في 23 و24 من الشهر الجاري، سيكون تي. بي. جوشوا في مدينة الناصرة، مسقط رأس السيد المسيح، وسط رفض شعبي لمن وصفوه بـ"الدجال" في مقابل موافقة رئيس البلدية علي سلام، ما طرح الكثير من التساؤلات حول ما وراء الزيارة
تعيش مدينة الناصرة، مسقط رأس السيد المسيح يسوع الناصري، قلقاً وغلياناً شعبياً، في ظل اللامبالاة التي يبديها رئيس بلدية الناصرة علي سلام، على الرغم من اقتراب وصول مدعي النبوة ذي الأصول النيجيرية تي. بي. جوشوا ، إلى المدينة في يومي 23 و24 من الشهر الحالي. ويصل مصطحباً معه المئات وربما الآلاف من أنصار كنيسته التي يطلق عليها "كنيسة كل الأمم".
وأثار قبول بلدية الناصرة منحه موقع جبل القفزة (جنوب شرق الناصرة)، والذي كان قد جُهّز خصيصاً لاستقبال بابا الفاتيكان في الناصرة قبل عقد من الزمن، رفضاً شعبياً والكثير من التساؤلات، لا سيما في ظلّ انتشار صور لجوشوا مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أيوب القرا (من حزب الليكود)، ورئيس بلدية القدس السابق نير بركات، ومرافقته رئيس منظمة "زاكا" (منظمة يهودية متدينة) يهودا ميشي-زهاف.
ولعلّ ما ساهم في زيادة النقمة، تقرير للقناة الإسرائيلية الثانية بثته مؤخراً عن رحلة تي. بي. جوشوا المرتقبة لإسرائيل، وعزمه جلب الآلاف من أتباعه لإقامة طقوسه الدينية على شواطئ بحيرة طبريا، والحديث عن نيته استئجار عقارات ومساحات واسعة لأتباعه مع احتمال بناء مقر له قرب بحيرة طبريا. وقبل عام، كان جوشوا قد زار مكتب رئيس بلدية الناصرة علي سلام مع الوزير الأسبق أيوب القرا. ومن المعروف أن جوشوا ثري جداً، وهو أحد المؤيدين والداعمين لدولة إسرائيل.
وانطلقت بوادر المعارضة الأولى في المدينة مع بدء تسريب أنباء عن صفقة بين بلدية الناصرة وجمعية "عمانويل" التابعة لكنيسة تي. بي. جوشوا، حول دفع مبلغ من المال في مقابل إقامة طقوسه الدينية. وجاءت المعارضة الأولية من ناشطين، ثم ما لبثت أن شملت جهات دينية مختلفة إسلامية ومسيحية، وهيئات أهلية في المدينة، بدأت تتحرك لمعرفة تفاصيل الصفقة وملابساتها.
وبلغ الأمر حدّ تقديم إحدى الجمعيّات طلباً رسمياً إلى بلدية الناصرة للكشف عن ملابسات رحلة تي. بي. جوشوا إلى الناصرة، وتفاصيل وشروط منحه حق استخدام جبل القفزة. في المقابل، لم تتوقف الجهات الأهلية والدينية في المدينة عن وصف جوشوا بالدجال والنصاب.
تقول عفاف توما، رئيسة مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، لـ "العربي الجديد": "الرجل دجال بغطاء ديني. هناك هدف من زيارته وقدومه إلى الناصرة. الزيارة ليست بريئة ولا علاقة لها بالدين، خصوصاً أنه لا يمت إلى المسيحية بصلة سواء من ناحية تعاليمه أو أقواله أو أفعاله. المسيحية ليست هكذا. وهناك أهداف سياسية، وهذا خطر على كنائسنا وشبابنا والناس، وهذا مرفوض كلياً بالنسبة لنا. وهناك أهداف مستترة وما من صراحة من قبل المنظمين. اجتمعنا مع المجلس ورؤساء كنائس المدينة بهدف رفع الوعي لدى شبابنا ومجتمعنا وعدم الانجرار وراء الخزعبلات والشعوذات. نحن مع كل تجمع وحراك يرفض هذه الزيارة. جميع أعضاء البلدية ورجال الدين المسيحيون والملسمون ضد هذه الزيارة، ولا أعرف ماذا يكون الوضع غداً وبعد غد. يجب معرفة ما وراء تلك الزيارة".
