ثلاثة أعوام مضت على انقطاع سمر(23عاماً) عن الالتحاق بكلية الصيدلة في جامعة حلب نظراً للأوضاع الأمنية السيئة التي تشهدها المدينة، تصف سمر عودتها إلى مقاعد كلية الصيدلة في جامعة إدلب بالحلم، حيث تقول: "بعد انقطاعي عن الجامعة عملت كمساعدة في صيدلية وكنت قد فقدت الأمل بأن أصبح صيدلانية يوماً ما، ولكن افتتاح الجامعة في مدينة إدلب أعاد لي ولآلاف الطلاب المنقطعين عن الدوام في جامعات النظام الأمل بتحقيق الحلم الأكاديمي".
جامعة إدلب الحرة التي افتتحت وسط مدينة إدلب مطلع عام 2015 والتابعة لإدارة التعليم العالي في المدينة، تعد المؤسسة الأكاديمية الأولى في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سورية، وهي تعمل مع جامعة حلب الحرة التي تم افتتاحها لاحقاً في ريف حلب الشمالي والتابعة للحكومة السورية المؤقتة على تأمين التعليم الأكاديمي لآلاف الطلاب من مختلف المناطق السورية.
اقــرأ أيضاً
بداية من الصفر
افتتحت جامعة إدلب التدريس العام الماضي في 11 كلية مختلفة، سبع منها كانت كليات قديمة تم إعادة ترميمها والتدريس فيها مثل كلية الصيدلة والهندسة الزراعية والميكانيكية والشريعة وغيرها، بالإضافة لأربع معاهد متوسطة هي المعهد التقاني للحاسوب، والمعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية، والمعهد الصحي، والمعهد الطبي بقسميه الطوارئ والتخدير. ومع نجاح العملية التعليمية في الجامعة العام الماضي، قامت إدارة الجامعة بافتتاح عدد من الكليات
والفروع الجديدة لهذا العام مثل كلية الطب البشري، وكلية الهندسة الكهربائية والهندسة المعلوماتية وغيرها.
رئيس جامعة إدلب الدكتور مصطفى طالب يوضح أن افتتاح الجامعة في ظل قصف النظام ونقص الدعم والإمكانات المادية تطلب جهوداً جبارة، ويقول لـِ "العربي الجديد": "الصعوبات التي واجهتنا جمة وكبيرة، فقد أقلعنا بالجامعة من الصفر وقمنا بأعمال صيانة وإعادة تأهيل للقاعات الدراسية والمخابر وبدون وجود أي جهة داعمة لنا"، ويضيف: "بذلنا جهودا كبيرة لتطوير الجامعة خلال العام الماضي، وافتتحنا هذا العام كليات ومعاهد جديدة لم تكن موجودة من قبل، كما بلغ عدد الطلاب لدينا حتى الآن 7000 آلاف طالب بين قديم ومستجد، وهو ما نعتبره رقماً قياسياً في ظل الأوضاع الراهنة، أما الطاقم التعليمي في الجامعة فيشتمل على 54 أستاذا جامعيا من حملة شهادة الدكتوراه و100 طالب ماجستير".
بدوره، يؤكد عميد كلية الطب البيطري في إدارة التعليم العالي بإدلب، الدكتور جمعة العمر، أن نجاح العمل الأكاديمي في أي مؤسسة يحتاج لمقومين أساسيين هما العنصر البشري والتجهيزات الضرورية، حيث يقول لـ "العربي الجديد": "التدريس في جامعة إدلب اليوم لا يقل عن التدريس في جامعات النظام بل يتفوق عليه، العملية التعليمية تسير بشكل جيد، وذلك لتوافر الأكاديميين ذوي الخبرة والذين فضلوا البقاء والعمل في الجامعة بعد إعادة افتتاحها، إضافةً لتوفر البنية التحتية من أبنية ومؤسسات تم ترميمها وضمها للجامعة بعد تحرير المدينة".
