التحقت عشرات العائلات السورية المقيمة في الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، بقافلة المهجرين التي انطلقت أمس الأحد من حي القابون الدمشقي، باتجاه مدينة إدلب في الشمال السوري، بموجب اتفاق هدنة بين قوات المعارضة التي كانت تسيطر على الحي وقوات النظام السوري.
وعلى الرغم من أن الاتفاق الأخير لا يشمل الغوطة الشرقية، إلا أن عدداً من الأهالي قرروا الفرار مع قافلات المهجرين. وأوضح شامل الأمين من الغوطة الشرقية أن "عدداً من الأهالي عبروا نفقاً يصل بين الغوطة والقابون ليلتحقوا بقافلات المهجرين على أنهم من أهالي القابون الذين يرغبون بالخروج".
وأضاف أن "أعداد الخارجين من الغوطة بالمئات، لكن هناك صعوبة في تحديد عددهم بدقة، فهؤلاء لم يسجلوا أسماءهم بقوائم مسبقة، إنما تم الأمر بسرعة وبشكل عفوي".
وتابع الأمين "بالرغم من عدم اضطرارهم إلى ترك منازلهم، إلا أن عائلات كثيرة فتك بها الفقر واليأس، بسبب الحصار والقصف الذي تتعرض له الغوطة".
وقال الناشط الإعلامي الذي عمل في غوطة دمشق، يوسف حمص، والذي خرج بدوره مع مهجري حيّ تشرين قبل يومين: "ما دفعني للخروج هو الوضع الذي آلت إليه الغوطة الشرقية بعد الاقتتال بين فصائل المعارضة الذي عقّد الوضع. الأهالي في الغوطة هم الخاسر الوحيد في كل قتال يحدث، سواء بين فصائل المعارضة أو مع النظام".
وأضاف أن "ثلث الخارجين في القافلة من القابون أمس، المكونة من 75 باصاً، هم من أهالي الغوطة، بعض العائلات فرت من الحصار والجحيم، وآخرون من أهالي المقاتلين الغوطانيين الذين كانوا يقاتلون في القابون، والذين تعرضوا للتهديد من قبل فصيل آخر موجود داخل الغوطة، فقرروا الخروج مع عائلاتهم إلى إدلب".
أما صبحي الفقير، والذي يعيش في الغوطة، فقال: "خرج أخواي مع زوجاتهما وأطفالهما يوم أمس مع مهجري القابون، كنا نعيش في بيت واحد منذ سنة بعد أن دمر القصف البناء الذي كنا نعيش فيه سابقا، لم يعد الوضع يُحتمل، بعد حصار القابون اشتد حصار الغوطة وتضاعفت الأسعار بشكل جنوني، ويبدو أن الأمور تسير نحو الأسوأ، كان لدينا أمل صغير لكنه انتهى مع الاقتتال الذي شهدناه بين فصائل المعارضة، وهو ما جعلنا نشعر باليأس، لهذا قرر أخواي الخروج وبقيت أنا وعائلتي مع أبي الذي رفض الخروج".
وفي الاتجاه المعاكس، وقبيل سيطرة النظام على حيّ القابون ونشر قواته فيه، دخل عدد من أهالي القابون من المعارضين والمطلوبين للنظام، ممن رفضوا الخروج في حافلات التهجير، إلى الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، ومنهم عائلة أبو أحمد، والذي دخل مع زوجته وأطفاله إلى الغوطة هرباً من قوات النظام.
وقال: "أنا مطلوب من النظام منذ أربع سنوات بسبب مشاركتي في المظاهرات، رغم أني لم أحمل السلاح يوماً، قررت المجيء إلى الغوطة للسكن في بيت أخي. بالرغم من الحصار هنا إلا أنه يمكننا المبيت تحت سقف، لا أريد لأطفالي أن يعيشوا في خيمة، ولا أملك الدولارات لاستئجار بيت".