حلّقت طائرات حربية أميركية وإثيوبية، في سماء جوبا، أمس الثلاثاء، فيما أقدمت الحكومة على إعفاء نائب وزير الخارجية الجنوبي، شيرينو أيتن، من منصبه، بسبب مشاركته في اجتماعات وزراء خارجية الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا "إيقاد" التي قررت إدخال قوات لحفظ السلام إلى جنوب السودان.
وشهدت جوبا هدوءاً نسبياً بعد إعلان كل من الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، وقفاً لإطلاق النار بعد الاشتباكات الدامية بين الطرفين طيلة الأيام الثلاثة الماضية، والتي خلفت حوالي ألف قتيل، فضلاً عن تشريد ما يزيد عن ثلاثين ألفاً.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الجنوبي، روي لول، لـ"العربي الجديد"، إن "أربع طائرات حربية أميركية (إف 18) حلقت في سماء جوبا".
وأشار إلى أن "الأميركيين ذكروا أن الطائرات أرسلت بهدف مساعدة الرعايا في عملية الإجلاء، فضلاً عن حماية السفارة الأميركية من أي هجوم، وتأمين طاقمها الدبلوماسي".
ولفت إلى "استقرار الأوضاع وإعادة فتح مطار العاصمة أمام حركة الطيران".
كذلك، بينت مصادر في الحكومة جنوب السودان إرسال إثيوبيا أربع طائرات حربية، فضلاً عن ثلاث طائرات مدنية لإجلاء الجالية الإثيوبية في جوبا، مؤكدةً أن "الخطوة تمت دون علم الحكومة في جوبا".
وطبقاً للمصادر فإن "المنظمات الدولية والبعثات الأجنبية ستعمل على إجلاء رعاياها اعتباراً من الغد تحسباً لانفجار الوضع في أي لحظة"، مشيرة إلى "إجلاء كمبالا رعاياها، وكذلك بعض الدبلوماسيين".
حكومة جديدة تقصي مشار
وكشفت المصادر عن "اجتماع طارئ للحكومة في جوبا يقتصر على أعضائها"، مرجحة أن "يعلن خلالها عن حكومة جديدة تتجاوز الوجوه الحالية، ما يمثل إعلاناً عن انهيار الاتفاقية".
وذكرت أن "الحكومة الجديدة لن يمثل فيها رياك مشار، ومجموعته، فضلاً عن المعتقلين العشرة، باستثناء شخصيات داخل المجموعتين نجحت جوبا في استقطابهما، الأمر الذي من شأنه أن يقود جوبا نحو الهاوية والحرب القبلية".
وفي السياق، عمدت جوبا لإعفاء نائب وزير الخارجية الجنوبي، شيرينو ايتن.
وجاءت الخطوة بسبب مشاركته في اجتماعات دول "الإيقاد" في نيروبي، أمس، خصوصاً أن الاجتماع خرج بعدة نقاط تتحفظ عليها جوبا، بينها توسيع تفويض القوات الأممية الموجودة في العاصمة حالياً، وتوسعتها عبر السماح بإرسال قوات أفريقية، ووضع المطار تحت حمايتها فضلاً عن قرارات تتصل بوقف إطلاق النار.
ويرى مراقبون أن خطوة جوبا بشأن إقالة الوزير، والذي ينتسب لمجموعة المعتقلين العشرة، تبين أن وقف إطلاق النار مجرد قرار دبلوماسي حاولت عبره امتصاص أي ردة فعل قوية من اجتماع "الإيقاد"، ما يشير إلى استئناف القتال وعدم صمود القرار.
نزوح وأزمة إنسانية
ميدانياً، حصلت اختراقات لوقف إطلاق النار عبر اشتباكات بسيطة بين الطرفين، فضلاً عن معارك بشرق الاستوائية بين قوات الجيش الأبيض "جيش مكون من شباب النوير" والجيش الحكومي.
ووفق لشهود عيان فإن "هناك حالات نزوح كبيرة من مدينة جوبا نحو دول الجوار، بسبب خشية المواطنين من تجدد القتال في العاصمة التي تشهد عمليات نهب".
ولفت الشهود إلى "إغلاق معظم المحال التجارية، واستنفاد بعض السلع الغذائية، الأمر الذي يجعل العيش في المدينة صعباً جداً".
وكانت منظمات دولية قد أكدت أن البلاد تشهد نقصاً في الغذاء والماء الصالح للشرب.