أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس السبت، في خطابه الأول منذ نجاحه في الخروج من صنعاء إلى عدن قبل شهر، على تمسكه بمواجهة انقلاب الحوثيين واستعادة المسار السياسي في البلاد. وحرص هادي على إيصال رسائل محددة في خطابه الذي نقلته قناة "عدن" الفضائية الرسمية، والذي أتى بعد يوم من المذبحة التي ارتكبت بحق المصلين في صنعاء، وفي ظل التعزيزات التي يرسلها الحوثيون إلى تعز، ومخاوف من أن تكون مقدمة لاجتياح عدن التي يوجد فيها هادي.
وأوضح الرئيس اليمني أنه غادر صنعاء مكرهاً بعد أن سيطرت المليشيات عليها، والتي قال إنها نفّذت انقلاباً عسكرياً وتنصّلت من كافة الاتفاقات. ونفى أن يكون يسعى لـ"الانفصال"، كما روج من سمّاهم "الانقلابيون"، معلناً أنه يتطلع للعودة إلى صنعاء لممارسة مهامه بعد أن تذهب الأسباب التي أدت لتركه العاصمة.
ودعا الرئيس اليمني جميع الأطراف السياسية، بما فيها من نفذوا الانقلاب، أي الحوثيين، إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وتطرق هادي إلى حوار الرياض بدعوته "المكونات السياسية إلى استشعار خطورة المرحلة والابتعاد عن الحسابات والنظرات الحزبية القاصرة، والمشاركة بفعالية في الحوار الذي دعينا له في مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي بالرياض، للخروج بحلول تجنّب اليمن الانزلاق، لا سمح الله، إلى التشظي والانقسام والعنف، والعمل على تصحيح مسار العملية السياسية وعودتها إلى الطريق الصحيح".
وفي السياق، طالب هادي بتنفيذ خمس نقاط لإعادة العملية السياسية إلى مسارها، وتتمثل أبرزها بسحب المليشيات من الوزارات وباقي مؤسسات الدولة، وإعادة الأسلحة الثقيلة المنهوبة من المعسكرات إلى القوات المسلحة، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وإلغاء الإجراءات التي اتُخذت بعد 21 سبتمبر/ أيلول، تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وتحدث هادي عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، متهماً قائد قوات الأمن الخاصة المقال، العميد عبد الحافظ السقاف، بتنفيذ انقلاب بالتنسيق مع الحوثيين، "الأمر الذي استدعى استخدام وحدات من القوات المسلحة واللجان الشعبية لإنهاء تمرد السقاف". ووصف هادي قصف المقر الرئاسي في عدن بالطائرات بأنه تصرف "أرعن".
ووعد الرئيس اليمني بأنه سيعمل على إصلاح كافة المؤسسات ورفع علم الجمهورية اليمنية في "مران"، معقل جماعة الحوثي، بدلاً من "العلم الإيراني"، كما اعتبر أن الاتفاقات بين الحوثيين وإيران لم يقرها الشعب اليمني، في إشارة إلى الاتفاقات الاقتصادية التي أُعلنت قبل نحو أسبوع.
ودعا هادي قوات الأمن والجيش في مختلف المحافظات إلى الحفاظ على مؤسساتها والقيام بواجباتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتلقي أوامرها من القيادة الشرعية التي يمثلها، بعيداً عن الولاءات الشخصية.
اقرأ أيضاً: الرئيس اليمني: باقٍ في منصبي حتى إقرار الدستور
تعز على خط الأزمة
وتأتي كلمة هادي بعد أن دخلت مدينة تعز، ثالث أهم المدن اليمنية، على خط الأزمة، على أثر وصول تعزيزات عسكرية موالية للجنة الأمنية العليا التي شكلها الحوثيون في صنعاء والرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتتمتع المحافظة بموقع استراتيجي فضلاً عن قربها من عدن.
