية، ولكن لأول مرة يعثرون فيها على جثمان كامل.
وأكّد انّ البلدية اضطرت الى نقل رفات المدفونين، لأن المقبرة صغيرة، في حين أن المقبرة الجديدة أكبر، وذلك بعد انعقاد المجلس البلدي كما حصل في مقابر أخرى على غرار مقبرتي سيدي عباس وسحنون، موضحا أن هذه المقبرة تعتبر من المقابر المهجورة، و كانت ملاذا لعديد المنحرفين وأصحاب السوابق العدلية.
ولفت إلى أنه تم تكليف أعوان البلدية بنقل الجثامين، وذلك بحضور ممثل عن كل عائلة، مؤكدا أن ابن المرحوم سحنون كان حاضرا عند عملية فتح قبر والده. وقال كريشان إنه عادة يتم وضع الرفات في قبور صغيرة، ولكن في حالة الشيخ سحنون تم وضع جثمانه في قبر كامل.