04 نوفمبر 2024
جرعة إثر جرعة
في ظل الإحصائيات المفزعة حول تفشّي ظاهرة تعاطي المخدرات، على اختلاف أنواعها، بين صفوف الشباب في الأردن، ولا سيما العقار بالغ الخطورة، زهيد الثمن ما يجعله متوفراً في متناول صغار السن، المتعارف على تسميته بالجوكر الذي اكتسب شهرةً كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث يسوّق على شكل علب حلوى بألوان زاهية جاذبة للصغار. وقد وقعت أكثر من جريمةٍ مروعةٍ، كان من ارتكبها واقعاً تحت تأثير هذا العقار المدمّر. في ظل ذلك كله، يغدو لمفرداتٍ ذات وقع سلبي في العادة، مثل إحباط معان مغايرة بالغة الإشراق والجمال وإتلافها وإيقافها وإفشالها، حين تطالعنا وسائل الإعلام، بين حين وآخر، بأنباء حول إفشال عمليات تهريب مخدراتٍ واسعة النطاق، وبكميات صادمة، تبلغ في مقدارها أطنانا، وفي كلفتها ملايين، كان من الممكن إنفاقها في سبيل تطوير الفئات الأقل حظاً وتنميتها وتمكينها، وهي الفئات التي تعاني من ظروف حياة قاسيةٍ ومجحفة.
وفي جميع الأحوال، تظل مطمئنة وباعثة على الإحساس بالأمان، أي أنباء متعلقة بإحباط عمليات تهريب، والحق أن دائرة مكافحة المخدرات في الأردن تقوم بمجهود استثنائي، مشهود بتميزه وانضباطه على مستوى الوطن العربي، في كيفية تعقب المتورّطين في تجارة الموت هذه، ولعل أهم ما تقوم به الدائرة هو الدور الوقائي المميز لغايات الحد من تفشّي هذه الآفة المدمرة من خلال برامج توعوية عديدة موجهة إلى الشباب خصوصا، وهم الفئة الأكثر تعرّضا لمغريات تجربةٍ لن تؤدي بهم، إلا إلى الهلاك وتدمير الذات، إضافة إلى الجهود الفائقة في ضبط المتورّطين، والحيلولة دون استمرار عدوانهم على المجتمع. كذلك ميزت التشريعات والقوانين بين أولئك المروجين المجرمين المستحقين أشد درجات العقوبة ومن ابتلي بداء الإدمان الرهيب، فأشرفت على علاج المدمنين، باعتبارهم حالاتٍ مرضيةً تستحق الدعم والرعاية، بحسب نصوص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية التي أعفت المدمن من العقوبة، في حال اعترف بنفسه وطلب العلاج،
غير أن الجهات الرسمية، ومهما بلغت درجة جاهزيتها، لن تتمكّن من التصدّي لظاهرة خطيرة كهذه بشكل منفرد، ولعل العبء الأكبر يقع على عاتق الأسرة والمدرسة، حيث يتلقى الطفل، من خلال محيط العائلة والمدرسة، دروس الحياة الأولى، ويتشكل وعيه وقدرته على التميز، واتخاذ القرارات الصائبة، ويكتسب، من خلال فضاء الأسرة، التماسك المطلوب، كي يتحلى بالحصانة الكافية والكفيلة بحمايته من الوقوع في هذا الشرك المرعب.
ومن البديهي أن يحاور الآباء أبناءهم، والمعلمين طلابهم، بأسلوبٍ بعيد عن الوصاية والتلقين والترهيب، أسلوبٍ يحترم عقولهم، ويقنعهم بمدى خطورة مجرد التفكير في طرق هذا الباب، حتى من باب الفضول، أو التقليد، أو الوهم بأنه قد يؤدي إلى خلاصٍ ما. ولا بد أن تقوم المؤسسات التربوية بدورٍ مساند في تعظيم الوعي بمخاطر المخدرات. ولا بأس، في هذا السياق، من التركيز على قصص فيها دروس وعبر كثيرة حول نجوم في الفن والرياضة، حازوا المجد والشهرة والنجاح، غير أنهم خرّوا صرعى هذا الوباء الذي أفقدهم كل شيء، وأفضى بهم إلى الإفلاس والمرض والتشرّد. وفي أحيانٍ كثيرة، أدّى بهم إلى موتٍ مبكّر. وعلينا، قبل كل شيء، تسمية الأشياء بأسمائها، من دون مواربة، وأن نكفّ عن التوهم أن (الدنيا لسّه بخير)، لأنها ليست كذلك في واقع الأمر! ولا بد من الاعتراف بالوضع الحقيقي لتفشّي هذه الظاهرة الخطيرة التي تقتات على أعمار شبابنا، فتستنزفها جرعة إثر جرعة.