اقــرأ أيضاً
ويقول نائب رئيس بلدية الناصرة سابقاً المهندس أحمد زعبي: "مساء الأربعاء، عقد اجتماع للجنة الشعبية في الناصرة في جبل القفزة، ومنعنا من الدخول لأنه الآن ثكنة عسكرية مغلقة. يمنع على مواطني الناصرة الدخول، بينما يسمح لدجال ومشعوذ بدخولها بدعم من رئيس بلدية الناصرة علي سلام. وهناك حالة غضب شديدة بين كل الفئات الدينية والسياسية، سواء أكانوا مسلمين ومسيحيين، أم فئات سياسية وطنية واجتماعية وحركات اجتماعية. هذا الأمر مرفوض وغير مقبول". وبحسب الزعبي، فإن "رئيس البلدية يتعاون مع الحكومة الإسرائيلية والليكود لفرض أمر واقع على أهل الناصرة. إلا أن انتماء أهالي الناصرة كان وما زال إلى الشعب الفلسطيني وأمته العربية الفلسطينية".
ولا يخفي الناشط الاجتماعي وابن المدينة زاهر بولس، الأهداف السياسية للزيارة. يقول لـ "العربي الجديد": "أن يأتي إلى الناصرة، وتحديداً إلى جبل القفزة، ليلتقي أهلها ويبني مؤسسة صهيونية مسيحيّة تروّج لإسرائيل من باب الدين، وليروّج لاحتلال إسرائيل لفلسطين من الباب نفسه، فهذا يعني أنه تطاول على وجودنا، ولا يُستقبل في الناصرة إلا بالنعال".
يضيف بولس: "هذه المعركة وطنية لمنع إقامة مستوطنة مسيحانية أي صهيونية - مسيحية على أراضي الناصرة. أراضي الناصرة للعرب، وهذه الأرض مخصصة لبناء جامعة تدرّس باللغة العربيّة الأم، وهو حق أساسي سوف ننتزعه في مواجهة العدمية القومية والتجهيل الصهيوني المبرمج".
وأصدرت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي بياناً قالت فيه: "نهيب بالرئاسة الروحية والعلمانية لكل الطوائف بالوقوف ضد تدنيس وتسييس الأراضي المقدسة. مقاطعة هذا المشعوذ والدجال المتصهين واجب وطني وديني من الدرجة الأولى. تشهد مدينة الناصرة في الأسابيع الأخيرة تحرّكات وجهودا حثيثة لمنع إقامة المؤتمر المزمع عقده في 23 و24 من هذا الشهر، على يد مجموعة تدّعي عبثاً المسيحية والنبوءة، فوق تراب هذه المدينة المقدسة، مدينة البشارة الأولى بقدوم المسيحية، والتي تعتبر ذات أهمية وقدسية قصوى مسيحياً وعالمياً".
اقــرأ أيضاً
وانضم رجال دين مسلمون وأئمة المساجد للحملة لمواجهة هذه الزيارة. وأصدرت رابطة الأئمة والدعاة في الناصرة بياناً قالت فيه: "نحن رابطة الأئمة والدعاة في الناصرة نعلن موقفنا الواضح ضد زيارة هذا الدجال، ونؤكد حرمة المشاركة في الفعاليات التي ستنظم بحضوره، وكل نشاط له علاقة بهذا الشخص وبزيارته. وندعو إلى إلغائها وإلغاء كل نشاط يتعلق ببرنامجه".
وفي مواجهة هذا الرفض الشعبي من أهالي الناصرة، وبعد صمت طويل ورفض رئيس البلدية علي سلام الرد، أصدرت بلدية الناصرة مساء الأربعاء بياناً قالت فيه: "هذا القس المسيحي يزور المدينة وجبل القفزة، بعد زيارته إلى مدينة بيت لحم ومدينة القدس ولقاء رجال دين مسيحيين ومسلمين ويهود، ورجال سياسة ورؤساء بلديات. هذه الزيارة التي تدعم المدينة اقتصادياً تم تسييسها من قبل المهزومين في المعركة الانتخابية الأخيرة، والذين يحاولون عبثاً العودة إلى الساحة السياسية والعمل على إعاقة عمل رئيس البلدية علي سلام. ولكي يدعموا مواقفهم الهزيلة العارية عن الصحة، زعموا أن علي سلام يستقبل ويهلل لمن يدّعي النبوة والعياذ بالله".
