جاووش أوغلو: تركيا مستعدة لإعادة تطبيع العلاقات مع ألمانيا

07 أكتوبر 2017
يؤمن جاووش أوغلو بأن العلاقات ستعود لطبيعتها(تيزيانا فابي/فرانس برس)
+ الخط -

تستمر الحكومة التركية بإرسال الرسائل الإيجابية لاستعدادها لإعادة تطبيع العلاقات مع ألمانيا، بعد التوتر الذي شهدته الفترة الأخيرة، حيث أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أنه "لا سبب لحدوث مشكلات بين تركيا وألمانيا رغم جميع التحديات"، مشدداً على ضرورة بناء علاقات ندية قائمة على الاحترام المتبادل.

وخلال حوار مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، نشر اليوم، أكد جاووش أوغلو أنه ما زال يؤمن بأن العلاقات بين البلدين ستعود إلى طبيعتها بعد الانتخابات التي شهدتها ألمانيا قبل نحو أسبوعين، معربا عن استعداده لبذل الجهود من أجل تطبيع العلاقات بين تركيا وألمانيا، مشددا على أنه ليس هناك سبب لحدوث المشكلات.

كما أشار جاووش أوغلو إلى أنه أبلغ نظيره الألماني، سيغمار غابرييل، قبل الانتخابات، بضرورة التعاون المشترك بين البلدين، وباستعداد تركيا لذلك.

في المقابل، دعا الوزير التركي الحكومة الاتحادية الألمانية إلى "تعلم كيفية احترام تركيا وعدم التعامل معها بعدائية". وقال "إن الرئيس أردوغان منذ وصوله إلى الحكم في عام 2002 لم يتدخل قط في الانتخابات الألمانية، ولكن ألمانيا دعمت طرفا خلال عملية الاستفتاء (الاستفتاء على التعديلات الدستورية)، وتدخلت في شؤوننا الداخلية، بل قامت بحملة ضد النظام الرئاسي التركي، وهذا أمر لا يمكن أن يبقى دون رد".

وفي رد على التصريحات الألمانية، بأن العلاقات التركية الألمانية لا يمكن أن يتم تطبيعها دون الإفراج عن الصحافيين الألمان المتواجدين في السجون التركية، قال جاووش أوغلو "في السجون الألمانية يتواجد أكثر من ألفي سجين تركي، وإن قمنا بوضع شرط على ألمانيا أن تقوم بالإفراج عنهم، كيف سترد الحكومة الفيدرالية الألمانية حينها. إن القضاء التركي مستقل، إن إدانة المتهمين أو تبرئتهم أمر لا يعود لي، بل هو عمل القضاة، كل ما أستطيع أن أفعله أن أطلب من وزارتي العدل والداخلية، أن يتم تسريع المحاكمات في حال كان ذلك ممكنا".

وكانت السلطات التركية قد ألقت القبض على عدد من الصحافيين الألمان الأتراك، مثل دينيز يوجل بتهم التعاون مع حزب العمال الكردستاني، وكذلك على عدد من العاملين في إطار منظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان بتهم تتعلق بتعاونهم مع حركة الخدمة المتهم الأول بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز 2016، حيث قدمت ألمانيا حق اللجوء السياسي لكثير من أعضاء الحركة على أراضيها.

إلى ذلك، أكد جاووش أوغلو أن الاتحاد الأوروبي هو من سيقرر مستقبل مباحثات عضوية تركيا، التي ستواصل مسيرتها في جميع الأحوال.

وعلّق على تصريحات المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قبل الانتخابات، بخصوص معارضتها لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، بالقول "لم يكن أمام ميركل خيار آخر، لأنها واجهت موقفا حرجا أمام مارتن شولتز، زعيم حزب الاشتراكيين الديمقراطيين خلال مناظرة تلفزيونية".

وفيما يخص اتفاق إعادة اللاجئين والمهاجرين الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، أكد جاووش أوغلو أن بلاده تسامحت بشكل كبير مع الأوروبيين في ملف الهجرة الذي يتطلب التعاون المشترك، مضيفاً "يجب عدم اختبار صبر تركيا... صدقوني إن لصبرنا حدودا".

أما فيما يخص صفقة الصواريخ الدفاعية بين تركيا وروسيا، فأكد الوزير التركي أن بلاده كانت تفضل شراء منظومة من حلفائها في الناتو، ولكن هذا لم ينجح، وكان عليها إيجاد بديل عن ذلك.

يذكر أن العلاقات بين أنقرة وبرلين شهدت توتراً، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي في تركيا، كما انتقد القادة الأتراك الدولة الأوروبية لعدم إظهارها تضامنا قويا مع حكومة أنقرة ضد محاولة الانقلاب العسكري منتصف يوليو / تموز 2016. ​

دلالات
المساهمون