تُواصل وزارة الدفاع في تونس عملياتها لمراقبة الحدود التونسية، وخاصة تلك التي تربطها بالتراب الليبي، خشية تسلل إرهابيين وعناصر مقاتلة، وتهريب الأسلحة، ولمكافحة نشاط المهربين.
وفي السياق، أكدت وزارة الدفاع التونسية، أمس الأربعاء، أن مختلف الوحدات العسكرية العاملة بالمنطقة الحدودية العازلة بالجنوب الشرقي تمكنت، خلال الفترة الممتدة من 1 يناير/ كانون الثاني 2017 إلى حدود 10 يوليو/ تموز الجاري، من إيقاف 505 أفراد، من بينهم 232 من جنسيات إفريقية مختلفة، وحجز بضائع مختلفة.
وأضافت وزارة الدفاع، في بيان، أنه تم حجز أسلحة كلاشينكوف و71 خرطوشة عيار7,62 مم و62 عيار 9، وبنادق صيد وأدوية.
وقال العميد المتقاعد من الجيش، محمد صالح الحدري، لـ"العربي الجديد"، إن "المنطقة العازلة تمتد على المثلث الصحراوي ومن جهة الشرق والغرب، وساهمت بشكل كبير في الحد من تسلل الإرهابيين إلى التراب التونسي"، مبيناً أن "إقامة الساتر العازل، وخاصة مع ليبيا، ساهمت في إحباط العديد من المخططات والهجمات التي كانت تستهدف تونس، ونجحت بنسبة 99 بالمائة في تأمين المنطقة".
وأوضح الحدري أنّ "في الخطط الاستراتيجية والحواجز المقامة لا يوجد نجاح مائة بالمائة، ولكن ما حققته تونس من إيقافات لعناصر مشبوهة ومقاتلة، وحجز للأسلحة، يعتبر مهماً جداً"، مبيناً أن "البعض شكك في البداية في أهمية الساتر العازل، وانتقد الإمكانيات المرصودة له، ولكن بمرور الأيام تأكدت الجدوى الكبيرة منه".
وأفاد المتحدث بأنّ "الساتر العازل يمتد أيضاً على الحدود التونسية الجزائرية، ولكن الخطر الكبير متأتٍ من الحدود مع ليبيا"، معتبراً أنّ "تهريب الأسلحة عبر الحدود تقلص بشكل كبير، وحتى العمليات الإرهابية تكاد لا تذكر منذ إقامة الساتر الترابي العازل".
وأشار إلى أنّه أمام تضييق الخناق وتشديد الرقابة على الحدود التونسية الليبية، فإن "بعض العناصر الإرهابية بصدد التسلل حالياً من التراب الجزائري، وهو ما كشفته مطاردة القصرين أول أمس لمجموعة متشددة كانت على مقربة من المركز الحدودي للحرس الوطني ببودرياس، التابع لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني بتالة، وتحديداً بمنطقة عين الشرشارة بولاية القصرين".
وأضاف أن العناصر الإرهابية بادرت بإطلاق النار على دورية للحرس الوطني، وتمت مطاردتهم وملاحقتهم، ليفروا بعمق الجبل باتجاه التراب الجزائري، معتبراً أنه "رغم اليقظة الأمنية، لكن لم يتم القضاء عليهم".
وذكر الحدري أنّ على السلطات التونسية تكثيف الرقابة في المنطقة العازلة، خاصة في الأيام القادمة، وفي ظل وجود عدة معطيات تشير إلى تدهور الوضع الأمني في طرابلس، وأنه ينتظر "مزيداً من محاصرة الإرهابيين، وبالتالي محاولتهم التسلل إلى تونس والفرار من المعارك".
وأوضح أنه "رغم التجهيزات الموجودة بالمنطقة العازلة، ورغم تواجد طائرات رصد ومروحيات مقاتلة تسلمتها تونس مؤخراً من أميركا، ما سيساعد على الرصد والمراقبة نهاراً وليلاً، إلا أن الحذر يبقى مطلوباً".