وأعلن وزير الخارجية الأميركي ريك تيلرسون، اليوم الجمعة، خلال جلسة مجلس الأمن الخاصة بمناقشة ملف كوريا الشمالية النووي، أن قنوات الاتصال ستبقى مفتوحة مع بيونغ يانغ، في وقت دعاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى الامتثال لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بملفها النووي.
وجدد تيلرسون عرضه بالمحادثات غير المشروطة، وقال: "يتعيّن على كوريا الشمالية اغتنام طريق عودتها إلى الطاولة". وقال إن المناقشات الدبلوماسية لا بد أن يسبقها "وقف ثابت" للسلوك التهديدي من قبل كوريا، وإن حملة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي المفروضة عليها "لا بد أن تستمر، وسوف تستمر، حتى يتحقق نزع السلاح النووي". وتابع تيلرسون قائلا "سوف نبقي في الوقت نفسه على قنوات الاتصال الخاصة بنا مفتوحة".
وانتقد تيلرسون الصين لتزويدها كوريا الشمالية بالنفط، كما انتقد روسيا لاستخدامها عمالا كوريين شماليين، ودعا الدولتين إلى تكثيف الضغط على البلد المعزول بشأن برامجه النووية والصاروخية، والذهاب إلى ما هو أبعد من التطبيق التام لعقوبات الأمم المتحدة.
وقال إن مواصلة السماح للعمال الكوريين الشماليين بالعمل في "أوضاع أشبه بالعبودية" من أجل أجور تستخدم في تمويل أسلحة نووية "يجعل إخلاص روسيا كشريك في السلام محل شك". وأضاف أنه مع استمرار تدفق النفط الخام إلى مصافي كوريا الشمالية، تشكك الولايات المتحدة أيضا في التزام الصين "بتسوية قضية لها تداعيات خطيرة على أمن مواطنيها".
من جهته، كشف وزير الخارجية الياباني تارو كونو، أن كوريا الشمالية "ليست مستعدة على الإطلاق" للتخلي عن برامجها النووية والصاروخية وليست مهتمة بإجراء أي حوار ذي قيمة.
وأشار إلى أن إجراء كوريا الشمالية الشهر الماضي تجربة لصاروخ باليستي عابر للقارات جاء بعد 75 يوما من اختبارات سابقة.
وقال لمجلس الأمن "وصفت بعض الآراء المتفائلة الصمت لمدة 75 يوما بأنه إشارة إيجابية. لكن إطلاق الصاروخ، في نوفمبر/تشرين الثاني، أوضح أن كوريا الشمالية تواصل تطوير برامجها النووية والصاروخية دون كلل حتى في الوقت الذي تبدو فيه صامتة"، معتبراً أن كوريا تستخدم سياسة حافة الهاوية مع المجتمع الدولي، وأن الاستمرار بسياسات الحوار ستدفعها إلى المماطلة. كما رأى أن المطلوب هو "اتحاد المجتمع الدولي لتعظيم الضغط عليها بكل الأساليب المتاحة لدفعها إلى التخلي كليا عن برنامجها النووي".
وكان السناتور لندسي غراهام قد كشف، اليوم أيضاً، أنه لا يستبعد لقاء قمة تاريخي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. لكنّه أردف في المقابل قائلا: إنْ واصلت كوريا الشمالية جهود تطوير برنامجها الصاروخي وامتلاك سلاح نووي، فالإدارة الأميركية ذاهبة لا محالة باتجاه مواجهة عسكرية، وأن احتمالات وقوع المواجهة تصل إلى 70 في المائة في حال أقدمت كوريا الشمالية على إجراء تجربة نووية جديدة.
(العربي الجديد، وكالات)