أثار خطاب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي جاء على خلفية الأحداث الإرهابية التي جدت بمنطقة بنقردان بالجنوب التونسي يوم أمس، جدلاً واسعاً على المواقع الاجتماعية بسبب ما اعتبره البعض اتهاماً لليبيا بتصدير الإرهابيين إلى تونس. وقد تفاعل مع هذا الخطاب عدد من الإعلاميين والسياسيين الليبيين والتونسيين على حد السواء لتوضيح بعض ما جاء فيه فيما يتعلق بعلاقة الجوار بين البلدين.
وفي رده على هذا الخطاب عبر وسائل إعلام محلية ودولية، نفى محمد العريبي المتحدث باسم الحكومة الليبية أن تكون ليبيا مصدراً للإرهاب في تونس. ورغم أن الخطاب لا يحمل اتهاماً مباشراً للدولة الليبية بالضلوع في أحداث الإرهاب التي جدّت في تونس، إلا أن قرار إغلاق الحدود التونسية الليبية كان سبب غضب المتابعين الليبيين، الذين رأوا فيه تعسفاً على مواطني هذا البلد، الذين يلتجؤون إلى تونس للهروب من الحرب الدائرة فيها منذ أكثر من أربع سنوات.
وبغض النظر عن وضوح مقاصد قائد السبسي من عدمها في خطابه الأخير، فقد نشرت أغلب الصفحات الليبية على المواقع الاجتماعية خبر "اتهام السبسي لليبيا بتصدير الإرهاب إلى تونس" وتفاعل مع هذا الخبر إعلاميون وناشطون وحقوقيون من البلدين.
وفي تعليقه على هذا الخبر، كتب الأمين العام لمجالس الحكماء والمصالحة في ليبيا أيوب الشرع على صفحته على فيسبوك "عندما تسقط القاعدة الدبلوماسية في الأزمات وتصبح ليبيا شماعة لكل من هب ودب. فمن سوء الحظ ليبيا جارة".
وجاء هذا التعليق على خلفية حديث السبسي الذي قال في خطابه "سنغلق الحدود مع الجارة ليبيا لسوء الحظ" دون أن يوضح ما المقصود بسوء الحظ. أما الصحافي الليبي عبد السميع صالح فكتب أيضاً على فيسبوك "الباجي قائد السبسي يصف الليبيين بالهمجيين بسبب أحداث بن قردان رغم أنه من يقتل ويجر ويغتال ويقود داعش في ليبيا هم تونسيون". أما الشاب حسين بن جحا من ليبيا فكتب "على تونس السلام، أبناؤها الدواعش عادوا إليها فليغلق السبسي الحدود الآن لم نعد بحاجة إليها".
بعض التونسيين دخلوا في موجة التعليقات الرافضة لخطاب الباجي قائد السبسي حيث كتب الصحافي التونسي المقيم بليبيا سمير الجراي على "فيسبوك": "الإرهاب من ليبيا؟ إن السلعة الإرهابية هي سلعتنا لكننا نشتريها بأثمان أبخس"، أما الناشط الحقوقي زهير طابا فكتب معلقاً "إن الترويج لأن مسلحي بنقردان تسللوا من ليبيا بقصد أو عن غير قصد فيه مغالطة وحجب للحقائق. فالمسلحون من أبناء الجهة المعروفون بالتشدد".
هذا ولم تتطرق الصحف التونسية الصادرة اليوم إلى هذا الجدال الحاصل في حين قامت الصحيفة الالكترونية الليبية "ليبيا الآن" بتقديم اعتذار لقرائها على صفحتها على فيسبوك جاء فيه "تعتذر إدارة صفحة ليبيا الآن عن نقلها لخبر منقول عن صفحة "سي أن أن العربية" يتحدث عن تصريحات منسوبة للرئيس التونسي، تبيّن بعد البحث عدم صحتها.
اقرأ أيضاً: أحداث بنقردان التونسية:صور "الإرهابيين" تنتشر.. ومهنية الإعلام محط تساؤل