جنيف7 يراوح مكانه: دي ميستورا ينحاز لرؤية النظام ويتجاهل الانتقال السياسي

عدنان علي

avata
عدنان علي
14 يوليو 2017
A6ABFDCD-C1F9-477A-8052-C15F253DB066
+ الخط -
تختتم، اليوم الجمعة، الجولة السابعة من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة في سورية، من دون تحقيق تقدم يذكر، وسط مؤشرات إلى تضاؤل أهمية هذا المسار، مقابل تقدم دور التفاهمات والاتفاقات الجانبية التي تتم بين الدول الرئيسية الفاعلة في القضية السورية، وهي تفاهمات باتت تتجه أكثر إلى تبني وجهتي نظر النظام وروسيا بشأن سبل الحل، بما يركز على ما يسمى "محاربة الإرهاب"، ابتعادا عن صيغة جنيف الأولى وقرارات الشرعية الدولية، وعملية الانتقال السياسي.

وفي هذا السياق، قال المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إن "الأزمة السورية متشعبة، ولا بد لتسويتها من أن نبدأ بمحاربة الإرهاب، نظرا لأن هذه النقطة تتفق عليها جميع أطراف الأزمة".

وأضاف دي ميستورا، في تصريحات له من جنيف اليوم: "أنا واثق تماما أن اليوم ستسود الواقعية السياسية الحقيقية"، معتبرا أنه "لتسوية الأزمة السورية، يجب أن نبسط الحل ونسهله، لأن الأزمة متشعبة، ولذلك يبدو الحل غير ممكن".


ورأى المبعوث الأممي أن الأزمة "بدأت من ثورة، واكتسبت بعدا إقليميا، ثم تحولت إلى حرب بين الجيران حتى أصبحت صراعا دوليا". وتابع أنه للوصول إلى تسوية للأزمة السورية "لا بد من تفكيك هذه التشعبات، والبدء من الخطر، الذي يهدد الجميع، وهو الإرهاب، الذي بدوره يتغذى من الصراع". 

وقال إنه "إذا لم تتم تسوية الأزمة السورية بالطرق السياسية، فإن ما سمي بالأمس تنظيم "داعش"، والذي أصبح مثل الطفيليات الضارة، سينمو في أماكن وتحت مسميات أخرى، كما حصل في العراق"، داعيا إلى الاستفادة من التجربة العراقية، عبر "خفض وتيرة العنف وإقامة مناطق هادئة تماما، يشرف على مراقبتها مراقبون دوليون، ومن الممكن أن يكونوا عسكريين".

وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن دي ميستورا أعد مبادرة لمكافحة الإرهاب، وسوف يعلن عنها اليوم الجمعة.

وقد عقد وفدا النظام والمعارضة، اليوم، المزيد من الاجتماعات مع المبعوث الأممي، تركزت حول "مكافحة الإرهاب" والقضايا الإجرائية المتعلقة بالدستور، دون التطرق إلى مسألة الانتقال السياسي، كما تطالب المعارضة.

 وشارك في اجتماعات المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، الذي صرح بأن "العملية السياسية تسير ببطء شديد، بسبب عدم رغبة النظام وحلفائه في الوصول إلى الحل السياسي، وسعيهم إلى سد جميع الطرق المؤدية إليه".

وأكد حجاب، في تصريحات له من جنيف، تمسك وفد المعارضة بالعملية السياسية، مطالبا بـ"موقف دولي حاسم يضع حدا لمعاناة السوريين ويعيد الاستقرار للمنطقة، ويحقق الانتقال السياسي، بعيداً عن الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق الشعب السوري".

وأكد أهمية التركيز على الحل السياسي وانتقال السلطة المنظم، بهدف "منع الفوضى أو تقسيم البلاد، أو إقامة مناطق نفوذ دولية".

من جهته، قال رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري، إن الجلسة الختامية اليوم مع المبعوث الدولي كانت مخصصة في معظمها للحديث عن مكافحة الإرهاب. وأوضح أن وفده شرح  للمبعوث الدولي وفريقه "آخر التطورات المتعلقة بمكافحة الإرهاب على الأرض السورية، وطلب منه أن ينقل هذا الموضوع من الحديث النظري في القاعات المغلقة إلى مجلس الأمن والرأي العام الدولي". 

وأضاف الجعفري: "الحديث حول مكافحة الإرهاب كان مفيدا ومعمقا، ولفتنا في هذا السياق عناية المبعوث الخاص إلى المجازر التي تسببها عمليات التحالف الدولي، وخاصة في الرقة، وما سببته من تدهور للوضع الإنساني بالنسبة للمدنيين"، مشيرا إلى أن المباحثات تطرقت أيضا إلى المبادئ ذات الصلة بالعملية الدستورية، التي وردت في ورقة دي ميستورا التي تضم 12 بندا.

وكانت مفاوضات "جنيف 7" انطلقت الاثنين الماضي، ، بمشاركة وفدي النظام السوري والمعارضة، وفي ظل غياب جدول أعمال واضح للاجتماعات، كما صرح كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية، محمد صبرا.

ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
المساهمون