اقــرأ أيضاً
رسوم لتغطية النفقات
تفتـــــح الجامعــــة أبوابها للطلاب المنقطعين عن الدراسة في جامعات النظام حيث يتمكن الطالب من الالتحاق بالفرع ذاته الذي كان يدرس فيه سابقاً، وذلك بعد دراسة وضعه وعرضه على لجنة مختصة، أما الطلاب المستجدون الحاصلون على الشهادة الثانوية العامة والأدبية، سواء أكانت الجهة المانحة لها النظام أم الائتلاف، فيتوجب عليهم التقدم لمفاضلة الجامعة التييتم التسجيل بها في مراكز تغطي كافة مدينة إدلب، وبعد صدور النتائج يتمكن الطلاب من الالتحاق بكلياتهم بعد دفع الرسوم واستكمال الأوراق المطلوبة.
في حين تتراوح رسوم التسجيل السنوية في الجامعة ما بين 250 دولارا أميركيا للتعليم العادي و350 دولارا أميركيا للتعليم الموازي، تختلف وفقاً للكلية والفرع. وعن سبب فرض رسوم التسجيل على الطلاب، يقول صهيب الجاسم عضو إدارة التعليم العالي في مدينة إدلب لـ "العربي الجديد": "جامعة إدلب تتبع بشكل إداري لإدارة مدينة إدلب، إلا أنها مستقلة مادياً، ولا يوجد أي جهة داعمة للجامعة تؤمن نفقاتها ومستلزماتها من تجهيزات وأجور موظفين ومواد تدريسية وغيرها. فرضت الرسوم لتسد نفقات العملية التعليمية وتساهم في تطويرها واستمرارها".
إعفاء وتخفيض للرسوم
ويلفت المصدر السابق إلى أن هناك حالات إعفاء وتخفيض للرسوم الجامعية، حيث يتم إعفاء المعاقين من دفع كامل الرسوم الجامعية، في حين تخفض قيمة الرسوم للإخوة والمتزوجين
وأبناء وزوجات الشهداء والمعتقلين، وعلى الرغم من كون الرسوم مخفضة إلا أنها تعتبر مرتفعة نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها معظم الأسر السورية.
علي العبد الله (19عاماً) حاصل على الشهادة العامة الثانوية، يعزو عدم التحاقه بالجامعةلغلاء الرسوم، حيث يقول: "رسوم الجامعة مرتفعة جداً مقارنةً مع رسوم التعليم العادي في جامعات النظام. ولا يستطيع والدي أن يدفع لي هذا المبلغ فبالكاد نستطيع أن نؤمن طعامنا".
ومن التسهيلات التي تقدمها الجامعة للطلاب الذين فقدوا وثائقهم الرسمية إثر القصف أو النزوح هي قبول التحاقهم في الجامعة تحت مسمى الطالب الشرطي، حيث يقدم الطالب صورا عن أوراقه الثبوتية الأصلية إلى أن يتمكن من استخراج الأوراق الأصلية فيما بعد.
قبول واعتراف محلي
نظراً لتوافر العدد الكافي من الأبنية والأساتذة الأكاديميين، تؤمن الجامعة للفتيات تعليماً أكاديمياً منفصلاً عن الذكور حيث يتم تخصيص ثلاثة أيام في الأسبوع للذكور وثلاثة أيام للإناث ويتم التبادل بينهما في الأبنية والمخابر، ما أتاح الفرصة للكثير من الفتيات لدخول الجامعة والتعلم فيها.
ريم حاج علي، طالبة في كلية الأدب العربي، تقول لـ "العربي الجديد": "في السابق رفض أبي السماح لي بالدراسة في الجامعة لما فيها من اختلاط مع الرجال، ولكن مع وجود دوام للفتيات منفصل عن الذكور في جامعة إدلب لم يعد هناك سبب لرفضه، ومع إلحاحي عليه سمح لي بالالتحاق بالجامعة".
