يختتم مجلس شورى حركة النهضة التونسية، اليوم الأحد، في مدينة الحمامات، اجتماعه الذي انطلق أمس، السبت، للنظر في موقف الحركة من الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها كل من الرئيس الحالي المنصف المرزوقي وزعيم حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي.
وتؤكد مصادر قريبة من حركة النهضة، لـ"العربي الجديد"، أن الحركة تتجه، مساء اليوم، لإعلان قرار بالحياد مثلما حدث في الدور الأول.
ولفتت المصادر إلى أنّ النقاشات بين أعضاء الحركة كانت صعبة للغاية، وأن الحوار مع المطالبين بالإفصاح عن موقف واضح في اتجاه الإعلان عن خيار محدّد (هو في الغالب دعم المرزوقي) وإقناعهم بضرورة البقاء على الحياد لم يكن بالأمر الهيّن.
وتدرك قيادات في النهضة أن أسلم قرار للحركة حالياً هو البقاء فعلاً على الحياد في ظل المنافسة الشرسة بين السبسي والمرزوقي، لأن مساندة أيٍّ منهما وخسارته المُحتملة، ستعود بأضرار جسيمة عليها، وقد يعني إقصاءها من المشهد القادم.
ولم تنف مصادر "العربي الجديد" وجود اختلاف حول هذا الموضوع بين أنصار الحركة التي يطالب جزء كبير منهم بدعم المرزوقي كما فعل في الدور الأول، بينما تتعالى أصوات أخرى بانتهاج سياسة الورقة البيضاء والبقاء بعيداً عن نار الانتخابات الرئاسية التي قد تصل إلى زج الحركة في صراع لا يعنيها مباشرة، بحسب رأيهم.
إلا أنّ المتغيّرات الجديدة بعد التقارب الواضح مع "نداء تونس"، سيفرض على النهضة أن تلتزم الحياد فعلياً، على الأقل بالابتعاد عن مناصرة المرزوقي من داخل حملته وعدم دعمه بعشرات المراقبين داخل مكاتب الاقتراع، مع ما يشكله هذا الأمر من اختبار فعلي لنوايا النهضة تجاه "النداء" الذي سيفتح عيونه لمراقبة هذا الحياد.
وتبدو الحركة في ظل هذه المعادلات الصعبة في موقف لا تُحسد عليه، باعتبار أن أي خطأ في تقدير الموقف وأي زلة في القرار على المسارات الثلاثة البرلمانية والرئاسية والحكومية، ستدفع ثمنه في الحاضر، وقد يؤثر على سنواتها الخمس المقبلة.
وبين مصالحها وحساباتها السياسية، وبين موقف أنصارها الداعم للمرزوقي، تبدو قيادات النهضة بين خياريْن معقّديْن بحاجة الى تحديد أحدهما سريعاً، ما اضطرها إلى عقد اجتماع لمكتبها التنفيذي أول أمس بعد منتصف الليل، مباشرة بعد عودة زعيمها، راشد الغنوشي، من ألمانيا.