لم تعد جزر الأميرات الشهيرة قرب إسطنبول تسعاً، بعد أن اكتشف غواصون أخيراً، الجزيرة العاشرة على بعد 700 متر عن ساحل منطقة مالتيبه، ليعاد كامل العقد بجزيرة "صخور بوستناجي" التي كان يستخدمها البيزنطيون كدير، وقيل إنها غرقت خلال الهزة الأرضية الهائلة عام 1010 للميلاد.
قد يكون فرض عين على سياح إسطنبول، زيارة جزر الأميرات، لأن "الكفاية" هنا تزيد من شوق غير الزائرين وربما تكسوهم بالندم لتفويت فرصة مشاهدة تبدل أدوار ووظائف الأمكنة، بعد تبدل الأنظمة والأزمنة، وكيف تحولت تلك الجزر من منافٍ للأمراء والأميرات أيام الحكم البيزنطي، إلى أكثر مناطق إسطنبول السياحية هدوءاً وإقبالاً وتخديماً اليوم.
عبر رحلة بحرية صيفية حصراً، إذ توقف البرودة وهيجان البحر، الرحلات إلى "الأميرات" خلال فصلي الخريف والشتاء، ترافقك خلالها طيور النوارس، وتعبر بأربع جزر مأهولة من الجزر التسع البالغة مساحتها نحو 16 كيلومتراً مربعاً، لتكون "بويوك آضا" هي الوجهة في الغالب، لتبدأ رحلة الاستكشاف عبر "الحنطور" أو الدراجات الهوائية، إذ لا وجود لسيارات في الجزر ولا لكل ما يبعث على التلوث والضجيج.
نالت الجزيرة الكبيرة "بويوك آضا" التي تزيد مساحتها عن 5 كيلومترات مربعة، و كانت تسمى باللغة اليونانية القديمة "Prinkipos"، الشهرة الكبرى، ففضلاً عن مساحتها الكبرى بين الجزيرات ووقوعها على تلتين "العظيمة والدير" فهي بيت مال البيزنطيين، وفق ما عثر عليه عام 1930 في مقابر الأرثوذوكس، من عملات ذهبية تعود إلى حقبة الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا ووالد الإسكندر الأكبر، تم نقلها-العملات الذهبية المكونة من 207 قطع - إلى المتحف الأثري في إسطنبول.
وما إن خرجت "بويوك آضا" من كونها سجناً ومنفى، من ذهنية الأتراك على الأقل، وبدأ الالتفات لاستغلالها سياحياً، حتى بدأت ومنذ أربعينيات القرن الفائت، تتزين بالقصور والأبنية المزخرفة والملونة، وتتهافت عليها الاستثمارات السياحية والمطاعم ومحال بيع وتخديم السياح .
وفي الجزيرة الكبيرة أيضاً ما يدفعها لمقدمة أخواتها الثمانية، إذ يقع على قمة أعلى هضاب الجزيرة كنيسة ودير "آية يورجي" التاريخيان اللذان شُيدا في القرن السادس بعد الميلاد. فضلاً عن عدد من أطلال الكنائس والأديرة، وتقع على "تلة عيسى" كنيسة ودير خريستوس بالإضافة إلى دار أيتام الروم. وعلى الرغم من تحول دار أيتام الروم إلى أطلال اليوم، لكنها ، تعتبر أكبر مبنى خشبي في العالم.
ودخلت دور العبادة الإسلامية مع الدولة العثمانية، فنالت الجزيرة حصتها من أربعة جوامع، يعتبر جامع الحميدية، الذي شيّد بعهد السلطان عبد الحميد الثاني، أجملها وأكبرها وأكثرها جذبًا للانتباه.
ولا يمكن تجاهل المعلم الأبرز ربما، ففي "الجزيرة الكبيرة"، متحف جزر الأميرات الذي يعتبر أول متحف معاصر مفتوح في إسطنبول، مئات الوثائق والمعروضات حول تاريخ الجزر منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، بالإضافة إلى 20 ألف وثيقة، و6 آلاف صورة فوتوغرافية، ومئات الأفلام الوثائقية، وعدد من التسجيلات المصورة والنصية التي تسرد للزوار قصة الجزيرة التي كانت منفى للأمراء وأصبحت جزيرة للأميرات.
تتكون جزيرة "هيبيلي آضا" المعروفة قديماً بجزيرة النحاس، وهي الأكثر خضرة وتنوعاً بين جزر الأميرات من أربع تلال رئيسية؛ يقطنها نحو 7 آلاف نسمة وتعتبر ثاني أكثر جزر الأميرات زيارة من قبل الوفود السياحية، تضم الجزيرة، دير "آيا يورجي ودير تاركالدنيا" فضلاً عن كنيسة “كامرايوتيسا"، وهي الكنيسة البيزنطية الوحيدة في الجزيرة، والوحيدة التي شيدت على شكل زهرة البرسيم، خارج إسطنبول.