عقبات كثيرة تمكنت جامعة إدلب من اجتيازها في سبيل استمرار التعليم الأكاديمي في المدينة وتطويره، وعقبات أخرى مازالت تسعى لحلها، ومنها الحصول على اعتراف دولي، حيث ينوه رئيس جامعة إدلب الدكتور مصطفى طالب إلى أن الاعتراف بالجامعة مازال حتى الآن محلياً، إلا أنهم يسعون جاهدين للحصول على الاعتراف الخارجي، وذلك من خلال الاتصال مع جهات أوروبية عدة، ومع وجود نتائج أولية مبشرة، فالحصول على الاعتراف الدولي للجامعة سيكون قريباً على حد تعبيره.
اقــرأ أيضاً
جامعة إدلب الحرة التي افتتحت وسط مدينة إدلب مطلع عام 2015 والتابعة لإدارة التعليم العالي في المدينة، تعد المؤسسة الأكاديمية الأولى في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سورية، وهي تعمل مع جامعة حلب الحرة التي تم افتتاحها لاحقاً في ريف حلب الشمالي والتابعة للحكومة السورية المؤقتة على تأمين التعليم الأكاديمي لآلاف الطلاب من مختلف المناطق السورية.
بداية من الصفر
افتتحت جامعة إدلب التدريس العام الماضي في 11 كلية مختلفة، سبع منها كانت كليات قديمة تم إعادة ترميمها والتدريس فيها مثل كلية الصيدلة والهندسة الزراعية والميكانيكية والشريعة وغيرها، بالإضافة لأربع معاهد متوسطة هي المعهد التقاني للحاسوب، والمعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية، والمعهد الصحي، والمعهد الطبي بقسميه الطوارئ والتخدير. ومع نجاح العملية التعليمية في الجامعة العام الماضي، قامت إدارة الجامعة بافتتاح عدد من الكليات
رئيس جامعة إدلب الدكتور مصطفى طالب يوضح أن افتتاح الجامعة في ظل قصف النظام ونقص الدعم والإمكانات المادية تطلب جهوداً جبارة، ويقول لـِ "العربي الجديد": "الصعوبات التي واجهتنا جمة وكبيرة، فقد أقلعنا بالجامعة من الصفر وقمنا بأعمال صيانة وإعادة تأهيل للقاعات الدراسية والمخابر وبدون وجود أي جهة داعمة لنا"، ويضيف: "بذلنا جهودا كبيرة لتطوير الجامعة خلال العام الماضي، وافتتحنا هذا العام كليات ومعاهد جديدة لم تكن موجودة من قبل، كما بلغ عدد الطلاب لدينا حتى الآن 7000 آلاف طالب بين قديم ومستجد، وهو ما نعتبره رقماً قياسياً في ظل الأوضاع الراهنة، أما الطاقم التعليمي في الجامعة فيشتمل على 54 أستاذا جامعيا من حملة شهادة الدكتوراه و100 طالب ماجستير".
بدوره، يؤكد عميد كلية الطب البيطري في إدارة التعليم العالي بإدلب، الدكتور جمعة العمر، أن نجاح العمل الأكاديمي في أي مؤسسة يحتاج لمقومين أساسيين هما العنصر البشري والتجهيزات الضرورية، حيث يقول لـ "العربي الجديد": "التدريس في جامعة إدلب اليوم لا يقل عن التدريس في جامعات النظام بل يتفوق عليه، العملية التعليمية تسير بشكل جيد، وذلك لتوافر الأكاديميين ذوي الخبرة والذين فضلوا البقاء والعمل في الجامعة بعد إعادة افتتاحها، إضافةً لتوفر البنية التحتية من أبنية ومؤسسات تم ترميمها وضمها للجامعة بعد تحرير المدينة".
