في مناصرة الرجل للمرأة دليل على الحب ودليل على الرجولة. يمكنك أيها الرجل أن تساعدها في تنظيف المنزل، وأن تحمل عنها رضيعكما الباكي، وأن تعد لها قالب الكعك لتحتفل بعيدها، ولكن هل تتجرأ وتضع من أجلها أحمر الشفاه؟
"رجل بأحمر الشفاه"، التعبير الفني الجديد، الذي اختاره المصور الفوتوغرافي كريم كمون من أجل الاحتفال بيوم 8 مارس/آذار، اليوم العالمي للمرأة. والذي ابتدعته وكالة "أليس" الفرنسية وعرف مشاركة واسعة منذ سنة 2013 من مشاهير الفن والرياضة الفرنسيين، عبر نشر صورهم بأحمر الشفاه على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد انتشرت هذه المبادرة في أغلب بلدان الغرب، لتتحول إلى رمز لمناهضة العنف ضد المرأة.
وبانضمامها للمبادرة هذه السنة، ستكون تونس أول بلد عربي وأفريقي يشارك بحملة "ضع أحمر الشفاه"، رغم احتمالات تعرض المشاركين فيها لانتقادات واسعة من طرف أفراد المجتمع التونسي والعربي المحافظ.
ورغم ذلك لم يخش المصور الفوتوغرافي المعروف بدعمه لقضايا المرأة كريم كمون من خوض التجربة، فقام بطلب من الوكالة الفرنسية "أليس" بالتقاط صورة له بعد وضعه أحمر الشفاه، وشاركها على صفحته في "فيسبوك".
وعلى إثر تجاوب أصدقاء صفحته مع الصورة إيجابيا، قام كريم كمون بتجهيز استوديو تصوير صغير، في أحد الفضاءات الثقافية الخاصة، ودعا الرجال التونسيين إلى زيارة الاستوديو لوضع أحمر الشفاه والتقاط صور فوتوغرافية، ستنشر جميعها في يوم المرأة العالمي.
الناشط الحقوقي أحمد كعنيش لم يكتف بوضع أحمر الشفاه، فأضاف لمسات توحي باعتداء بالعنف، والتقط صورة له ونشرها على صفحته على "فيسبوك"، ثم كتب معلقا على عبارات الإعجاب بشجاعته، "أن الأمر لا يتطلب سوى الإيمان بعدالة القضية التي ندافع عنها، ولنفعل هذا عن طيب خاطر".
وكتبت الناشطة فاطمة دريدي: "المرأة هي أم الرجل وأخته وحبيبته وابنته ومنزله وملجؤه ساعة الضعف، جميل أن يتزين مثلها ليشعر بكبرياء أنوثتها وضعف أدوات المقاومة لديها في مواجهة مجتمع عنيف".
غير أن هذه الحملة وكما هو متوقع، لم تسلم من التحقير والسخرية، حيث كتب أحد المعلقين ويدعى أنور: "الغاية سامية والوسيلة تافهة وخاطئة ومن شأنها أن تقلص من قيمة الهدف المنشود، تزيين رجل لشفتيه بأحمر شفاه هو فقط غباء".
وكشفت آخر الإحصائيات عن تعرض 32 بالمائة من النساء التونسيات للعنف الجسدي، و29 بالمائة منهن للعنف الجنسي، و16 بالمائة منهن للعنف النفسي. ويسعى حقوقيون وفنانون تونسيون لدعم الحملات الداعية للحد من العنف ضد المرأة، وتكثيفها وتنويعها، لحماية المرأة التونسية من الأذى الجسدي والنفسي، الذي لطالما هدد تقدمها وسعادتها.
اقرأ أيضاً: (صور)الممثلون في كليبات التسعينيات... لن تصدق كيف تغير شكلهم