ويعتبر شاهد مقبرة سفير الملكة البريطانية إليزابيث الأولى، إدوارد بارتون، ثاني المعالم التاريخية المتبقية في الجزء العسكري من الجزيرة. كما تضم الجزيرة أيضًا عددا من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة مثل: دير "اي يا"، ومدرسة الرهبان الأرثوذوكس الرومانية، وقصر عباس حلمي باشا.
ثم هناك جزيرة "بورغاز آضا" التي تعتبر الثالثة بين جزر الأميرات من حيث المساحة. وتضم الجزيرة تلة واحدة تعرف باسم تلة العَلَمْ، وإن لا تزخر "بورغاز آضا" بمعالم كما سابقاتها، ففيها فقط المرسى البحري والمنارة من الجهة الشرقية، لكن لمسة الحاضر قد أسعفت الموقف، بعد أن غدت محط أنظار المشهورين والأثرياء للسكن وقضاء فنرة الصيف، ففيها بيوت صيفية وشاليهات خاصة بالفنانين والأثرياء، تناغمت مع القصور التاريخية القديمة بشارع النزهات، وتعتبر أسعار العقارات في الجزيرة مرتفعة جدًا، سواء كان إيجارا أو تمليكا. وفي حين تخلو الجزيرة من دور العبادة المسيحية، لم يتم تشييد أي جامع بالجزيرة حتى عام 1953 وهو الوحيد حتى الآن بالجزيرة.
إضافة إلى جزيرة كينالي، أو "الجزيرة المحنَّاة" نظراً للونها المائل إلى الأحمر نتيجة غطائها النباتي المكون بشكل كبير من نباتات "ماكي" ذات اللون الأحمر. وتتكون الجزيرة من ثلاث تلال رئيسية هي تلة شجرة الدلب والتشويقية والدير.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن جزيرة "كينالي" كانت مصدرًا للصخور والحجارة التي استخدمت في بناء الأسوار البيزنطية والرومانية القديمة. وتعاني الأرض بالجزيرة من الضعف بسبب استخراج كميات كبيرة من الصخور الموجودة فيها في فترات سابقة.
ولأن الخدمات، ماء وكهرباء، لم تصل إلى الجزيرة إلا عام 1981، فهي قليلة السكان، رغم اختيارها مقراً لأجهزة استقبال المحطات التلفزيونية.
ثم جزيرة "صدف" التي استمدت اسمها من شكلها الأقرب للصدفة، وتعرف أيضاً بجزيرة الأرانب بسبب الأعداد الكبيرة التي كانت تضمها الجزيرة من الأرانب.
و" ياسّي آآضا" الجزيرة المخالفة لجهة سهول أراضيها، لكن تلك الميزة لم تمنع الأتراك من نعتها بـ "خير سيز" أي عديمة الخير، ربما لأنها شهدت بعد انقلاب عام 1960 محاكمة وإعدام رئيس الوزراء الشهير عدنان مندريس وغيره من الساسة.
وجزيرة "سيفري" أيضاً يطلق عليها عديمة الخير، فهي غير مأهولة بالسكان. ويبلغ ارتفاع قمة التلة التي تتوسط الجزيرة نحو 90 مترًا عن سطح البحر.
يقع في الجهة الجنوبية من الجزيرة ميناء بحري، وتضم بئر ماء جوفية عذبة واحدة فقط. كانت في فترة من الفترات تستخدم كمنفى للمعارضين وغير المرغوب فيهم، وكانت في العصور القديمة أحد الأماكن المفضلة لمحبي العزلة.
ثم "كاشيك أداسي" أو جزيرة الملعقة، وتقع في الجهة الشرقية من جزيرة "بورغاز "كانت تُعرف في الماضي باسم "بيتا". وبعد ذلك سميت باسم جزيرة الملعقة بسبب تكونها الطبوغرافي الشبيه لشكل الملعقة.
و"تاوشان أضاسي" تقع في أبعد نقطة من جهة الجنوب من جزر الأميرات، وتعتبر أبعدها. تخلو الجزيرة تمامًا من الغطاء النباتي والأشجار وتظهر كقطعة صخرية في وسط البحر. يبلغ طولها حوالي 90 متراً فقط، وتضم تلة عالية يصل ارتفاعها إلى 40 مترًا من سطح البحر. تخلو الجزيرة كذلك من السكان، وتُذكر الجزيرة في الخرائط الرسمية باسم "جزيرة صياد السمك".
