جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: التطبيع خيانة كبرى

17 اغسطس 2020
إدانات متواصلة في الجزائر للخطوة الإماراتية (Getty)
+ الخط -

تتواصل الإدانات من قبل الفعاليات السياسية والمدنية في الجزائر لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، وهذه المرة على لسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كبرى المرجعيات الدينية في الجزائر، التي أكدت أن "التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانة كبرى، والصهاينة لا عهد لهم ولا ميثاق، وفلسطين وديعة محمد عند المسلمين، وأمانة عمر في ذمتهم، وعهد الإسلام في أعناقهم".

وأكد بيان الجمعية أن "السكوت عن الخيانة، أياً كان مستواها، خيانة عظمى، والتعاون أو التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي احتل أرضنا غصباً، وداس مقدساتنا، مسجداً وشعباً، هو نوع من الخيانة العظمى".

وشددت جمعية العلماء على أن موقفها مرتبط بمواقف و"عهد المجاهدين من علمائها، في وجوب أداء النصح والتوعية بواجب الوطن، والأمة، بدءاً بتحرير الجزائر، وانتهاءً بإنقاذ فلسطين، والقدس أخت مكة والمدينة، من خانها خانهما، ولا عذر له مطلقاً، كما قال إمامنا ابن باديس".

وفي السياق ذاته، عبّرت حركة البناء الوطني، التي يرأس القيادي فيها سليمان شنين البرلمان الجزائري، عن "قلق كبير وألم شديد إزاء عمليات الاعتداء المتكرر على الحق الفلسطيني، والهرولة المتكررة للتطبيع مع الكيان الاحتلال الإسرائيلي على حساب شعوب الأمة".

وأكد بيان للحركة أن "تطبيع النظام الإماراتي هو حلقة ضمن صفقة القرن وانعكاساتها الخطيرة على القضية الفلسطينية، التي تمثل صورة سافرة للتواطؤ الدولي بجريمة متكاملة الأركان ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة"، مشيراً  إلى أن "ما أقدمت عليه دولة الإمارات من التنصل من التزاماتها بالموقف العربي، والخروج على الجامعة العربية ومقررات قمة بيروت، التي تمت بإجماع القادة العرب على مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله؛ يمثل وقوفاً صريحاً مع الاحتلال الصهيوني ضد حقوق الشعب الفلسطيني، ويجعل الإمارات جزءاً من خطة أكبر تستهدف المنطقة بأكملها  وتهدد مشروع الأمة وحقوق شعوبها".

وذكر بيان حركة البناء أن هذه الخطوة هي "اصطفاف خارج مشروع الأمة العربية ولصالح أعدائها"، وحذرت "من حالة الانزلاق في موقف النظام العربي الرسمي الذي أصبح عدد من  مكوناته يتسابق باتجاه التطبيع، في تحدٍّ خطير لشعوب الأمة وخياراتها الثابتة، وفي محاولة إحكام الحصار السياسي حول الموقف الفلسطيني الموحَّد الرافض بل المقاوم ضد صفقة القرن"، مشيرة إلى أنها "ترفض مسار التطبيع بكل أشكاله ومن أي جهة كانت"، وأن الحركة "من منطلق الرصيد الجهادي الجزائري، وباستحضار الواجب الشرعي، واعتباراً للأخوة الصادقة، تجدد دعم مسار مقاومته للاحتلال".

وكانت أحزاب سياسية من مختلف التوجهات وتنظيمات مدنية أخرى قد أدانت اتفاق التطبيع، واعتبرته طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، فيما لم يصدر حتى الآن أي موقف عن الحكومة الجزائرية بشأن الخطوة الإماراتية.