وازدادت شكاوى المواطنين، في الآونة الأخيرة، خصوصا لدى سكان الأبنية الجاهزة "الشاليهات" التي بُنيت قبل أكثر من 36 عاما، عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة. وهي "أبنية لا ترحم الإنسان في الصيف"، على حد تعبير قادة بلهواري، لـ"العربي الجديد". وتابع "الحرارة لا تُحتمل وزادت شدتها في مساكن الكارتون تلك، فهي تخزّن حرارة الشمس طوال اليوم. ودفع هذا الحال الكثيرين إلى الاحتجاج أمام مقر الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز في وسط المدينة، للمطالبة بخفض الفاتورة في هذا الفصل الحار، جراء زيادة استهلاك الأجهزة الكهربائية من مبردات وثلاجات ومكيفات.
ولقيت دعوات سكان مدينة الشلف، التي كانت تسمى سابقا بـ"الأصنام"، صدى لدى الرأي العام في الولاية. واتسع انتشار تلك المطالب بعد أن تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتفاف المواطنين حول مطلب خفض قيمة فواتير الكهرباء.
وتصل قيمة فاتورة الكهرباء خلال الصيف إلى أزيد من 20 ألف دينار جزائري، أي ما يعادل 100 يورو تقريبا، وهي تكلفة تعادل أجرة عامل بسيط في الشهر. ويدفع ارتفاع الفواتير بعض السكان إلى الاقتراض لدفعها، في حين تركها بعضهم الآخر تتراكم، ما يكلف العائلات غاليا، على اعتبار أن فترة الصيف دوما تعتبر فترة الذروة في استهلاك الكهرباء في الجزائر ككل، وفي المناطق الحارة جدا على وجه الخصوص.
— زبير فاضل 🇩🇿🇵 (@FADELZOUBIR) ٢٧ يونيو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
والحديث عن مدن الشمال يمكن تقبّله أو "بلعه"، على حد تعبير بعض الجزائريين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بحرارة الصيف وتكاليف الدفع التي تفرغ الجيب لفواتير الكهرباء. لكن الكلام عن الجنوب "صعب جدا"، خصوصا أن أهل الجنوب الجزائري ينتظرون دوما التفاتة السلطات المحلية إلى معضلات موسمية كهذه.
ويقول فيصل دربالي، من منطقة جانت، لـ"العربي الجديد": "إن مطالب سكان الجنوب كثرت، وينتظرون معاملة خاصة تبعا لخصوصية المنطقة الجغرافية وصعوبة العيش فيها، فالوقت ما بين العاشرة صباحا إلى الخامسة مساء تصبح المنطقة فارغة، الجميع داخل بيوتهم المبنية من الطوب الذي يمنع تسرب الحرارة والشمس الحارقة إليها أكثر من غيرها، لكنها لا تقاوم حرارة الصيف الشديدة جدا".
واحتج عشرات المواطنين في منطقة أدرار أمام مقر البلدية، للمطالبة بالإنصاف. وقال علي ناصري لـ"العربي الجديد": "يكفي أن مناطق الجنوب الجزائري تموّن خزينة الحكومة بمداخيل الكهرباء والغاز والنفط، فكيف يجد سكان الجنوب أنفسهم يدفعون الفواتير الباهظة؟".
في الولايات الصحراوية يفرّغ لهيب الحرارة الشوارع، وترتفع الحرارة بشدة في ولايات تندوف وأدرار وتمنراست، التي تبدو كأن الشمس لا تغرب عنها، على حد تعبير كثيرين، في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد"، داعين إلى إنقاذهم لمواجهة هذه الحرارة، فضلا عن دعوة السلطات الجزائرية إلى تخفيض فاتورة الكهرباء عنهم.
في انتظار قرارات الحكومة بشأن تخفيض فاتورة الكهرباء لسكان المناطق الحارة جدا في الجزائر، تبقى الكرة اليوم في مرمى السلطات المحلية، خصوصا المؤسسة الجزائرية للكهرباء والغاز "سونلغاز" التي تقطع التيار الكهربائي عندما يتعلق الأمر بعدم دفع الفواتير المتراكمة، وهذا بحد ذاته تعامل وفق قوانين يعتبرها المواطن جائرة ومجحفة بحقه.