أعاد إعلان الرئاسة التونسية تمديد حالة الطوارئ لمدة شهر آخر، الجدل حول مبررات هذا التمديد، وتأثير ذلك على الحريات العامة والخاصة، في ظل تعالي الأصوات المنادية بعدم توظيف "مقاومة الإرهاب" للتضييق على حرية الصحافة.
هذا الجدل كان قد انطلق منذ فترة، حيث تعددت الندوات واللقاءات التي ناقشت هذا الموضوع، وكان آخرها ورشة العمل التي نظمتها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في تونس (الهايكا)، لمناقشة مشروع الوثيقة التوجيهية الخاصة بالتغطية الإعلامية في فترة الأزمات: الأحداث الإرهابية نموذجا. كما نظمت وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وكالة رسمية) ندوة حول "التغطية الإعلامية للأحداث الأمنية بين متطلبات المهنة ومقتضيات الأمن القومي". وقد كان الموضوع الأساسي في هذه الندوات وغيرها من البرامج التلفزيونية والإذاعية حول كيفية التوفيق بين ثنائية حرية الإعلام والأمن القومي في مجابهة ظاهرة الإرهاب التي ضربت تونس.
"العربي الجديد" حاولت التعرف إلى وجهات النظر في المسألة من قبل الأطراف الفاعلة في المشهد الإعلامي التونسي ومختصين في الأمن، فرأى رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، النوري اللجمي، (وهي هيئة دستورية تُعنى بالمشهد الإعلامي السمعي
والبصري وتنظيمه في تونس)، ضرورة التوفيق بين حق المواطن في المعلومة وبين متطلبات الأمن القومي. وأضاف "مقاومة الإرهاب لا يجب أن تكون بأي حال من الأحوال مدخلا للتضييق على حرية الإعلام. في المقابل لا يجب أن يكون العمل الصحافي مهددا للضحايا وللمعطيات الأمنية".
رأي اللجمي تشاركه إياه راضية السعيدي، عضوة مكتب الهايكا والمشرفة على صياغة الوثيقة التوجيهية الخاصة بالتغطية الإعلامية في فترة الأزمات، حيث ترى السعيدي أن "التناول الإعلامي للظاهرة الإرهابية يجب أن تحكمه بعض القواعد الأساسية التي تُمكّن المواطن من حقه في المعلومة، من دون السقوط اللاواعي في الاستراتيجية الاتصالية للإرهابيين، ومن دون المسّ بحرية الصحافة التي تبقى القيمة المركزية في كل عمل إعلامي".
وهي قيمة أكد عليها أيضاً نقيب الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، الذي بيّن أن "لا حياد مع الإرهاب، لأنه ليس وجهة نظر يمكن السماح بالنقاش فيها، لكن في المقابل مقاومة الإرهاب تمرّ حتما من خلال حرية الصحافة، لا من خلال التضييق عليها بحجة محاربة هذه الآفة".
هذه الآراء التي يتقاسمها النوري اللجمي والسعيدي والبغوري، قد يختلف معها في بعض الجزئيات مختار بن نصر، العميد المتقاعد من الجيش التونسي ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، والذي يرى أنّ "المعلومة في الحرب عامل محدد لردة فعل الجمهور والجنود، وتوظيفها من قبل الإرهابيين قد يؤدي إلى تحقيق أهداف الإرهابيين من حيث استقطاب مدعمين جدد لهم من الجمهور، والعمل على الإحباط النفسي للجنود"، لذلك يرى بن نصر أن "على الإعلام التونسي أن يكون حذرا في نقل المعلومة، حتى لا يسقط في الاستراتيجية الإعلامية للإرهابيين، مثلما حصل سابقا في الإعلام التونسي عندما تمّ بث صورا لذبح جنود من الجيش التونسي في منطقة الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية، وهو ما قد يؤثر على الأمنيين والجنود، ويعطى دفعا للإرهابيين".
اقرأ أيضاً: وقفة للصحافيين التونسيين تضامناً مع الأسير محمد القيق
هذا الجدل كان قد انطلق منذ فترة، حيث تعددت الندوات واللقاءات التي ناقشت هذا الموضوع، وكان آخرها ورشة العمل التي نظمتها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في تونس (الهايكا)، لمناقشة مشروع الوثيقة التوجيهية الخاصة بالتغطية الإعلامية في فترة الأزمات: الأحداث الإرهابية نموذجا. كما نظمت وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وكالة رسمية) ندوة حول "التغطية الإعلامية للأحداث الأمنية بين متطلبات المهنة ومقتضيات الأمن القومي". وقد كان الموضوع الأساسي في هذه الندوات وغيرها من البرامج التلفزيونية والإذاعية حول كيفية التوفيق بين ثنائية حرية الإعلام والأمن القومي في مجابهة ظاهرة الإرهاب التي ضربت تونس.
"العربي الجديد" حاولت التعرف إلى وجهات النظر في المسألة من قبل الأطراف الفاعلة في المشهد الإعلامي التونسي ومختصين في الأمن، فرأى رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، النوري اللجمي، (وهي هيئة دستورية تُعنى بالمشهد الإعلامي السمعي
رأي اللجمي تشاركه إياه راضية السعيدي، عضوة مكتب الهايكا والمشرفة على صياغة الوثيقة التوجيهية الخاصة بالتغطية الإعلامية في فترة الأزمات، حيث ترى السعيدي أن "التناول الإعلامي للظاهرة الإرهابية يجب أن تحكمه بعض القواعد الأساسية التي تُمكّن المواطن من حقه في المعلومة، من دون السقوط اللاواعي في الاستراتيجية الاتصالية للإرهابيين، ومن دون المسّ بحرية الصحافة التي تبقى القيمة المركزية في كل عمل إعلامي".
وهي قيمة أكد عليها أيضاً نقيب الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، الذي بيّن أن "لا حياد مع الإرهاب، لأنه ليس وجهة نظر يمكن السماح بالنقاش فيها، لكن في المقابل مقاومة الإرهاب تمرّ حتما من خلال حرية الصحافة، لا من خلال التضييق عليها بحجة محاربة هذه الآفة".
هذه الآراء التي يتقاسمها النوري اللجمي والسعيدي والبغوري، قد يختلف معها في بعض الجزئيات مختار بن نصر، العميد المتقاعد من الجيش التونسي ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، والذي يرى أنّ "المعلومة في الحرب عامل محدد لردة فعل الجمهور والجنود، وتوظيفها من قبل الإرهابيين قد يؤدي إلى تحقيق أهداف الإرهابيين من حيث استقطاب مدعمين جدد لهم من الجمهور، والعمل على الإحباط النفسي للجنود"، لذلك يرى بن نصر أن "على الإعلام التونسي أن يكون حذرا في نقل المعلومة، حتى لا يسقط في الاستراتيجية الإعلامية للإرهابيين، مثلما حصل سابقا في الإعلام التونسي عندما تمّ بث صورا لذبح جنود من الجيش التونسي في منطقة الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية، وهو ما قد يؤثر على الأمنيين والجنود، ويعطى دفعا للإرهابيين".
اقرأ أيضاً: وقفة للصحافيين التونسيين تضامناً مع الأسير محمد القيق