ثمة جزر كثيرة في تركيا، منها "أفيس" ويوزكادا" و"سدير" التي تعرف أيضا بكليوباترا و"جوكوفا" لكن الشهرة لجزر البنات التي تم تخديم أربع منها للعيش واستقبال السياح، وبقيت خمسة، مع العاشرة الغارقة، تنتظر.
اقــرأ أيضاً
عبر رحلة بحرية صيفية حصراً، إذ توقف البرودة وهيجان البحر، الرحلات إلى "الأميرات" خلال فصلي الخريف والشتاء، ترافقك خلالها طيور النوارس، وتعبر بأربع جزر مأهولة من الجزر التسع البالغة مساحتها نحو 16 كيلومتراً مربعاً، لتكون "بويوك آضا" هي الوجهة في الغالب، لتبدأ رحلة الاستكشاف عبر "الحنطور" أو الدراجات الهوائية، إذ لا وجود لسيارات في الجزر ولا لكل ما يبعث على التلوث والضجيج.
نالت الجزيرة الكبيرة "بويوك آضا" التي تزيد مساحتها عن 5 كيلومترات مربعة، و كانت تسمى باللغة اليونانية القديمة "Prinkipos"، الشهرة الكبرى، ففضلاً عن مساحتها الكبرى بين الجزيرات ووقوعها على تلتين "العظيمة والدير" فهي بيت مال البيزنطيين، وفق ما عثر عليه عام 1930 في مقابر الأرثوذوكس، من عملات ذهبية تعود إلى حقبة الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا ووالد الإسكندر الأكبر، تم نقلها-العملات الذهبية المكونة من 207 قطع - إلى المتحف الأثري في إسطنبول.
وما إن خرجت "بويوك آضا" من كونها سجناً ومنفى، من ذهنية الأتراك على الأقل، وبدأ الالتفات لاستغلالها سياحياً، حتى بدأت ومنذ أربعينيات القرن الفائت، تتزين بالقصور والأبنية المزخرفة والملونة، وتتهافت عليها الاستثمارات السياحية والمطاعم ومحال بيع وتخديم السياح .
وفي الجزيرة الكبيرة أيضاً ما يدفعها لمقدمة أخواتها الثمانية، إذ يقع على قمة أعلى هضاب الجزيرة كنيسة ودير "آية يورجي" التاريخيان اللذان شُيدا في القرن السادس بعد الميلاد. فضلاً عن عدد من أطلال الكنائس والأديرة، وتقع على "تلة عيسى" كنيسة ودير خريستوس بالإضافة إلى دار أيتام الروم. وعلى الرغم من تحول دار أيتام الروم إلى أطلال اليوم، لكنها ، تعتبر أكبر مبنى خشبي في العالم.
ودخلت دور العبادة الإسلامية مع الدولة العثمانية، فنالت الجزيرة حصتها من أربعة جوامع، يعتبر جامع الحميدية، الذي شيّد بعهد السلطان عبد الحميد الثاني، أجملها وأكبرها وأكثرها جذبًا للانتباه.
ولا يمكن تجاهل المعلم الأبرز ربما، ففي "الجزيرة الكبيرة"، متحف جزر الأميرات الذي يعتبر أول متحف معاصر مفتوح في إسطنبول، مئات الوثائق والمعروضات حول تاريخ الجزر منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، بالإضافة إلى 20 ألف وثيقة، و6 آلاف صورة فوتوغرافية، ومئات الأفلام الوثائقية، وعدد من التسجيلات المصورة والنصية التي تسرد للزوار قصة الجزيرة التي كانت منفى للأمراء وأصبحت جزيرة للأميرات.
تتكون جزيرة "هيبيلي آضا" المعروفة قديماً بجزيرة النحاس، وهي الأكثر خضرة وتنوعاً بين جزر الأميرات من أربع تلال رئيسية؛ يقطنها نحو 7 آلاف نسمة وتعتبر ثاني أكثر جزر الأميرات زيارة من قبل الوفود السياحية، تضم الجزيرة، دير "آيا يورجي ودير تاركالدنيا" فضلاً عن كنيسة “كامرايوتيسا"، وهي الكنيسة البيزنطية الوحيدة في الجزيرة، والوحيدة التي شيدت على شكل زهرة البرسيم، خارج إسطنبول.
