تونس: مؤتمر دولي يبحث مواجهة مخططات الضم والتطبيع

30 يونيو 2020
من حلقة النقاش التي انعقدت اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -

 

بحث المؤتمر الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، تطورات الوضع في فلسطين من خلال حلقة نقاش انتظمت في تونس تحت عنوان "لنستمر في مواجهة مخططات الضم والتطبيع وصفقة القرن على طريق دحر الاحتلال".
وقال المنسق العام للمؤتمر الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عابد الزريعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "صفقة القرن في جوهرها ليست مشروعا لتصفية القضية الفلسطينية فقط، بل هي مشروع لتفكيك وإعادة بناء النظام الإقليمي العربي في المرحلة القادمة بما يتوافق والهيمنة الصهيونية وهذا هو جوهر صفقة القرن"، مشيرا إلى أنه "انطلاقا من ذلك، فإن عملية المواجهة تنطلق من فلسطين وتمتد على مجمل الساحة العربية، إذ لا بد من تحديد العنوان السياسي الأساسي لهذه المواجهة وهو إسقاط هذه الصفقة انطلاقا من وعي المصالح الإقليمية للمنظومة العربية".
وأكد الزريعي أن "وحدة القوى في هذه المواجهة تكون على المستوى الشعبي الواعي بمخاطر هذه الصفقة، وما قد يترتب عن هذه الوحدة من خيارات سياسية وبرامج عمل تكمن في التفاصيل الدقيقة، لأننا نواجه الآن مشكلة حقيقية على مستوى الوعي العام بمخاطر الصفقة ومخاطر اللحظة السياسية التي نعيشها".


وبين المتحدث أن "الندوة التي انتظمت اليوم تندرج في إطار البحث في جوهر الصفقة والمشروع وآليات المواجهة، ومن أجل بلورة صيغة واضحة ومحددة لدعم القضية الفلسطينية"، مضيفا أن "المفارقة أن المتغيرات الإقليمية المتسارعة في المنطقة ترتبط بالقضية الفلسطينية إرتباطا عميقا، ولكن تصعيد هذه المشاكل الإقليمية يبقى الهدف منه تبديد النظر بعيدا عن القضية بوصفها الحلقة المركزية النابضة لكل الإشكاليات التي تواجهها المنطقة حاليا".
وأفاد الزريعي أنه "مع بدء طرح مشروع الضم، زادت الضغوطات في أكثر من ساحة عربية في سورية ولبنان وفي دول الجوار الإقليمي، في إيران وفي الجوار الليبي، في محاولة لدفع المواطن العربي والقول له إن عليك أن تنتبه إلى مشاكلك الخاصة بعيدا عن القضية الفلسطينية".
ويرى المنسق العام للمؤتمر الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أنه "إذا وعى المواطن العربي بأن المشاكل الجزئية الخاصة هي في الحقيقة شكل من أشكال التبعية، فمشاكل التبعية والديمقراطية والتنمية في هذه البلدان العربية ترتبط في جوهرها بما يدور في الساحة الفلسطينية، لأن الإغراق في التبعية يعني تقدم الكيان الصهيونى الذي يستغل ذلك ليقدم نفسه على أساس أنه المخلص لهذه المنظومات العربية، ولذلك يجب الانتباه ونحن نخوض معاركنا الإقليمية الجزئية بأن لا نضيع التركيز على الحلقة المركزية الناظمة لكل هذه القضايا".
ويرى سفير فلسطين بتونس، هايل الفاهوم، أن "الكيان الصهيوني عادة يقوم بعمل وينتظر ردود الفعل ليفرض حقائق جديدة على أرض الواقع"، مبينا أن "موضوع الضم قديم متجدد وهو نتاج سياسات تراكمية منذ سنوات"، مؤكدا أن "الصوت العالي للمحتل ومن خلال قراءته الذاتية بتصرفات المحتل يدل على حالة من الخوف والرعب، لأن صاحب الصوت العالي عادة ما يكون مرعوبا وعادة ما يحاول أن يلعب دور الضحية".
وبيّن الفاهوم أن "الشعب الفلسطيني ورغم الجراح الطويلة لا يزال صامدا، مؤكدا أنه "لا بد على الشعب الفلسطيني تطوير نفسه من الداخل، وهذا سيكون أقوى رد على المخططات الصهيونية الأميركية".
وقال سفير إيران بتونس، محمد رضا رؤوف شيباني، في مداخلته، إن "الظروف الحالية واستمرار نهج الاحتلال في المضي قدما لم يترك خيارات سوى خيار المقاومة، لأن اللجوء إلى الإتفاقيات والصفقات معه سيؤدي إلى مزيد من إضعاف القضية الفلسطينية"، مبرزا أن "هدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال صفقة القرن هو محاولة لمسح القضية الفلسطينية، ونسيان موضوع اللاجئين".

دلالات