لكل بلد عاداته الخاصة وطقوسه الغريبة، وخلال المناسبات العامة والأعياد، يحيي السكان هذه الطقوس بكثير من الفرح والألفة، والتي باتت أشبه بمهرجانات ألوان، ومسيرات غنائية وفنية راقصة.
خلال النصف الأول من العام، جذبت المهرجانات العالمية على غرار مهرجان السامبا في البرازيل ملايين السياح، كما جذب مهرجان الألوان في الهند، ومهرجان الزهور في اليابان الكثير من الزوار خلال فصل الربيع، حيث تساهم هذه المهرجانات بتعريف الزوار على نمط جديد من عادات الشعوب.
وعادة ما تكون هذه المهرجانات مرتبطة بحدث ثقافي أو مناسبة وطنية. خلال النصف الثاني من العام، مهرجانات كثيرة تنتظركم، منها ما له طابع ترفيهي، رياضي، وأخرى ذات طابع تقليدي.
الأرجوحات المعلقة - إيطاليا
لا يمكن وصف جنون هذا الحدث. بين شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز من كل عام، الآلاف من المغامرين وعشاق التحدي يحتفلون بمهرجان الأرجوحات في منطقة مونت بيانا الإيطالية.
على ارتفاع ألف قدم، تعلق أرجوحات على أسلاك حديدية، ويبدأ المتسابقون بالصعود إلى أرجوحاتهم. أصوات الصراخ، الغناء والفرح، تنتشر أصداؤها في كل أرجاء المكان. يعتبر هذا المهرجان من أكثر المهرجانات رعباً. وإن كنتم تخشون الارتفاعات، فهناك مئات الأرجوحات المعلقة على علو منخفض، تنتظركم أيضاً.
وعند الانتهاء من هذا النشاط الخطر نوعاً ما، يطلق المتسابقون مئات البالونات في الهواء، بحيث يصبح لون السماء زاهياً خاصة عند المغيب.
لا توماتينا - إسبانيا
أنتم مدعوون للتراشق بأكثر من 100 طن من الطماطم. أين؟ وكيف؟ في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب، يجتمع أكثر من 200 ألف متسابق من كل الجنسيات، في قرية بونيول بإقليم بلنسية، شرقي إسبانيا لإحياء مهرجان لاتوماتينا.
يعود تاريخ هذا التقليد لعام 1945، حيث نشبت اشتباكات عشوائية بالطماطم بين قريتين. خلال الاحتفال، تسير شاحنات محملة بالطماطم في شوارع المدينة، حيث يتم رمي الطماطم على المشاركين وتبدأ المعارك في الشوارع والساحات العامة، والتي تصبح أشبه بنهر أحمر اللون.
تزامناً مع إقامة المهرجان، تتنوع النشاطات الترفيهية للزوار، حيث تقام احتفاليات موسيقية ومهرجانات راقصة، والكثير من العروض الفنية التي تجوب الشوارع العامة، إضافة إلى الألعاب النارية التي تزين السماء ليلاً. ومن التقاليد المرافقة لهذا المهرجان، إعداد طبق الباييلا.
الفيل والألوان - الهند
إن فاتك مهرجان الألوان الذي يقام في 9 و10 من شهر مارس/آذار، فإن مهرجان الفيل ينتظرك، للاحتفال بالألوان والغناء والرقص التي ترافق هذا الحدث.
سنوياً تجذب مدينة مومباي الهندية ملايين السياح والسكان المحليين للاحتفال بعيد الفيل، وهو تقليد يعود لمئات السنين. تجوب عربات ملونة شوارع العاصمة، ترافقها فرق راقصة وفنانون، يرتدون أزياء تقليدية ملونة في جو من الفرح والبهجة.
كما تجوب الشوارع العامة مئات الفيلة، حيث يتم تلوين أقدامها وتزيينها، كما تغطى أجسادها بمئات الأقمشة الحريرية الملونة. يمثل الاحتفال تقليداً سنوياً، ويعبر عن عادات وثقافات مجموعة كبيرة من سكان الهند.
إضافة إلى المسيرات التي تقام في الشوارع، وما يرافقها من عادات كتوزيع الزهور والبخور وغيرها، تعلو أصوات الموسيقى في كل أرجاء مومباي، كما تقدم أطباق حلوى تقليدية في هذه المناسبة.
بوفيه القرود - تايلاند
صحيح أن فكرة المهرجان غريبة، لكن تايلاند معروفة بمهرجاناتها الخارجة عن المألوف والجميلة في أن معاً. تدعوكم محافظة وبوري إلى مشاركتها في مهرجان بوفيه القرود، الذي يعود تاريخه إلى عام 1988، حيث يتم تقديم مئات الأطنان من الفاكهة والعصائر وغيرها من المأكولات للقرود في حفلة أشبه بفيلم كرتوني.
يجتمع السكان والسياح لمشاهدة القرود حول مائدة كبيرة تبلغ مساحتها أكثر من ألفي متر مربع، للاستمتاع بهذا التقليد. ويأتي هذا المهرجان في إطار تشجيع القطاع السياحي، كما يعبر السكان من خلال هذا الاحتفال عن شكرهم للقرود، لما تقدمه من عروضات خلال العام لجذب السياح.