وتم خلال أعمال المؤتمر استعراض مستقبل الهجرة في المنطقة ووضعية المهاجرين ومخاطر وضع قيود على الهجرة المنظمة.
وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، إنّ "النقابات الأفريقية والعربية والأوروبية حضرت اليوم رغم الظرف الأمني الدقيق الذي تمر منه البلاد، وذلك دليل على دعمها لتونس ومساعدتها في إنجاح مسار العدالة ومواجهة التحديات التي تنتظرها"، مبينا أن الاتحاد كان له شرف ترؤس الشبكة الأورومتوسطية للهجرة، لافتاً إلى أن "هذه النقطة تُحسب لتونس والاتحاد خاصة أن الملتقى يعتبر الأكبر بخصوص الهجرة".
وأضاف أن "النقابات العمالية تعمل على دعم العمل اللائق للمهاجرين في أفريقيا وحوض المتوسط إلى أوروبا وحتى القادمين من بلدان أفريقية إلى تونس"، مشيراً إلى أنه "لا بد من المرور من الشعارات إلى التجسيد، ففي تونس آلاف العمال الأفارقة لا يتمتعون بحقوقهم والاتحاد ماضٍ في الدفاع عنهم مثلهم مثل التونسيين، ما قد يعطي وعياً بالدفاع عن الإنسانية والكرامة وإنسانية الإنسان".
إلى ذلك، أكد المدير بالنيابة لمكتب منظمة العمل الدولي لبلدان المغرب العربي بالجزائر، حليم حمزاوي لـ"العربي الجديد" أن النقابات العمالية تلعب دوراً أساسياً في الدفاع عن حقوق العمال المهاجرين ودعم العمل اللائق خلال المؤتمرات الدولية وأثناء إبرام الاتفاقات والمعاهدات الدولية، مبيناً أن "هذه النقابات تعمل على إيجاد الحلول ومساعدة المهاجرين على الاندماج الاقتصادي والدفع نحو هجرة مفيدة لدول المقصد والانتماء أيضاً".
ولفت إلى أن "النقابات العمالية تشترك جميعها في مبادئ تقوم على دعم حقوق المهاجرين وتسهيل ظروف اندماجهم"، مضيفاً "الهجرة تنبني على الانتقاء في حالات كثيرة ولكن لا بد من التركيز على دور ومساهمة الهجرة النظامية في الاقتصاد وبناء المجتمعات".
بدورها، أفادت الأمينة العامة المساعدة المكلفة بالعلاقات العربية والهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل، نعيمة الهمامي لـ"العربي الجديد" أن النقابات تسعى عبر مختلف بلدان العالم إلى الدفاع عن حقوق المهاجرين وبإمكانها استقطاب العمال المهاجرين والدفاع عن حقوقهم الاجتماعية وفي الأجر المتساوي وقضايا العقود الشغلية، وبالتالي تستطيع أن تحميهم من الاستغلال وتدافع عن كرامتهم، مضيفاً أن دور النقابات أساسي لضمان العمل اللائق للعمال.
وأوضحت أن "وضع المهاجرين في إيطاليا تغير، فمن سياسة تقوم على تشجيع توافد المهاجرين إلى رفضهم بعد صعود اليمين المتطرف"، مبينة أن "السياسة الأوروبية تغيرت نحو قمع المهاجرين والتضييق عليهم، والنقابات بتضامنها وخاصة ضمن الشبكة النقابية التي تضم 25 نقابة قادرة على الدفاع عن حقوق العمال المهاجرين".
وأشارت إلى أنه في إطار التعاون النقابي التونسي الإيطالي تمكن 20 ألف عامل وعاملة تونسية في إيطاليا في مجالي الفلاحة والبناء من استعادة المنحة العائلية بعد التنسيق مع النقابة العمالية الإيطالية، بعد أن كانوا محرومين منها، وذلك بفضل دور النقابات في الدفاع عن حقوق العمال.