ويعتبر شاهد مقبرة سفير الملكة البريطانية إليزابيث الأولى، إدوارد بارتون، ثاني المعالم التاريخية المتبقية في الجزء العسكري من الجزيرة. كما تضم الجزيرة أيضًا عددا من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة مثل: دير "اي يا"، ومدرسة الرهبان الأرثوذوكس الرومانية، وقصر عباس حلمي باشا.
ثم هناك جزيرة "بورغاز آضا" التي تعتبر الثالثة بين جزر الأميرات من حيث المساحة. وتضم الجزيرة تلة واحدة تعرف باسم تلة العَلَمْ، وإن لا تزخر "بورغاز آضا" بمعالم كما سابقاتها، ففيها فقط المرسى البحري والمنارة من الجهة الشرقية، لكن لمسة الحاضر قد أسعفت الموقف، بعد أن غدت محط أنظار المشهورين والأثرياء للسكن وقضاء فنرة الصيف، ففيها بيوت صيفية وشاليهات خاصة بالفنانين والأثرياء، تناغمت مع القصور التاريخية القديمة بشارع النزهات، وتعتبر أسعار العقارات في الجزيرة مرتفعة جدًا، سواء كان إيجارا أو تمليكا. وفي حين تخلو الجزيرة من دور العبادة المسيحية، لم يتم تشييد أي جامع بالجزيرة حتى عام 1953 وهو الوحيد حتى الآن بالجزيرة.
إضافة إلى جزيرة كينالي، أو "الجزيرة المحنَّاة" نظراً للونها المائل إلى الأحمر نتيجة غطائها النباتي المكون بشكل كبير من نباتات "ماكي" ذات اللون الأحمر. وتتكون الجزيرة من ثلاث تلال رئيسية هي تلة شجرة الدلب والتشويقية والدير.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن جزيرة "كينالي" كانت مصدرًا للصخور والحجارة التي استخدمت في بناء الأسوار البيزنطية والرومانية القديمة. وتعاني الأرض بالجزيرة من الضعف بسبب استخراج كميات كبيرة من الصخور الموجودة فيها في فترات سابقة.
ولأن الخدمات، ماء وكهرباء، لم تصل إلى الجزيرة إلا عام 1981، فهي قليلة السكان، رغم اختيارها مقراً لأجهزة استقبال المحطات التلفزيونية.
ثم جزيرة "صدف" التي استمدت اسمها من شكلها الأقرب للصدفة، وتعرف أيضاً بجزيرة الأرانب بسبب الأعداد الكبيرة التي كانت تضمها الجزيرة من الأرانب.
و" ياسّي آآضا" الجزيرة المخالفة لجهة سهول أراضيها، لكن تلك الميزة لم تمنع الأتراك من نعتها بـ "خير سيز" أي عديمة الخير، ربما لأنها شهدت بعد انقلاب عام 1960 محاكمة وإعدام رئيس الوزراء الشهير عدنان مندريس وغيره من الساسة.
وجزيرة "سيفري" أيضاً يطلق عليها عديمة الخير، فهي غير مأهولة بالسكان. ويبلغ ارتفاع قمة التلة التي تتوسط الجزيرة نحو 90 مترًا عن سطح البحر.
يقع في الجهة الجنوبية من الجزيرة ميناء بحري، وتضم بئر ماء جوفية عذبة واحدة فقط. كانت في فترة من الفترات تستخدم كمنفى للمعارضين وغير المرغوب فيهم، وكانت في العصور القديمة أحد الأماكن المفضلة لمحبي العزلة.
ثم "كاشيك أداسي" أو جزيرة الملعقة، وتقع في الجهة الشرقية من جزيرة "بورغاز "كانت تُعرف في الماضي باسم "بيتا". وبعد ذلك سميت باسم جزيرة الملعقة بسبب تكونها الطبوغرافي الشبيه لشكل الملعقة.
و"تاوشان أضاسي" تقع في أبعد نقطة من جهة الجنوب من جزر الأميرات، وتعتبر أبعدها. تخلو الجزيرة تمامًا من الغطاء النباتي والأشجار وتظهر كقطعة صخرية في وسط البحر. يبلغ طولها حوالي 90 متراً فقط، وتضم تلة عالية يصل ارتفاعها إلى 40 مترًا من سطح البحر. تخلو الجزيرة كذلك من السكان، وتُذكر الجزيرة في الخرائط الرسمية باسم "جزيرة صياد السمك".
ثمة جزر كثيرة في تركيا، منها "أفيس" ويوزكادا" و"سدير" التي تعرف أيضا بكليوباترا و"جوكوفا" لكن الشهرة لجزر البنات التي تم تخديم أربع منها للعيش واستقبال السياح، وبقيت خمسة، مع العاشرة الغارقة، تنتظر.