حذّرت ثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة من أنّ نحو 6.5 ملايين شخص في جنوب السودان، أي أكثر من نصف سكان البلاد، مهدّدون بأزمة حادة في أمنهم الغذائي في خلال ذروة موسم الجوع. وذكرت المنظمات الأممية الثلاث، وهي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، في تقرير مشترك أعدّته بالتعاون مع حكومة جنوب السودان صدر أمس الجمعة، أنّ الوضع مقلق جداً في البلاد خصوصاً في المناطق الأشدّ تضرراً من فيضانات 2019، علماً أنّ الأمن الغذائي تدهور بحدّة منذ يونيو/ حزيران الماضي.
ومن المتوقّع أن تصل 33 مقاطعة في جنوب السودان إلى مستوى طارئ من انعدام الأمن الغذائي في خلال موسم الجوع، الذي بدأ بالفعل في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي ويستمرّ حتى يوليو/ تموز المقبل. ويكافح بالفعل نحو 5.3 ملايين شخص في جنوب السودان منذ ذلك الحين لتأمين طعامهم، أو يواجهون أزمة في مستويات انعدام الأمن الغذائي، بحسب ما جاء في التقرير الذي يتوقّع أن تتعمّق أزمة الجوع في البلاد بنهاية شهر فبراير/شباط الجاري، مع استنزاف مخزون الطعام وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتساهم عوامل مجتمعة عدّة، منها الفيضانات وتأثيرها على النزوح السكاني بالإضافة إلى انعدام الأمن المحلي والأزمة الاقتصادية وتراجع المحاصيل الزراعية والسنوات الطويلة من استنزاف الموارد والأصول، في استمرار أزمة الجوع في جنوب السودان.
وقد صرّح ممثل "فاو" في جنوب السودان مشاك مالو بأنّه "على الرغم من بعض التحسينات الموسمية في الإنتاج الغذائي، فإنّ عدد الجوعى ما زال عند مستوى خطير ويستمرّ في الارتفاع". أضاف مالو أنّه "علاوة على ذلك، نحن نواجه اليوم اجتياح الجراد الصحراوي الذي قد يجعل الأمر أكثر سوءاً"، مشدداً على "أهمية المحافظة على مقدار دعمنا ومساندتنا لمواطني جنوب السودان حتى يتسنّى لهم استعادة أو تحسين سبل عيشهم وإنتاجهم الغذائي، بما يعزّز كذلك قدرة الحكومة على التعامل مع اجتياح الجراد الصحراوي".
من جهته، قال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان ماثيو هولينغورث إنّ "وضع الأمن الغذائي في البلاد مزرٍ جداً"، مشيراً إلى أنّ "أيّ تحسنّ تحقّق في السابق قوبل بكارثة مضادة وهي فيضانات عام 2019، خصوصاً في المجتمعات التي يصعب الوصول إليها. لكنّ البلاد بأسرها تمرّ بلحظة محورية".
(قنا)