جدل بالدنمارك حول مشاركة فاشيين في "اجتماع الشعب"

17 مايو 2015
يبرر اليمينيون قدومهم باعتباره "أمراً واقعاً" (العربي الجديد)
+ الخط -
يخشى سياسيون دنماركيون، من تحول "اجتماع الشعب" في جزيرة بورنهولم إلى منصة للفاشية بعد قيام "حزب الدنماركيين"، بدعوة شخصيات أوروبية توصف بـ "القومية الفاشية".

وتشهد بورنهولم في 11- 14 من شهر يونيو/ حزيران المقبل "اجتماع الشعب" السنوي، والذي يقام منذ 2011 بمشاركة كل الأحزاب والسياسيين والمنظمات الأهلية والفنانين والصحافيين.

ويهدف اجتماع العام الحالي إلى مناقشة "الحالة الديمقراطية" والعلاقة بين الشعب والسياسة والمؤسسات الحاكمة وصنّاع القرار، بوجود جماعات ضغط ومصالح، فضلاً عن خلق إطار لمناقشات حيوية ومفتوحة للجميع ومصدر إلهام لصياغة سياسات، ومن أجل نفوذ شعبي أكبر في سياق فهم اجتماعي أوسع لهذا النفوذ.

ووفقاً لرئيس حزب "الدنماركيين"، دانيال كرلسن، فقد وجهت دعوات لثلاث شخصيات أوروبية من "الفجر الذهبي" (حركة فاشية يونانية)، يمثلها جورجيوس ابيتيديوس وايرينا باباس وغونولا مارتن غارثيا من "الحزب الوطني الديمقراطي الإسباني" اليميني المتطرف، ومن حركة "فرنسا للفرنسيين"، ايفان بينديتي ، فضلاً عن الفاشي الإيطالي روبيرتو فيوري، والذي يعرف نفسه كـ "فاشي جديد".

يضاف إلى ذلك، أن السياسي اليميني القومي الهولندي، الناقد للإسلام، (خييرت) غيرت فيلدزر (الذي قيل إنه تعرض لهجوم في دالاس قبل أسابيع)، مدعو ليحاضر في "الديمقراطية وحرية التعبير" أمام عشرات الآلاف بمبادرة من (جمعية الصحافة الحرة).

وعبّر عدد كبير من السياسيين، من اليسار واليمين، عن أسفهم من تلك الدعوات التي وجهت ليمينيين وفاشيين لاستغلال اجتماع يهتم بالديمقراطية ولـ "تسويق تطرفهم" بحسب ما عبر الوزير السابق والمبادر لهذه الاجتماعات السنوية، بارتل هاردر (حزب ليبرالي).

اقرأ أيضاً: هجوم كوبنهاغن.. الاستخبارات تبحث عن مهاجم "ملثّم بملامح عربية"

أما البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ميتا غيرسكوو، فدعت الشعب الدنماركي إلى "تجاهل هؤلاء وحديثهم عن حرية التعبير، فهؤلاء لا مكان لهم في اجتماعنا الشعبي فهم يدعون بأنهم مهددون بسبب حرية تعبيرهم، فهل يحتاجون هذا الاستعراض العالمي بالمجيء إلى بلدنا لإثبات ذلك".

في المقابل، يبرر اليمينيون المتطرفون قدومهم إلى الدنمارك باعتباره "أمراً واقعاً ولا مهرب منه، فنحن مضطهدون مثل حركة الفجر الجديد وكلما دخلنا إلى البرلمانات صرنا أكثر عرضة للاضطهاد" بحسب ما ذكر رئيس حزب الدنماركيين، دانيال كارلسن.

ومن غير المستبعد أن تخلق مشاركة هؤلاء صداماً بين اليمين واليسار وتفريغ الاجتماع السنوي من مضمونه.

وفي هذا السياق، تخوفت كريستينا بيارنكسوو، من حزب اللائحة الموحدة اليساري في حديث إلى "العربي الجديد"، أن يؤدي "إحضار هذا اليمين الفاشي للمحاضرة في الديمقراطية وحرية التعبير إلى تراجع الكثيرين عن المشاركة".

ويخشى آخرون، أن تتحول جزيرة بورنهولم وشوارع الدنمارك إلى حالة من الانتشار الأمني بسبب حضور هؤلاء الفاشيين، كما يخشى هؤلاء من أن يحضر مناصرو اليمين الفاشي من دول الشمال وكل الدول التي سيشعرون بأنه مرحب بهم رسمياً.

اقرأ أيضاً: خُمس "جهاديي سورية" كانوا نزلاء سجون الدنمارك