وفي جميع الأحوال، تظل مطمئنة وباعثة على الإحساس بالأمان، أي أنباء متعلقة بإحباط عمليات تهريب، والحق أن دائرة مكافحة المخدرات في الأردن تقوم بمجهود استثنائي، مشهود بتميزه وانضباطه على مستوى الوطن العربي، في كيفية تعقب المتورّطين في تجارة الموت هذه، ولعل أهم ما تقوم به الدائرة هو الدور الوقائي المميز لغايات الحد من تفشّي هذه الآفة المدمرة من خلال برامج توعوية عديدة موجهة إلى الشباب خصوصا، وهم الفئة الأكثر تعرّضا لمغريات تجربةٍ لن تؤدي بهم، إلا إلى الهلاك وتدمير الذات، إضافة إلى الجهود الفائقة في ضبط المتورّطين، والحيلولة دون استمرار عدوانهم على المجتمع. كذلك ميزت التشريعات والقوانين بين أولئك المروجين المجرمين المستحقين أشد درجات العقوبة ومن ابتلي بداء الإدمان الرهيب، فأشرفت على علاج المدمنين، باعتبارهم حالاتٍ مرضيةً تستحق الدعم والرعاية، بحسب نصوص قانون المخدرات والمؤثرات العقلية التي أعفت المدمن من العقوبة، في حال اعترف بنفسه وطلب العلاج،
غير أن الجهات الرسمية، ومهما بلغت درجة جاهزيتها، لن تتمكّن من التصدّي لظاهرة خطيرة كهذه بشكل منفرد، ولعل العبء الأكبر يقع على عاتق الأسرة والمدرسة، حيث يتلقى الطفل، من خلال محيط العائلة والمدرسة، دروس الحياة الأولى، ويتشكل وعيه وقدرته على التميز، واتخاذ القرارات الصائبة، ويكتسب، من خلال فضاء الأسرة، التماسك المطلوب، كي يتحلى بالحصانة الكافية والكفيلة بحمايته من الوقوع في هذا الشرك المرعب.
ومن البديهي أن يحاور الآباء أبناءهم، والمعلمين طلابهم، بأسلوبٍ بعيد عن الوصاية والتلقين والترهيب، أسلوبٍ يحترم عقولهم، ويقنعهم بمدى خطورة مجرد التفكير في طرق هذا الباب، حتى من باب الفضول، أو التقليد، أو الوهم بأنه قد يؤدي إلى خلاصٍ ما. ولا بد أن تقوم المؤسسات التربوية بدورٍ مساند في تعظيم الوعي بمخاطر المخدرات. ولا بأس، في هذا السياق، من التركيز على قصص فيها دروس وعبر كثيرة حول نجوم في الفن والرياضة، حازوا المجد والشهرة والنجاح، غير أنهم خرّوا صرعى هذا الوباء الذي أفقدهم كل شيء، وأفضى بهم إلى الإفلاس والمرض والتشرّد. وفي أحيانٍ كثيرة، أدّى بهم إلى موتٍ مبكّر. وعلينا، قبل كل شيء، تسمية الأشياء بأسمائها، من دون مواربة، وأن نكفّ عن التوهم أن (الدنيا لسّه بخير)، لأنها ليست كذلك في واقع الأمر! ولا بد من الاعتراف بالوضع الحقيقي لتفشّي هذه الظاهرة الخطيرة التي تقتات على أعمار شبابنا، فتستنزفها جرعة إثر جرعة.