جرأة مشجعات إيران تُثير غضب ساسة طهران

سادت موجة عارمة من الغضب في الأوساط السياسية بالعاصمة الإيرانية، طهران، وذلك على خلفية الجرأة اللامعهودة التي ظهرت بها مشجعات المنتخب الإيراني، خلال مساندتهن لمنتخب بلادهن في مباراته أمام نظيره النيجيري، والتي أقيمت ضمن المجموعة السادسة من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وشهدت مدرجات ملعب "أرينا دا بايشادا" بمدينة كوريتيبا البرازيلية، الذي احتضن مباراة نيجيريا وإيران، حضوراً لافتاً للمشجعات الإيرانيات اللاتي حرصن على مؤازرة منتخب بلادهن بكل حماسة، مُعوضين بذلك سنوات حرمانهن من مشاهدة مباريات كرة القدم في الملاعب.

وبينما تزيّنت مدرجات ملعب المباراة بحجاب بعض مشجعات منتخب إيران اللاتي حرصن على مؤازرة منتخب بلادهن، بدا البعض الآخر من الجمهور الإيراني في المدرجات "متحرراً" من كافة القيود المحلية المفروضة عليهم بطريقة غير معهودة، في خطوة لا تعكس بكل تأكيد العادات والتقاليد في هذا البلد الإسلامي المحافظ، التي لا تسمح بالاختلاط بين الجنسين.

وأعادت المشجعات إلى الأذهان ذكريات ما حدث خلال مشاركة المنتخب في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا، ما أثار حفيظة الساسة في العاصمة الإيرانية طهران، الذين أوصوا في وقتٍ سابق مشجعي المنتخب بالالتزام بالقيم الوطنية والإسلامية التي تصر عليها الجمهورية الإسلامية في إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وكانت الشرطة الإيرانية قد منعت عرض مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل، في دور السينما المختلطة بين الرجال والنساء، وذلك في الوقت الذي تم فيه تخصيص صالات منفصلة للنساء والرجال، حسبما ذكرت وكالة أنباء "إسنا" المحلية.

جدير بالذكر، أنّ الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، قد أعلن عن نيته السماح للعائلات بحضور مباريات كرة القدم بمن فيهم النساء من أفراد العائلة في أماكن خاصة من الملاعب، لكن هذا الإعلان قد أثار حفيظة رجال الدين المعارضين لهذا التوجه، ما حدا بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية إلى التدخل وإلغاء فكرة حضور النساء المباريات.