أفادت مصادر مطّلعة على سير مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة، بأن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يحمل أفكاراً إلى المنطقة، ليطرحها خلال الأيام القليلة المقبلة على الأطراف المعنية بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما رجّحت مصادر "العربي الجديد"، أن تكون زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الأربعاء، إلى قطر، وبعدها إلى مصر، في سياق "محاولة إنقاذ أخيرة للمبادرة المصرية". ولفت النائب عن حركة "فتح"، جمال الطيراوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، الى أن "ما يحدث الآن من انسداد في الأفق في المباحثات، يأتي نتيجة تصميم البعض على إفشال المبادرة المصرية".
وأضاف الطيراوي: "سنشهد تصعيداً محدوداً في الأيام المقبلة بين حركة حماس والاحتلال، ولكنه لن يرتقي لمستوى الحرب كما في الأيام الماضية، بل سيبقى في إطار المناوشات، لأن هناك مبادرة أميركية تم التوافق عليها ضمنياً من بعض الأطراف، وسيتم طرحها في الأيام القليلة المقبلة". وأكد الطيراوي أن كيري سيطرح مبادرة من خمس نقاط هي: وقف إطلاق النار، وفتح المعابر الخمسة، والسماح بدخول مواد البناء وغيرها من البضائع تحت رعاية دولية، وتوفير رواتب لـ40 ألفاً من موظفي حركة حماس عن طريق طرف ثالث، وتوسيع رقعة الصيد من ستة أميال على أن تصل الى تسعة أميال، ثم يبدأ الحديث عن هدنة طويلة الأمد بعد شهرين.
وعما إذا كان هناك دور مصري مرتقب في هذه المبادرة، أجاب الطيراوي: "يصر الرئيس محمود عباس، على أن تحظى المبادرة بغطاء مصري، وتبرز فيه السيادة المصرية". وقال إن "بعض الأطراف لا تريد أن تعطي وزناً للقيادة المصرية، وهذا ما يعرفه الرئيس جيداً لكنه لن ينصاع له".
وكان عباس قد شدد، في اجتماع القيادة الفلسطينية في 16 من الشهر الحالي، على "دور القيادة المصرية بصفتها طرفاً وليس وسيطاً، ونحن سنستمر بالتمسك بها، ولن نحيد عنها، ولن نقبل أن يحل محلها أحد". وأشار مصدر من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، الى أن "عضو الوفد عن الجبهة الشعبية، ماهر الطاهر، سيغادر القاهرة، الأربعاء، وكذلك سيفعل قيس عبد الكريم (الجبهة الديموقراطية)، وبسام الصالحي (حزب الشعب)، إلا إذا حدثت تطورات غير متوقعة في الساعات المقبلة".
وحسب "الجبهة الشعبية"، فقد "قدّم الوفد ورقة أخيرة للجانب المصري، وتمّت إعادة صياغة العديد من كلماتها بشكل مخفف جداً، بغية إنجاح الأمر، رغم التحفظات التي تمتلكها الجبهة على الورقة". وجاءت هذه الورقة بعنوان "تفاهمات تثبيت التهدئة لعام 2014 استناداً للمبادرة المصرية لعام 2014"، وأهم ما جاء فيها: وقف إطلاق نار شامل ودائم استناداً لاتفاقية 2012، وحرية حركة البضائع، وعدم استهداف المدنيين، وتسهل إسرائيل أمر حصول السلطة الفلسطينية على مستلزمات الإعمار والتحويلات المالية، وحرية الصيد تصل إلى 12 ميلاً، على أن يُعاد بناء المطار والميناء بعد شهر، بالإضافة لتبادل الأسرى والجثامين، وتقوم مصر برعاية آليات التفاهمات بين الطرفين، كما وتدعو الدول الغربية والعربية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وفي تصريحات مقتضبة لرئيس الوفد الفلسطيني، عزام الأحمد، في ختام اجتماعات الثلاثاء، نشرتها صفحات حركة "فتح" الرسمية على موقع "فيسبوك"، قال "قدمنا ورقة بآخر موقف للوفد الفلسطيني، وسلّمناها للجانب المصري، وما زلنا حتى اللحظة ننتظر الرد حول الموقف الأخير الذي تقدمنا به". وتابع: "لم يحدث أي تقدم بالمفاوضات الجارية الآن رغم التمديد الذي حصل حتى اللحظة، والأمور ازدادت تعقيداً، والوفد الإسرائيلي يحاول فرض ما يريده، وهذا مستحيل أن نقبل به كفلسطينيين، وكذلك عملية التسويف والمماطلة التي ما زالوا مستمرين بها".