انطلقت منتصف نهار اليوم الأحد، مسيرة في تونس العاصمة للتنديد بالإرهاب الذي هزّ المدينة في الثامن عشر من الشهر الحالي في عملية نفذها متشددون واستهدفت متحف باردو، وخلفت 23 قتيلاً منهم عشرون سائحاً.
واستبق رئيس الحكومة الحبيب الصيد المسيرة بالإعلان عن مقتل قائد مجموعة عقبة بن نافع، المجموعة المتهمة بالوقوف وراء هجمات متحف باردو.
وتقدّم المسيرة الرسمية كل من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيرهم من ضيوف تونس الأجانب من وزراء وسفراء ودبلوماسيين.
وبدأت الشخصيات الوطنية وضيوف تونس من الخارج بالوصول إلى قبة باردو منذ الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، وسط تعزيزات أمنية مشدّدة من قبل رجال الأمن وأعضاء لجان التنظيم التي انتشرت بالمئات، بدءاً من محولات الطرقات السريعة المؤدية إلى متحف باردو، وصولاً إلى محيط مجلس نواب الشعب، حيث أوقفت حركة المرور منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً من هذا اليوم.
وكان لافتاً الحضور الإعلامي الدولي المكثف، خاصة الإعلام الفرنسي والإيطالي الرسمي.
وشهدت كلمة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خلال ترحيبه وشكره التونسيين والضيوف خطأ بروتوكولياً استُقبل بشيء من الطرافة، حين قال إنه يشكر الرئيس الفرنسي "فرنسوا ميتيران" بدل "هولاند"، ولكنه سرعان ما التفت إلى ضيفه وعانقه، معتذراً، مشيراً إلى أن ميتيران هو من جيله.
ووضع الضيوف أكاليل من الزهور أمام اللوحة الفسيفسائية التي حملت أسماء ضحايا اعتداء باردو لتخليد الذكرى.
وقال سعيد العايدي، وزير الصحة التونسي لـ"العربي الجديد"، إن الرسالة التي وجهتها تونس للعالم واضحة، وهي أن تونس والعلم ضد الإرهاب.
وبين أن تونس في حاجة إلى هذا التضامن الكبير الذي ظهر اليوم في باردو، مؤكدا أن الإرهاب يمكن أن يضرب في أي مكان من العالم فقد سبق وأن ضرب في فرنسا وفي عديد الدول، وأشار وزير الصحة إلى أن كل إنسان يؤمن بالحرية وبحق الآخر في الحياة فقد حضر اليوم ليقول للجميع إنه لا مستقبل للإرهاب.
واعتبرت سامية عبّو نائبة عن التيار الديمقراطي لـ"العربي الجديد" أنه لا مكان للإرهاب وبينت أن تونس وجّهت رسالة للعالم مفادها: "تعالوا إلى تونس، فتونس متحضرة وتؤمن بالحرية"، واعتبرت عبو أنّ التونسيين وعلى اختلاف انتماءاتهم أكدوا اليوم أنهم صف واحد وأن الإرهاب ضعيف أمام هذه الحشود من دبلوماسيين وضيوف.
وأشار رئيس حزب المجد إلى أنّ أصدقاء تونس من العالم العربي ومن أوروبا حضروا اليوم في مسيرة "العالم باردو" ليقولوا للشعب التونسي إنه ليس وحده في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، مبينا أن أغلب الطبقات السياسية حضرت اليوم ونددت بالإرهاب.
ووضّح أن الشعب التونسي لم يكن منقسما بل تقدم النخب السياسية، وجاء من مختلف أنحاء المحافظات ليقول إنه ينبذ الإرهاب.
وأشار الهاني إلى أنه رغم بعض الدعوات التي ظهرت ودعت إلى الانقسام وإلى عدم المشاركة في هذه المسيرة، إلا أن الشعب التونسي رد عليها بقوة وشموخ، وأكد أنه شعب واحد في حربه على الإرهاب.
وقال مهدي حواص وزير التجارة والصناعات التقليدية في حكومة محمد الغنوشي الثانية وحكومة الباجي قايد السبسي إنّ القضية الإرهابية ليست قضية محلية، بل تعني جميع الشعوب.
وقال إن تونس اليوم لا تعترف بحكومة سابقة أو حكومة حالية، لا تعترف بانتماء حزبي بل هي وحدة متكاملة، وإن الجميع ضد الإرهاب، صفاً واحداً للخروج من هذه الفترة العصيبة.
وبيّن أن جميع الحكومات على اختلافها والأحزاب السياسية على اختلاف انتماءاتها، هي اليوم معاً، لأن تونس تتسع للجميع.
وكان رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد قد أعلن مقتل أبو صخر قبيل انطلاق المسيرة.
ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن الصيد قوله إن خالد شايب، المعروف بلقمان أبو صخر قتل الليلة الماضية في عملية بمنطقة قفصة بالقرب من الحدود الجزائرية.
ويعتقد أن شايب مسلح بارز في ذراع تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا (عقبة بن نافع)، ويشتبه بأنه أدار أو ساعد في إدارة الهجوم على متحف باردو الوطني.