واستقبلت تعز عشرات الآليات وناقلات الجند التابعة لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي)، التي خاضت مواجهات مع الموالين لهادي في عدن، وتحدثت أنباء عن تعزيزات عسكرية أخرى تم نقلها جواً من صنعاء إلى تعز. ووصلت التعزيزات من دون أي اعتراض من الأجهزة الأمنية والعسكرية في المدينة، على الرغم من بيان صادر عن اللجنة الأمنية في تعز أعلنت فيه رفضها استقبال أي تعزيزات، ووجّهت بمنعها من الدخول. وقد شهدت المدينة تظاهرات مناوئة للتعزيزات الموالية للحوثيين.
وتعد تعز ثالث أهم المدن اليمنية بعد صنعاء وعدن، وتأتي أهميتها الاستراتيجية من أكثر من جانب، فهي محافظة كانت ضمن محافظات الشطر الشمالي قبل الوحدة وهي الأقرب إلى الجنوب، ومن ناحية ثانية فإنها أعلى محافظة بالثقل السكاني المدني، حيث يزيد سكانها عن ثلاثة ملايين مواطن، وإليها ينتمي عدد كبير من الكوادر والشخصيات ورجال الأعمال، ويقع باب المندب إدارياً ضمن محافظة تعز. وعسكرياً، تقع المحافظة ضمن المنطقة العسكرية الرابعة، التي تضم إلى جانبها لحج، وعدن، وأبين. وأصدرت حكومة الوفاق الوطني قراراً باعتبار تعز العاصمة الثقافية لليمن، مثلما أن عدن العاصمة التجارية، وصنعاء العاصمة السياسية.
الطريق إلى عدن
تعد تعز محطة مهمة في الطريق إلى عدن. وكان سقوط معسكر الأمن الخاص، يوم الخميس الماضي، بيد الموالين لهادي، نقطة مفصلية استدعت التعزيزات التي يتخوف المعارضون لها من أنها متجهة نحو الجنوب. وتتردد أنباء عن وجود مسلحين حوثيين بزي قوات الأمن ضمن التعزيزات.
تحد تعز محافظة لحج، المحاذية لعدن، كما تحد محافظة الضالع، وكلاهما محافظتان كانتا ضمن الشطر الجنوبي قبل الوحدة، وتوجد في تعز، إلى جانب قوات الأمن الخاصة، قوات اللواء 22 مدرع وقوات اللواء 35 مدرع واللواء 117 مشاة (باب المندب)، بالإضافة إلى قاعدة جوية ولواء دفاع جوي.
تُوصف القوات التي وصلت إلى تعز بأنها موالية للحوثيين باعتبارهم واجهة السلطة الانقلابية في صنعاء في مقابل هادي، غير أن هذا التوصيف ليس دقيقاً، فالقوات الأمنية والعسكرية معظمها شاركت سابقاً بمواجهات مع الحوثيين. وكانت أول حرب انفجرت في صعدة عام 2004 بعد اعتراض مسلحي الحوثي لموكب من قوات الأمن المركزي التي أصبحت في الهيكل الجديد تحت مسمى "قوات الأمن الخاصة". وتؤكد مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن العديد من القيادات العسكرية التي أصبحت خارج سيطرة هادي، لا توالي في حقيقة الأمر الحوثي، بقدر ما تنسّق مع الرئيس السابق، بالإضافة إلى وجود قيادات أمنية وعسكرية موالية فعلاً للحوثيين.
ولم يكن وضع هادي في الجيش ضعيفاً طوال الفترة الانتقالية مثلما هو الحال اليوم، ففي يونيو/ حزيران 2014، اقتحمت قوات الحرس الرئاسي، التابعة لهادي، مقر قناة "اليمن اليوم" التابعة لصالح، كما قامت باقتحام جامع "الصالح"، أحد أبرز معالم صنعاء التي بناها الرئيس السابق، قرب القصر الرئاسي. وما كان لصالح أو الموالين له عند الاقتحام أن يواجهوا هادي، ما يعكس أن القرار في صنعاء أصبح لهادي وأنه مستعد لتحدي صالح من دون خوف.