وأثار قبول بلدية الناصرة منحه موقع جبل القفزة (جنوب شرق الناصرة)، والذي كان قد جُهّز خصيصاً لاستقبال بابا الفاتيكان في الناصرة قبل عقد من الزمن، رفضاً شعبياً والكثير من التساؤلات، لا سيما في ظلّ انتشار صور لجوشوا مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أيوب القرا (من حزب الليكود)، ورئيس بلدية القدس السابق نير بركات، ومرافقته رئيس منظمة "زاكا" (منظمة يهودية متدينة) يهودا ميشي-زهاف.
ولعلّ ما ساهم في زيادة النقمة، تقرير للقناة الإسرائيلية الثانية بثته مؤخراً عن رحلة تي. بي. جوشوا المرتقبة لإسرائيل، وعزمه جلب الآلاف من أتباعه لإقامة طقوسه الدينية على شواطئ بحيرة طبريا، والحديث عن نيته استئجار عقارات ومساحات واسعة لأتباعه مع احتمال بناء مقر له قرب بحيرة طبريا. وقبل عام، كان جوشوا قد زار مكتب رئيس بلدية الناصرة علي سلام مع الوزير الأسبق أيوب القرا. ومن المعروف أن جوشوا ثري جداً، وهو أحد المؤيدين والداعمين لدولة إسرائيل.
وانطلقت بوادر المعارضة الأولى في المدينة مع بدء تسريب أنباء عن صفقة بين بلدية الناصرة وجمعية "عمانويل" التابعة لكنيسة تي. بي. جوشوا، حول دفع مبلغ من المال في مقابل إقامة طقوسه الدينية. وجاءت المعارضة الأولية من ناشطين، ثم ما لبثت أن شملت جهات دينية مختلفة إسلامية ومسيحية، وهيئات أهلية في المدينة، بدأت تتحرك لمعرفة تفاصيل الصفقة وملابساتها.
وبلغ الأمر حدّ تقديم إحدى الجمعيّات طلباً رسمياً إلى بلدية الناصرة للكشف عن ملابسات رحلة تي. بي. جوشوا إلى الناصرة، وتفاصيل وشروط منحه حق استخدام جبل القفزة. في المقابل، لم تتوقف الجهات الأهلية والدينية في المدينة عن وصف جوشوا بالدجال والنصاب.
تقول عفاف توما، رئيسة مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، لـ "العربي الجديد": "الرجل دجال بغطاء ديني. هناك هدف من زيارته وقدومه إلى الناصرة. الزيارة ليست بريئة ولا علاقة لها بالدين، خصوصاً أنه لا يمت إلى المسيحية بصلة سواء من ناحية تعاليمه أو أقواله أو أفعاله. المسيحية ليست هكذا. وهناك أهداف سياسية، وهذا خطر على كنائسنا وشبابنا والناس، وهذا مرفوض كلياً بالنسبة لنا. وهناك أهداف مستترة وما من صراحة من قبل المنظمين. اجتمعنا مع المجلس ورؤساء كنائس المدينة بهدف رفع الوعي لدى شبابنا ومجتمعنا وعدم الانجرار وراء الخزعبلات والشعوذات. نحن مع كل تجمع وحراك يرفض هذه الزيارة. جميع أعضاء البلدية ورجال الدين المسيحيون والملسمون ضد هذه الزيارة، ولا أعرف ماذا يكون الوضع غداً وبعد غد. يجب معرفة ما وراء تلك الزيارة".
