لم تمنع التغيرات السياسية والأحداث المتلاحقة في البلاد احتفاء اليمنيين بهذه المناسبة، التي تمثل نقطة تحول منذ أن رفعت شعار إسقاط نظام صالح، وبناء يمن جديد.
ونشر مدوّنون وناشطون وشبان شاركوا في الثورة تدوينات وصوراً ومقاطع مرئية تخلّد أحداثاً مفصلية بالنسبة لهم، وفضّل آخرون نشر صور تؤكد مشاركتهم في التظاهرات والاعتصام في الساحات.
كذلك نشر آخرون صوراً للمتظاهرين الذين قتلتهم قوات صالح حينها، فيما استذكر بعض الناشطين قصصاً عاشوها خلال مشاركتهم في التظاهرات، وتصديهم للهجمات التي كانت تتعرض لها ساحات الاعتصام.
لكن تلك التدوينات لم تخلُ من انتقادات حول المسار الذي دفعته الأحزاب السياسية وبعض الشخصيات التي برزت خلال الثورة، فضلاً عن إثارة جدل بين من شاركوا في الثورة وبين أنصار صالح.
وكتب علي الجرادي "ثمانية أعوام مضت، وحتى اليوم لم تتحقق رغبات التغيير والحرية كما يجب، لكنها مليئة بتناقضات وانحسارات الواقع المر، بعد أن تمكن خصوم الثورات في المنطقة من إجهاض الربيع السلمي وإشعال فتيل الحرب في عموم البلاد، وبأدوات الثورة المضادة نفسها كان الانقلاب على الدولة ومحاولة تغييب فعل التغيير وآمال الشعب في الخلاص".
وكتب همدان الحقب "ستبقى ثورة الـ 11 من فبراير أصدق وأعظم وأنبل لحظة عبّر فيها اليمنيون عن ذاتهم الوطنية الجامعة وسعوا من خلالها للخروج من كهف القهر والجوع والمرض".
وتابع "11 فبراير انتفاضة الروح المثقلة بألم الكرامة الجريحة، نعم.. كانت ثورة كرامة بدرجة أساسية وحلماً ببناء دولة كل اليمنيين القائمة على المواطنة والعدل وسيادة القانون. فبراير كثورة شعبية وسلمية شيء وما تلاها من أحداث بعثرتها بين مساعٍ وأطماع دون أهدافها شيء آخر، ستبقى فبراير خزينة الأحلام والأهداف الوطنية وملهمة اليمنيين طريق الخلاص".
وشهدت المدن الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دولياً فعاليات احتفالية بالذكرى، ورفعاً لشعلة الثورة وأمسيات فنية وخطابية، فيما خلت المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من أي فعالية بهذه المناسبة.
وكتب أيمن نبيل في تغريدة على تويتر "في اليمن الحديث لكل جيلٍ حدثٌ تأسيسي واعد، بخلاف غالبية الدول العربيّة. لهذا الأمر جانب مظلم: لكل جيل كارثته الخاصة بعد معايشته إخفاق حلمه. نستذكر حلم جيلنا الأكبر، ثورة 11 فبراير، ونحن تحت الركام.. وقد خسرنا كثيراً من أغلى غوالينا، ولكن الحلم الكبير لم يُهزَم بعد".
وثار جدل طويل بين أنصار الثورة وأتباع صالح على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادل الطرفان اتهامات بمن أوصل البلاد إلى هذا الحال.
ويرى أنصار الثورة أن صالح هو المتسبب باندلاع الحرب وتفكيك البلد بعد أن سلمها لقمة سائغة للحوثيين وساعدهم في الانقلاب على السلطة المنتخبة، فيما يعتقد أنصار صالح أن الثورة دفعت البلد إلى مزيد من الاضطراب والاحتراب.
لكن آخرين ذهبوا في تدويناتهم إلى نقد ما أعقب الثورة، وكتب رشاد الشرعبي "القيادات السياسية والحزبية في السلطة الشرعية إذا كانوا صادقين مع ثورة فبراير يعلنوا اليوم سحب أبنائهم من المناصب والوظائف والقرارات التي لطشوها لنؤمن بإخلاصهم لمبادئ هذه الثورة العظيمة".
وأضاف "أما أننا ثرنا ضد التوريث ليورثوا أولادهم مناصب ووظائف الدولة عسكرية ومدنية أو دبلوماسية فهم لا يختلفون عن النظام الأسري الذي ثرنا عليه".
وكتب عبد الرقيب الأبارة على فيسبوك "كانت البلاد تتجه لأن تصبح إمامية بلباس جمهوري.. جاءت فبراير نسفت كل شيء وكشفت الإماميين القدامى والجدد وباتت معركة اليمنيين واضحة". وزاد "من يقف مع فبراير فهو ينتمي للجمهورية ومن يقف ضدها ستجده حارساً لتحالف الانقلاب المخلوع والحوثي.. ولا يمكن أن نعطي صالح صفة كونه جمهورياً وهو من سلمها على طبق من ذهب لمليشيا الحوثي. كان إمامياً خالصاً يسعى لتوريث ابنه".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|