تمكن باحثون في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة، من تطوير تقنية الترشيح التي يمكنها إزالة قطرات الزيت الصغيرة من مياه البحر، باستخدام نوع جديد من الأغشية له خصائص كيميائية وفيزيائية معينة، وهو ما يجعله أكثر كفاءة ومقاومة للتلوث أثناء عملية فصل الزيت عن الماء.
وقالت المديرة في مركز أبحاث المياه بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة جيني لولر، في بيان صحافي، اليوم الثلاثاء، إن تهديدات الانسكاب النفطي تشكل مصدر قلق في جميع أنحاء منطقة الخليج العربي، إذ يمكن أن تتسبب في إغلاق كامل لبعض مرافق تحلية المياه، وهو ما قد يؤثر بدوره على توافر مياه الشرب النظيفة لسكان قطر. مشيرة إلى أن تطوير ونشر استراتيجيات التخفيف لمنع حدوث مثل هذا الانقطاع لتحلية مياه البحر بفعل التلوث النفطي يعد أمرا حيويا لدولة قطر.
وتُعدُ تحلية مياه البحر المصدر الرئيسي للمياه في قطر، إذ توفر ما يصل إلى 99 بالمائة من احتياجات مياه الشرب وتدعم مجموعة واسعة من الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية. وعلى الرغم من استخدام التحلية الحرارية للمياه على نطاق واسع، إلا أن قطر تتجه ببطء نحو بناء محطات تحلية غشائية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة. ومع ذلك، فإن مرافق التحلية، وخاصة تلك التي تستخدم تقنية أغشية التناضح العكسي، معرضة للتلوث النفطي في مياه البحر.
وتشتمل الاستراتيجيات الشائعة للاستجابة للانسكاب النفطي على رش المواد الكيميائية على سطح مياه البحر لتشتيت بقع الزيت، ونشر أذرع التطويق العائمة لاحتواء النفط وجمعه. ومع ذلك، فإن هذه الممارسات تعجز عن منع قطرات الزيت الصغيرة من التسرب إلى موانئ سحب مياه البحر لمحطات التحلية وتتسبب في تلفها أو إغلاقها.
ويجري مركز أبحاث المياه التابع لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة أبحاثاً حول الموارد المائية وتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وبحسب المدير التنفيذي للمعهد مارك فيرميرش، فإن الهدف الأساسي للمعهد يتمثل في مساعدة دولة قطر على مواجهة تحدياتها الكبرى في مجالات الطاقة والمياه والبيئة، ويتولى ذلك من خلال برامج متعددة في مجالات الأبحاث والتطوير والابتكار.
وينصب تركيز أعضاء فريق المعهد على تطوير مواد ومكونات وعمليات مبتكرة للتخفيف من التلوث النفطي في مختلف الصناعات، بما في ذلك إنتاج مياه الشرب وقطاعي النفط والغاز.