رسوم لتغطية النفقات
تفتـــــح الجامعــــة أبوابها للطلاب المنقطعين عن الدراسة في جامعات النظام حيث يتمكن الطالب من الالتحاق بالفرع ذاته الذي كان يدرس فيه سابقاً، وذلك بعد دراسة وضعه وعرضه على لجنة مختصة، أما الطلاب المستجدون الحاصلون على الشهادة الثانوية العامة والأدبية، سواء أكانت الجهة المانحة لها النظام أم الائتلاف، فيتوجب عليهم التقدم لمفاضلة الجامعة التييتم التسجيل بها في مراكز تغطي كافة مدينة إدلب، وبعد صدور النتائج يتمكن الطلاب من الالتحاق بكلياتهم بعد دفع الرسوم واستكمال الأوراق المطلوبة.
في حين تتراوح رسوم التسجيل السنوية في الجامعة ما بين 250 دولارا أميركيا للتعليم العادي و350 دولارا أميركيا للتعليم الموازي، تختلف وفقاً للكلية والفرع. وعن سبب فرض رسوم التسجيل على الطلاب، يقول صهيب الجاسم عضو إدارة التعليم العالي في مدينة إدلب لـ "العربي الجديد": "جامعة إدلب تتبع بشكل إداري لإدارة مدينة إدلب، إلا أنها مستقلة مادياً، ولا يوجد أي جهة داعمة للجامعة تؤمن نفقاتها ومستلزماتها من تجهيزات وأجور موظفين ومواد تدريسية وغيرها. فرضت الرسوم لتسد نفقات العملية التعليمية وتساهم في تطويرها واستمرارها".
إعفاء وتخفيض للرسوم
ويلفت المصدر السابق إلى أن هناك حالات إعفاء وتخفيض للرسوم الجامعية، حيث يتم إعفاء المعاقين من دفع كامل الرسوم الجامعية، في حين تخفض قيمة الرسوم للإخوة والمتزوجين
علي العبد الله (19عاماً) حاصل على الشهادة العامة الثانوية، يعزو عدم التحاقه بالجامعةلغلاء الرسوم، حيث يقول: "رسوم الجامعة مرتفعة جداً مقارنةً مع رسوم التعليم العادي في جامعات النظام. ولا يستطيع والدي أن يدفع لي هذا المبلغ فبالكاد نستطيع أن نؤمن طعامنا".
ومن التسهيلات التي تقدمها الجامعة للطلاب الذين فقدوا وثائقهم الرسمية إثر القصف أو النزوح هي قبول التحاقهم في الجامعة تحت مسمى الطالب الشرطي، حيث يقدم الطالب صورا عن أوراقه الثبوتية الأصلية إلى أن يتمكن من استخراج الأوراق الأصلية فيما بعد.
قبول واعتراف محلي
نظراً لتوافر العدد الكافي من الأبنية والأساتذة الأكاديميين، تؤمن الجامعة للفتيات تعليماً أكاديمياً منفصلاً عن الذكور حيث يتم تخصيص ثلاثة أيام في الأسبوع للذكور وثلاثة أيام للإناث ويتم التبادل بينهما في الأبنية والمخابر، ما أتاح الفرصة للكثير من الفتيات لدخول الجامعة والتعلم فيها.
ريم حاج علي، طالبة في كلية الأدب العربي، تقول لـ "العربي الجديد": "في السابق رفض أبي السماح لي بالدراسة في الجامعة لما فيها من اختلاط مع الرجال، ولكن مع وجود دوام للفتيات منفصل عن الذكور في جامعة إدلب لم يعد هناك سبب لرفضه، ومع إلحاحي عليه سمح لي بالالتحاق بالجامعة".
عقبات كثيرة تمكنت جامعة إدلب من اجتيازها في سبيل استمرار التعليم الأكاديمي في المدينة وتطويره، وعقبات أخرى مازالت تسعى لحلها، ومنها الحصول على اعتراف دولي، حيث ينوه رئيس جامعة إدلب الدكتور مصطفى طالب إلى أن الاعتراف بالجامعة مازال حتى الآن محلياً، إلا أنهم يسعون جاهدين للحصول على الاعتراف الخارجي، وذلك من خلال الاتصال مع جهات أوروبية عدة، ومع وجود نتائج أولية مبشرة، فالحصول على الاعتراف الدولي للجامعة سيكون قريباً على حد تعبيره.