ولم يستمر الأمر كثيراً على هذا النحو، إذ ما لبثت سياسات هادي أن أعادت نفوذ صالح، حيث عمل هادي ومعه وزير الدفاع السابق، المقرّب منه، محمد ناصر أحمد، بحسب اتهامات عديدين، على تفكيك القوات الموالية للواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن صالح ودعم هادي عند صعوده إلى السلطة. ويصف البعض موقف الرئيس هادي أثناء توسّع الحوثيين من صعدة إلى عمران وإسقاطهم اللواء 310 مدرع، بـ"المتواطئ"، أفقد هادي حليفه اللواء الأحمر من جهة، وأسقط ثقته أمام العديد من القيادات العسكرية الأخرى، من جهة ثانية، وهذا كله صب في مصلحة صالح. ويستفيد الأخير من وجود نزعات انفصالية لدى أنصار هادي، لم يستطيعوا إخفاءها عند اقتحام معسكر قوات الأمن الخاصة، حيث جرى إنزال علم اليمن الواحد ورفع علم دولة الشطر الجنوبي في اليمن سابقاً. ويتفق المحللون على أن قدوم تعزيزات إلى تعز يجعل الوضع مرشحاً للتصعيد نحو عدن، إن لم ينتهِ الأمر عند الضغوط والعودة إلى طاولة الحوارات السياسية.
اقرأ أيضاً: أجواء الحرب تخيّم على اليمن
وأوضح الرئيس اليمني أنه غادر صنعاء مكرهاً بعد أن سيطرت المليشيات عليها، والتي قال إنها نفّذت انقلاباً عسكرياً وتنصّلت من كافة الاتفاقات. ونفى أن يكون يسعى لـ"الانفصال"، كما روج من سمّاهم "الانقلابيون"، معلناً أنه يتطلع للعودة إلى صنعاء لممارسة مهامه بعد أن تذهب الأسباب التي أدت لتركه العاصمة.
ودعا الرئيس اليمني جميع الأطراف السياسية، بما فيها من نفذوا الانقلاب، أي الحوثيين، إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وتطرق هادي إلى حوار الرياض بدعوته "المكونات السياسية إلى استشعار خطورة المرحلة والابتعاد عن الحسابات والنظرات الحزبية القاصرة، والمشاركة بفعالية في الحوار الذي دعينا له في مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي بالرياض، للخروج بحلول تجنّب اليمن الانزلاق، لا سمح الله، إلى التشظي والانقسام والعنف، والعمل على تصحيح مسار العملية السياسية وعودتها إلى الطريق الصحيح".
وتحدث هادي عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، متهماً قائد قوات الأمن الخاصة المقال، العميد عبد الحافظ السقاف، بتنفيذ انقلاب بالتنسيق مع الحوثيين، "الأمر الذي استدعى استخدام وحدات من القوات المسلحة واللجان الشعبية لإنهاء تمرد السقاف". ووصف هادي قصف المقر الرئاسي في عدن بالطائرات بأنه تصرف "أرعن".
ووعد الرئيس اليمني بأنه سيعمل على إصلاح كافة المؤسسات ورفع علم الجمهورية اليمنية في "مران"، معقل جماعة الحوثي، بدلاً من "العلم الإيراني"، كما اعتبر أن الاتفاقات بين الحوثيين وإيران لم يقرها الشعب اليمني، في إشارة إلى الاتفاقات الاقتصادية التي أُعلنت قبل نحو أسبوع.
ودعا هادي قوات الأمن والجيش في مختلف المحافظات إلى الحفاظ على مؤسساتها والقيام بواجباتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتلقي أوامرها من القيادة الشرعية التي يمثلها، بعيداً عن الولاءات الشخصية.
اقرأ أيضاً: الرئيس اليمني: باقٍ في منصبي حتى إقرار الدستور
تعز على خط الأزمة
وتأتي كلمة هادي بعد أن دخلت مدينة تعز، ثالث أهم المدن اليمنية، على خط الأزمة، على أثر وصول تعزيزات عسكرية موالية للجنة الأمنية العليا التي شكلها الحوثيون في صنعاء والرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتتمتع المحافظة بموقع استراتيجي فضلاً عن قربها من عدن.
واستقبلت تعز عشرات الآليات وناقلات الجند التابعة لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي)، التي خاضت مواجهات مع الموالين لهادي في عدن، وتحدثت أنباء عن تعزيزات عسكرية أخرى تم نقلها جواً من صنعاء إلى تعز. ووصلت التعزيزات من دون أي اعتراض من الأجهزة الأمنية والعسكرية في المدينة، على الرغم من بيان صادر عن اللجنة الأمنية في تعز أعلنت فيه رفضها استقبال أي تعزيزات، ووجّهت بمنعها من الدخول. وقد شهدت المدينة تظاهرات مناوئة للتعزيزات الموالية للحوثيين.