ويقول نائب رئيس بلدية الناصرة سابقاً المهندس أحمد زعبي: "مساء الأربعاء، عقد اجتماع للجنة الشعبية في الناصرة في جبل القفزة، ومنعنا من الدخول لأنه الآن ثكنة عسكرية مغلقة. يمنع على مواطني الناصرة الدخول، بينما يسمح لدجال ومشعوذ بدخولها بدعم من رئيس بلدية الناصرة علي سلام. وهناك حالة غضب شديدة بين كل الفئات الدينية والسياسية، سواء أكانوا مسلمين ومسيحيين، أم فئات سياسية وطنية واجتماعية وحركات اجتماعية. هذا الأمر مرفوض وغير مقبول". وبحسب الزعبي، فإن "رئيس البلدية يتعاون مع الحكومة الإسرائيلية والليكود لفرض أمر واقع على أهل الناصرة. إلا أن انتماء أهالي الناصرة كان وما زال إلى الشعب الفلسطيني وأمته العربية الفلسطينية".
ولا يخفي الناشط الاجتماعي وابن المدينة زاهر بولس، الأهداف السياسية للزيارة. يقول لـ "العربي الجديد": "أن يأتي إلى الناصرة، وتحديداً إلى جبل القفزة، ليلتقي أهلها ويبني مؤسسة صهيونية مسيحيّة تروّج لإسرائيل من باب الدين، وليروّج لاحتلال إسرائيل لفلسطين من الباب نفسه، فهذا يعني أنه تطاول على وجودنا، ولا يُستقبل في الناصرة إلا بالنعال".
يضيف بولس: "هذه المعركة وطنية لمنع إقامة مستوطنة مسيحانية أي صهيونية - مسيحية على أراضي الناصرة. أراضي الناصرة للعرب، وهذه الأرض مخصصة لبناء جامعة تدرّس باللغة العربيّة الأم، وهو حق أساسي سوف ننتزعه في مواجهة العدمية القومية والتجهيل الصهيوني المبرمج".
وأصدرت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي بياناً قالت فيه: "نهيب بالرئاسة الروحية والعلمانية لكل الطوائف بالوقوف ضد تدنيس وتسييس الأراضي المقدسة. مقاطعة هذا المشعوذ والدجال المتصهين واجب وطني وديني من الدرجة الأولى. تشهد مدينة الناصرة في الأسابيع الأخيرة تحرّكات وجهودا حثيثة لمنع إقامة المؤتمر المزمع عقده في 23 و24 من هذا الشهر، على يد مجموعة تدّعي عبثاً المسيحية والنبوءة، فوق تراب هذه المدينة المقدسة، مدينة البشارة الأولى بقدوم المسيحية، والتي تعتبر ذات أهمية وقدسية قصوى مسيحياً وعالمياً".
وانضم رجال دين مسلمون وأئمة المساجد للحملة لمواجهة هذه الزيارة. وأصدرت رابطة الأئمة والدعاة في الناصرة بياناً قالت فيه: "نحن رابطة الأئمة والدعاة في الناصرة نعلن موقفنا الواضح ضد زيارة هذا الدجال، ونؤكد حرمة المشاركة في الفعاليات التي ستنظم بحضوره، وكل نشاط له علاقة بهذا الشخص وبزيارته. وندعو إلى إلغائها وإلغاء كل نشاط يتعلق ببرنامجه".
وفي مواجهة هذا الرفض الشعبي من أهالي الناصرة، وبعد صمت طويل ورفض رئيس البلدية علي سلام الرد، أصدرت بلدية الناصرة مساء الأربعاء بياناً قالت فيه: "هذا القس المسيحي يزور المدينة وجبل القفزة، بعد زيارته إلى مدينة بيت لحم ومدينة القدس ولقاء رجال دين مسيحيين ومسلمين ويهود، ورجال سياسة ورؤساء بلديات. هذه الزيارة التي تدعم المدينة اقتصادياً تم تسييسها من قبل المهزومين في المعركة الانتخابية الأخيرة، والذين يحاولون عبثاً العودة إلى الساحة السياسية والعمل على إعاقة عمل رئيس البلدية علي سلام. ولكي يدعموا مواقفهم الهزيلة العارية عن الصحة، زعموا أن علي سلام يستقبل ويهلل لمن يدّعي النبوة والعياذ بالله".