وجّه مفوّض شكاوى الجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال يتسحاق بريك، انتقادات لاذعة للأوضاع التنظيمية، وآليات إدارة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، قائلاً إنّ واقع القوى البشرية في الجيش هو "الأسوأ" منذ أن تجنّد للجيش عام 1965.
واستهجن بريك، في مقابلة نشرها موقع صحيفة "هآرتس"، اليوم السبت، عدم التحرّك لتغيير الواقع في الجيش، مشبّهاً إسرائيل بسفينة "تايتانيك"، "حيث إنّ الجميع يتهافت على المطاعم والمقاهي ولا يبدون أيّ حرص على سماع الأخبار السيئة عن الجيش"، كما قال.
وأضاف أنّ "الجيش فشل بشكل خطير عندما تبنّى ثقافة تنظيم وقيادة خاطئة، وهذه المشكلة تُعدّ مصدر كل مظاهر الفشل في أداء الجيش، وفي حال لم نعالج هذه المشكلة فإنّ الجيش سيواصل التدهور"، معتبراً أنّ المشاكل التي واجهها جيش الاحتلال، منذ حرب لبنان الثانية 2006، وحتى حرب غزة في 2014، هي "مشاكل تتعلّق بثقافة الإدارة والتنظيم".
وعلى الرغم من أنّ الجيش يحوز موازنة سنوية بقيمة 31 مليار شيكل (نحو 9 مليارات دولار)، إلا أنّه غير قادر على إدارة هذه الموازنة بشكل يفضي إلى تحسين القدرات العسكرية لإسرائيل، بحسب بريك.
وفي مقابلة أخرى أجرتها معه قناة التلفزة الثانية بثّت الليلة الماضية، قال بريك إنّ "قيادة الجيش غير معنية بالإصغاء إلى النقد الخارجي"، مشيراً إلى أنّه "تم إهمال سلاح المشاة بشكل كبير".
وأوضح أنه "تمّ تجاهل سلاح المشاة وعدم الاعتناء به، في كل ما يتعلّق بالتدريب والقوى البشرية، إلى جانب عدم مساعدته على استيعاب الوسائل القتالية".
ورجّح أنّ إسرائيل "ستعتمد بشكل أساس في أيّ حرب قادمة على قوات الاحتياط"، محذراً من أنّ "عدم الاهتمام بتدريب وتأهيل هذه القوات، سيقلّص من قدرة الجيش على الصمود في الحرب القادمة التي يمكن أن تندفع في عدة جبهات في آن".
وحذر من أنّ "الحرب القادمة ستكون أخطر من كل الحروب التي خاضتها إسرائيل حتى الآن"، مضيفاً أنّ حرب 1973 ستكون "مزحة" بالنسبة لها.
وتوقع أنّ "الحرب القادمة لن تنحصر في جبهات القتال بل ستندلع أيضاً داخل العمق الإسرائيلي من خلال إطلاق الصوايخ".
وحذر بريك من أنّ "تخصيص المقدرات المالية لن يحلّ المشكلة في حال لم تتوفر القيادات المؤهلة لإدارة هذه المخصصات، والقوى البشرية القادرة على توظيف واستخدام التجهيزات والوسائل التي يتم شراؤها".
وأشار إلى أنه "على الرغم من أنّ الجيش كثف المناورات العسكرية، إلا أنّ عدد الجنود الذين يشاركون في هذه المناورات يتراجع؛ بسبب الأزمة في القوى البشرية".
ولفت الجنرال الإسرائيلي إلى أنّه "على الرغم من أنه يتم تنظيم دورات لإعداد القادة، إلا أنّه لا يتم تأهيل هؤلاء ليكونوا قادة بالفعل، إذ إنّهم غير قادرين على التواصل مع الجنود ولا ينجحون في زيادة الدافعية القتالية لديهم".
وأوضح أنّ "إلزام الجيش بالقيام بأعمال وأنشطة في الضفة الغربية تقوم بها عادة الشرطة، يمسّ بقدرة الجيش على التدريب وإجراء المناورات".