عقد مجلس الأمن، اليوم الجمعة، جلسة طارئة لمناقشة الضربة الأميركية على سورية، توعّدت خلالها المندوبة الأميركية، نيكي هيلي، بأنّ "واشنطن مستعدّة لفعل المزيد، لكنّنا نأمل ألّا يكون ذلك ضروريّاً"، في حين اعتبر المندوب البريطاني، ماثيو رايكروفت، أنه "لو لم تستخدم روسيا الفيتو 7 مرات لعرقلة صدور قرار أممي، لما كرّر بشار الأسد جرائمه".
وقالت مندوبة الولايات المتحدة، نيكي هيلي، إن "واشنطن مستعدّة لفعل المزيد"، مضيفة أن "الأسد اعتقد أنه بإمكانه شن هجوم كيمياوي والإفلات من العقاب، لأن روسيا تدعمه وإيران تحميه"، مشيرةً إلى أن رئيس النظام السوري "يتجاوز الخطوط الإنسانية".
وذكرت هيلي أنه جرى "تدمير القاعدة التي قصفت منها الطائرات خان شيخون بالكيمياوي"، مبرزة أن "روسيا فشلت في منع الأسد من استخدام السلاح الكيمياوي، وقد تكون غير مؤهلة لمنعه".
أما المندوب الفرنسي، فرنسوا دولاتر، فقال خلال الجلسة "دعونا مراراً المجتمع الدولي للتصدي لجرائم النظام في سورية"، مؤكداً أن "النظام السوري انتهك القانون الدولي مراراً، والقصف الأميركي ردّ مشروع على هجوم النظام الكيمياوي".
وشدد على أنه "لا يجب أن يفلت النظام السوري من العقاب بعد استخدامه الكيمياوي. يجب ألا تمر جريمة خان شيخون دون عقاب"، مضيفاً أن "نظام الأسد واصل استخدام أسلحة الدمار الشامل".
كذلك ذكّر المندوب الفرنسي بأن "روسيا منعت مجلس الأمن من التحرك ضد نظام الأسد"، مبرزاً أن "بقاءه في السلطة غير أخلاقي ويهدد المنطقة برمتها"، قبل أن يكشف أن "باريس ستتقدم باقتراح، مع عدد من الدول، للتوصل لتسوية سياسية في سورية".
بدوره، انتقد مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، بشدة، الموقف الروسي، وقال إن موسكو تدعم مجرم حرب، مؤكداً أنه "لو لم تستخدم الفيتو 7 مرات ما كرر الأسد جرائمه". وبيّن أنّ "النظام السوري استخدم السلاح الكيمياوي في إدلب".
ورأى المندوب البريطاني أنه "لا بد أن يدخل الأسد في نقاش جاد للحل"، وأن "الوقت حان للقيام بعملية سياسية حقيقية".
أما مندوب إيطاليا، فأعرب عن تفهمه "الدوافع التي جعلت الولايات المتحدة تشن هجومها في سورية"، كذلك دان "الهجوم الوحشي لنظام الأسد على خان شيخون"، داعياً المجتمع الدولي للتوصل إلى "انتقال سياسي وفق مقررات جنيف".
وشدّد أيضاً على وجوب التوصل إلى "وقف حقيقي لإطلاق النار في سورية".
في المقابل، عبّر السفير الروسي، فلاديمير سافرونكونف، عن غضبه الشديد من الضربات على مطار الشعيرات في سورية، واتهم الدول الغربية، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بـ"رغبتها بتغيير نظام الحكم في سورية"، وقال إنها "تخاف من التحقيقات في خان شيخون"، متهماً السفير البريطاني بـ"الكذب".
كذلك وجّه الانتقادات والاتهامات لمنظمة حظر الأسلحة الدولية، وقال إنها في تحقيقاتها تستمع بشكل رئيسي للمعارضة، قبل أن يطلب من "واشنطن والآخرين ألا يوجهوا الإهانة لبلاده".
وحول تأجيل مجلس الأمن التصويت على مشاريع قرار متعلقة بخان شيخون، قال إن "تأجيل التصويت على مشاريع القرار جاء بنية مسبقة للقيام بهجمات، وليس من أجل المزيد من المشاورات كما قيل لنا".
مندوب بوليفيا في الأمم المتحدة، ساشا سوليس، وصف الضربة الأميركية بـ"الانتهاك الخطير للقانون الدولي"، وقال إنّ "الولايات المتحدة خرقت شرعة الأمم المتحدة عبر شنها غارات أحادية على سورية"، وإنّ ضرباتها الصاروخية "تهدد العملية السياسية الجارية في جنيف".
أما المندوب المصري، عمرو أبو العطا، فقال إن "السلاح الكيمياوي استخدم مجدداً في سورية"، مشدداً على أن "أحداث خان شيخون شاهدة على أن الحرب بالوكالة أصابت المجتمع الدولي بالشلل".
واعتبر أن "الخلافات والتنافس داخل مجلس الأمن سبّبا إزهاق الأرواح"، داعياً إلى "تعاون الجميع من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في سورية"، كذلك طالب روسيا والولايات المتحدة بـ"التحرك الفعال وفق قرارات مجلس الأمن".
من جهته، دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، الأطراف التي تشارك بالعملية العسكرية في سورية، إلى استئناف المفاوضات، مشدداً على أنه "ينبغي ألا تتوفر أي حماية لمن ينتهكون حقوق الإنسان في سورية".