فازت الممثلة السورية عبير حريري، قبل بضعة أيام، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل "بدون قيد" في مهرجانات Marseille Webfest بفرنسا، منافسةً بذلك ممثلات من مختلف أنحاء العالم. ويأتي فوز عبير بعد شهر واحد فقط من فوز المسلسل، الذي عرض على الإنترنت في رمضان عام 2017، بجائزة "لجنة التحكيم الكبرى" في مهرجان "Webfest Berlin" الألماني للمسلسلات الرقمية القصيرة لعام 2018، متفوقًا على العديد من الأعمال التي شاركت من مختلف أنحاء العالم. وعن تجربتها في مسلسل "بدون قيد"، قالت الممثلة عبير حريري، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2012، وقسم الأدب الإنكليزي في كلية الآداب بجامعة دمشق، في لقاء خاص مع "العربي الجديد": "قدم العمل ما يحدث اليوم في سورية بطريقة مختلفة، من وجهة نظر اجتماعية، وهو أمر نحن بأمس الحاجة إليه اليوم، باعتقادي"، وأضافت: "يمكن للمشاهد من خلال الموقع الإلكتروني المخصص للمسلسل، أن يتفاعل مع القصص والأبطال، بالترتيب الذي يحبه، وهذا يعتبر تجربة جديدة على مستوى العرض في الشرق الأوسط". وتناول المسلسل الذي أنتجته شركة Clandestino Films ببيروت، قصة 3 شخصيات مختلفة، تصارع مخاوفها الداخلية خلال الحرب الدائرة في سورية، في سيناريو من كتابة باسم بريش، قصة رافي وهبي وباسم بريش، وهو من فكرة ربيع سويدان ومروان حرب، إخراج أمين دره، وشارك فيه العديد من الممثلين السوريين واللبنانيين، أبرزهم نادين تحسين بيك، رافي وهبي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الممثلين الصاعدين، من بينهم ينال منصور وعلاء الزعبي. ولاقى مسلسل "بدون قيد"، الذي حطم العديد من التابوهات الاجتماعية ليليق اسمه به، ترحيبًا واسعًا بين الجمهور العربي، باعتباره تجربة جديدة مختلفة عن المسلسلات الرمضانية، على الرغم من أن عدد حلقاته لم يتجاوز 29 حلقة، مدة كل منها أقل من 3:50 دقائق، وأوضحت حريري في ما يتعلق بهذا الأمر: "يصنف العمل كمسلسل رقمي قصير، ويعتبر هذا النوع من المسلسلات غير متداول في البلدان العربية، إلا أنه مرغوب بشدة في الخارج".
كما فاز المسلسل الذي يعتبر أول عمل سوري درامي تفاعلي، بجائزتي "لجنة التحكيم" و"أفضل عمل" في مهرجان Raindance Webfest بلندن، والذي يعتبر من أهم المهرجانات السينمائية الرقمية، ورشح لنيل أكثر من 14 جائزة عالمية في مهرجانات مختلفة، من بينها مهرجان كوبنهاغن في الدنمارك، مهرجان نيوزيلندا، مهرجان ميامي، مهرجان مرسيليا، مهرجان تورنتو ومهرجان سيسيلي. وأشارت حريري، التي أدت شخصية "ريم"، المهندسة الزراعية التي تنقلب حياتها خلال الحرب، إلى أن جميع أفراد طاقم العمل تعاملوا مع المسلسل وكأنه فيلم سينمائي، سواء من ناحية الأداء، الإخراج، السرد، العرض البصري وتقنية التصوير، وقالت: "يعود الفضل في ذلك للمخرج أمين دره، الذي يمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، ساعدته على تقديم العمل بطريقة جديدة".
وذكرت حريري، التي تتابع دراسة الغناء حاليًا في "معهد الموسيقى العربية" في القاهرة، أن الجائزة التي حصلت عليها عن دورها في مسلسل "بدون قيد"، كانت أول تكريم تتلقاه خلال مسيرتها في عالم التمثيل، وقالت: "أنا سعيدة للغاية بهذه الجائزة، بصفتي ممثلة وسورية على حد سواء، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقدمه لبلدي في هذا الوقت الذي يذكر فيه اسم سورية في العالم غالبًا ضمن إطار سياسي، ومنذ سنوات"، وأضافت: "من المهم أن نعمل على نشر اسم بلدنا على المستوى الثقافي، بعيدًا عن أخبار الموت والحرب، ليقدرنا العالم ويحترمنا مثلما ينبغي". وعن أعمالها القادمة، أكدت حريري أنها في خضم تصوير عمل لا تستطيع الإفصاح عن تفاصيله، إلا أنه سيعرض قريبًا، وذكرت أنها أمضت 3 أشهر في إيطاليا في الفترة السابقة، والتقت مع العديد من صناع السينما من جميع أنحاء العالم، لإنتاج عدد من الأفلام القصيرة التي ستعرض قريبًا في مهرجانات متنوعة.
يذكر أن عبير حريري مثلت في العديد من المسلسلات السورية، مثل "صرخة روح" و"ياسمين عتيق"، وشاركت في دبلجة مسلسلات تركية، مثل "وادي الذئاب"، وأخرجت فيلمها القصير الأول "كوني بخير"، وحاز على الجائزة الثانية في مسابقة مهرجان "حقوق المرأة" برعاية الاتحاد الأوروبي في بيروت عام 2013، كما مثلت مع العديد من الممثلين المصريين في فيلم "كدبة كل يوم"، والذي يعتبر تجربتها السينمائية الأولى في مصر.