وقام عشرات التونسيين المتجمهرين في قلب العاصمة تونس، مساء الأربعاء، بحرق علم إسرائيل، مرددين شعارات منددة بالجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال في حق الفلسطينيين العزل.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، تعبيراً عن تضامنهم ومساندتهم لأشقائهم الفلسطينيين، في تظاهرة جمعت عدداً من الأحزاب السياسية والمنظمات المناصرة للقضية الفلسطينية، التي عبرت عن دعمها خيار المقاومة من أجل استرجاع الحقوق الفلسطينية المغتصبة.
وحمل عشرات المشاركين في التظاهرة علماً فلسطينياً كبيراً وسط الشارع الكبير "شارع الحبيب بورقيبة" وهتفوا مرددين "مقاومة مقاومة.. لا صلح ولا مساومة"، و"فلسطين عربية لا بديل عن البندقية"، كذلك ردّدوا شعارات مناهضة للتطبيع ورافضة لأي شكل من أشكال التعاطي مع الاحتلال.
وتخلل برنامج إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مداخلة موسيقية للأستاذ منهل الفلسطيني أمام المسرح البلدي في العاصمة، ومداخلة شعرية عن المقاومة للشاعر محمود النجار وعرضاً للدبكة السورية لفرقة سيف الشام.
وقالت النائبة عن حزب النهضة سلاف القسنطيني، وهي المنسقة الدولية لحملة كسر الحصار عن غزة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "تونس تقود تحركاً برلمانياً للتصدي للتوسع الصهيوني على حساب الأشقاء الفلسطينيين"، مبينة أن "الشعارات والتنديد والبيانات وحدها لا تكفي لوضع حد للجرائم الممنهجة في حق الشعب الفلسطيني الأبيّ، بل يجب التحرك في إطار الدبلوماسية البرلمانية بين البرلمانات الوطنية والمجموعات المناصرة للقضية الفلسطينية في العالم لتضييق الخناق على سياسة الاستيطان الصهيونية".
وبيّنت القسنطيني أن "مواقف تونس مشرفة في البرلمان الأفريقي والعربي والدولي، فقد تم فرض قرارات مزعجة للكيان الصهيوني، على غرار التصدي لسياسة التوسع التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على المستوى الأفريقي أو على مستوى الدولي".
وأضافت النائبة سلاف القسنطيني أن "تونس تسير نحو القيام بالخطوات اللازمة لإدانة الاحتلال الصهيوني على جريمة اغتيال الشهيد محمد الزواري لدى المنظمات الدولية، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية".
وأحيت تونس، على غرار مختلف شعوب العالم، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من عام 1947 القرار 181 الذي أصبح يعرف لاحقاً باسم قرار التقسيم، الذي نص على أن تُنشأ في فلسطين دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية، مع إخضاع القدس لنظام دولي خاص، في حين لم يطبق نص القرار، إذ لم يتم سوى الالتزام بمصلحة الكيان الصهيوني المحتل، بينما ظلت الدولة الفلسطينية حبراً على ورق لعقود.
وقال الدكتور مراد اليعقوبي، رئيس جمعية أنصار فلسطين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يمثل فرصة ومناسبة لتذكير جميع القوى في العالم بحقيقة المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الأبيّ والدعوة إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومع مقاومته المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني وكفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال وحق العودة إلى أراضيه".