الطريق إلى عدن
تعد تعز محطة مهمة في الطريق إلى عدن. وكان سقوط معسكر الأمن الخاص، يوم الخميس الماضي، بيد الموالين لهادي، نقطة مفصلية استدعت التعزيزات التي يتخوف المعارضون لها من أنها متجهة نحو الجنوب. وتتردد أنباء عن وجود مسلحين حوثيين بزي قوات الأمن ضمن التعزيزات.
تحد تعز محافظة لحج، المحاذية لعدن، كما تحد محافظة الضالع، وكلاهما محافظتان كانتا ضمن الشطر الجنوبي قبل الوحدة، وتوجد في تعز، إلى جانب قوات الأمن الخاصة، قوات اللواء 22 مدرع وقوات اللواء 35 مدرع واللواء 117 مشاة (باب المندب)، بالإضافة إلى قاعدة جوية ولواء دفاع جوي.
تُوصف القوات التي وصلت إلى تعز بأنها موالية للحوثيين باعتبارهم واجهة السلطة الانقلابية في صنعاء في مقابل هادي، غير أن هذا التوصيف ليس دقيقاً، فالقوات الأمنية والعسكرية معظمها شاركت سابقاً بمواجهات مع الحوثيين. وكانت أول حرب انفجرت في صعدة عام 2004 بعد اعتراض مسلحي الحوثي لموكب من قوات الأمن المركزي التي أصبحت في الهيكل الجديد تحت مسمى "قوات الأمن الخاصة". وتؤكد مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن العديد من القيادات العسكرية التي أصبحت خارج سيطرة هادي، لا توالي في حقيقة الأمر الحوثي، بقدر ما تنسّق مع الرئيس السابق، بالإضافة إلى وجود قيادات أمنية وعسكرية موالية فعلاً للحوثيين.
ولم يكن وضع هادي في الجيش ضعيفاً طوال الفترة الانتقالية مثلما هو الحال اليوم، ففي يونيو/ حزيران 2014، اقتحمت قوات الحرس الرئاسي، التابعة لهادي، مقر قناة "اليمن اليوم" التابعة لصالح، كما قامت باقتحام جامع "الصالح"، أحد أبرز معالم صنعاء التي بناها الرئيس السابق، قرب القصر الرئاسي. وما كان لصالح أو الموالين له عند الاقتحام أن يواجهوا هادي، ما يعكس أن القرار في صنعاء أصبح لهادي وأنه مستعد لتحدي صالح من دون خوف.
ولم يستمر الأمر كثيراً على هذا النحو، إذ ما لبثت سياسات هادي أن أعادت نفوذ صالح، حيث عمل هادي ومعه وزير الدفاع السابق، المقرّب منه، محمد ناصر أحمد، بحسب اتهامات عديدين، على تفكيك القوات الموالية للواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن صالح ودعم هادي عند صعوده إلى السلطة. ويصف البعض موقف الرئيس هادي أثناء توسّع الحوثيين من صعدة إلى عمران وإسقاطهم اللواء 310 مدرع، بـ"المتواطئ"، أفقد هادي حليفه اللواء الأحمر من جهة، وأسقط ثقته أمام العديد من القيادات العسكرية الأخرى، من جهة ثانية، وهذا كله صب في مصلحة صالح. ويستفيد الأخير من وجود نزعات انفصالية لدى أنصار هادي، لم يستطيعوا إخفاءها عند اقتحام معسكر قوات الأمن الخاصة، حيث جرى إنزال علم اليمن الواحد ورفع علم دولة الشطر الجنوبي في اليمن سابقاً. ويتفق المحللون على أن قدوم تعزيزات إلى تعز يجعل الوضع مرشحاً للتصعيد نحو عدن، إن لم ينتهِ الأمر عند الضغوط والعودة إلى طاولة الحوارات السياسية.
اقرأ أيضاً: أجواء الحرب تخيّم على اليمن